اقتصاد خليجي

هونغ كونغ أغلى مدن العالم.. ودبي تتصدر الشرق الأوسط

أصدرت «ميرسر» العاملة في قطاع العمل والتقاعد والاستثمار، التقرير السنوي لتصنيف المدن بحسب كلفة المعيشة لعام 2024. ويوفر هذا التصنيف رؤى قيّمة تساعد الموظفين على تخطيط استراتيجيات التعويضات التي سيحصلون عليها لقاء عملهم في دول أخرى.

على صعيد أغلى المدن في منطقة الشرق الأوسط، جاءت دبي في المرتبة 15 عالمياً، تليها أبوظبي في المرتبة 43، ثم الرياض في المرتبة 90، ثم جدة في المرتبة 97، ثم المنامة في المرتبة 110، ثم الكويت في المرتبة 120، ثم الدوحة في المرتبة 121.

  • ارتفاعات متعددة

وارتفع ترتيب دبي ثلاثة مراكز لتصبح المدينة الـ15 الأغلى في العالم للموظفين الدوليين.

تأثر إجمالي كلفة المعيشة في دبي بزيادة إيجارات السكن التي شهدها قطاع العقارات والتي ما زالت تواصل زيادتها، وأظهر التقرير أن قطاع الشقق سجل زيادة بنسبة 15% في الشقق ذات ثلاث غرف نوم مقارنة بالعام الماضي، في حين أن إيجارات وحدات الفلل (المنازل المستقلة) زادت بنسبة 32% خلال الفترة نفسها.

وتعد هذه الزيادة أكبر من الزيادة على أساس سنوي التي سجلتها المدن سريعة النمو الأخرى، مثل سنغافورة (بلغ متوسط الزيادة على أساس سنوي 10%)، وأمستردام (7%)، ونيويورك (6%)، وهونغ كونغ (7%).

كما شهدت دبي زيادة معتدلة في أسعار منتجات البقالة (5%) وأسعار منتجات العناية الشخصية (3%)، في حين بقيت كلف المواصلات ثابتة على الرغم من أن تحليلات «ميرسر» تشير إلى أن أسعار أقساط التأمين سوف ترتفع في أعقاب العاصفة والفيضانات التي شهدتها المنطقة في إبريل/نيسان 2024.

وأظهر استبيان كلف السكن والمدارس 2024 الصادر عن الشركة، أنه على الرغم من زيادة الإيجارات، فإن 70% من المؤسسات التي شملها الاستبيان قررت عدم إجراء أي تعديلات في سياسات السكن الخاصة بها.

أما بالنسبة للمؤسسات التي أجرت التعديلات، فنظرت إلى تنافسية الأجور بشكل أكثر شمولاً من أجل مساعدة الموظفين على التعامل مع كلف المعيشة المتزايدة.

  • مدينة تنافسية

قال فلاديمير فرجوفسكي، المدير لدى «ميرسر – الشرق الأوسط»: «لا تزال دبي مدينة تنافسية إلى حد كبير في ما يخص استقطاب الشركات الدولية، وذلك بفضل جودة الحياة فيها، وآلية النمو الحيوية للاقتصاد غير النفطي»..

  • الأغلى عالمياً

حافظت هونغ كونغ على المرتبة الأولى في ترتيب العام الجاري 2024، تلتها سنغافورة، فيما أتمّت المدن السويسرية زيورخ وجنيف وبازل مجموعة الخمسة الأوائل في ترتيب أغلى دول العالم من حيث كلف المعيشة.

وقالت إيفون ترابر، الرئيسة العالمية للتنقل لدى «ميرسر»: «لقد كان لكلف المعيشة أثر ملموس في المؤسسات متعددة الجنسيات وموظفيها. ولذلك فمن المهم أن تبقى المؤسسات على اطلاع على توجهات كلف المعيشة والتضخم، وأن تسعى للحصول على الملاحظات التي يقدمها الموظفون حول هذه المسائل، وذلك من أجل إدارة تأثيراتها بفاعلية».

  • تحدٍّ صعب

وأصبح انتقال المواهب تحدياً صعباً أمام جهات العمل بسبب ارتفاع كلف السكن في العديد من مدن العالم. إضافة إلى ذلك، فإن توجهات التضخم المتقلبة تواصل تأثيرها في تآكل القوة الشرائية للموظفين الدوليين، وتفرض ضغوطاً إضافية على حزم تعويضاتهم. ويمكن لهذه العوامل أن تزيد من صعوبة مهمة جهات العمل في استقطاب أفضل المواهب واستبقائها، كما قد تؤدي إلى زيادة نفقات التعويضات والمزايا، والحد من تنقل المواهب، وارتفاع الكلف التشغيلية.

أضافت ترابر: «تؤدي كلف المعيشة المرتفعة إلى تعديل الموظفين لأسلوب حياتهم وخفض مستويات إنفاقهم، أو حتى التسبب في مواجهتهم لصعوبات تأمين المتطلبات الأساسية. ومن أجل التخفيف من حدة هذه التحديات، فإنه يجب على جهات العمل تقديم حزم تعويضات تتضمن علاوات أو مساعدات سكنية، أو تقديم خدمات دعم أخرى، كما يمكنها استطلاع إمكانية اعتماد استراتيجيات بديلة لاستقدام المواهب».

  • آسيا وأوروبا في الصدارة

تضم آسيا أغلى مدينتين في العام، من حيث كلف المعيشة، وذلك بسبب ارتفاع إيجارات السكن في المقام الأول، كما تستقطب هذه المراكز الاقتصادية المهمة عدداً كبيراً من المغتربين الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة إضافية في كلف السلع.

وحلت مومباي في المرتبة 136 كأغلى مدينة في الهند.

وتحتل خمس مدن أوروبية مراكز لها ضمن أول عشر مدن على هذا التصنيف العالمي، منها أربع مدن سويسرية، إضافة إلى لندن التي قفزت تسعة مراتب لتحتل المركز الثامن.

وعلى الرغم من اختلاف كلف المعيشة في أوروبا بحسب المدن، فإن «البنك المركزي الأوروبي» يتوقع أن يواصل معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو انخفاضه، ما يعني إمكانية استقرار الكلف بالتزامن مع تعافي الاقتصادات الأوروبية من الانتكاسات الأخيرة التي شهدتها.

  • أمريكا الشمالية

وستواصل كلفة المعيشة في الولايات المتحدة خلال عام 2024 في كونها مشكلة رئيسية؛ إذ تم تصنيف جميع المدن الأمريكية ضمن أغلى 100 مدينة، فيما حلت سبع مدن أمريكية في المراكز العشرين الأولى على الترتيب.

واحتلت المدن الكندية المراكز الأدنى في ترتيب مدن أمريكا الشمالية، وذلك بفضل المرونة الكبيرة التي أظهرها الاقتصاد الكندي وتجاوز أدائه للتوقعات، وكانت تورونتو أغلى مدينة في كندا (المركز 92)، تليها فانكوفر (المركز 101).

وارتفعت كلفة المعيشة في المدن المكسيكية بشكل ملحوظ عن العام الماضي بسبب ارتفاع قيمة البيزو في عام 2023، وحلت مدينة مكسيكو في المركز 33 مرتفعة من المركز 79 الذي شغلته عام 2023، فيما جاءت مونتيري في المركز 115 صاعدة من المركز 155 خلال العام الماضي.

  • أمريكا الجنوبية

وفي أمريكا الجنوبية، صُنفت مونتيفيديو عاصمة الأوروغواي بأنها أغلى موقع للموظفين الدوليين (المرتبة 42). إضافة إلى ذلك، فقد شهدت العديد من المدن في المنطقة حركة كبيرة مقارنة بعام 2023، وذلك بسبب تقلبات أسعار صرف العملات وإيجارات السكن؛ إذ تراجعت مدينة سانتياغو في تشيلي 73 مرتبة لتصل إلى المركز 160 على التصنيف، بينما سجلت بوغوتا في كولومبيا قفزة بلغت 40 مرتبة لتصل إلى المركز 174 على التصنيف.

  • الهادئ

ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع التضخم في منطقة المحيط الهادئ إلى فرض ضغوط على الموظفين الدوليين خلال العام الجاري؛ إذ صنُفت سيدني في أستراليا على أنها المدينة الأغلى في منطقة المحيط الهادئ (المركز 58)، متخطية في ذلك مدينة نوميا في كاليدونيا الجديدة التي تقدمت 10 مراتب لتصل إلى المركز 60 على التصنيف العالمي.

  • إفريقيا

وشملت قائمة المدن الإفريقية التي احتلت أعلى المراكز على التصنيف العالمي، كلاً من بانغي في جمهورية إفريقيا الوسطى (المركز 14)، ومدينة جيبوتي عاصمة جيبوتي (المركز 18)، ومدينة نجامينا في تشاد (المركز 21).

تجدر الإشارة إلى أن مدينة لاغوس النيجيرية سجلت تراجعاً لافتاً على الترتيب بـ178 مركزاً لتصل إلى المركز 225 الأمر الذي يعد أكبر تغيير على مستوى العالم مقارنة بالعام الماضي 2023. ويرجع هذا التغيير في المقام الأول إلى تقلبات العملة ومن ضمن ذلك الانخفاضات المتكررة في قيمة النيرة النيجيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى