مقالات اقتصادية

أوروبا تبحث عن المعادن النادرة.. هل تستطيع الاستغناء عن الصين وروسيا؟

كتب أسامة صالح

,,
الاتحاد الأوروبي، يصدر قانون لتشجيع استخراج المعادن النادرة.. فهل يستطيع الاستغناء عن الصين وروسيا؟

 

يبحث الاتحاد الأوروبي، عن طرق لتسريع إنتاج المعادن النادرة لتنويع سلسلة التوريد الخاصة بها، وتقليل الاعتماد على الصين كمورد رئيسي لها. وتلعب العديد من المعادن النادرة، دورا حاسما في تطوير صناعة الطاقة المتجددة العالمية، حيث تساعد شركات الطاقة على إنتاج البطاريات، ومعدات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والتقنيات النظيفة.
أحتى الآن، كان الاعتماد العالمي على الصين في هذه المعادن كبيرا، حيث تهيمن بكين على الإنتاج العالمي لليثيوم، والعديد من المعادن الأرضية النادرة المهمة الأخرى.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة يمكن أن تساعد أوروبا على تعزيز الإنتاج الإقليمي للمعادن الأرضية النادرة المهمة لتعزيز سلسلة التوريد، وتعزيز أمن الطاقة خلال التحول الأخضر.
المعادن النادرة والتحول الأخضر:- تتزايد أنشطة التعدين العالمية عاما بعد آخر، حيث تستثمر شركات الطاقة والحكومات بكثافة في استخراج الليثيوم، والكوبالت، والنيكل، والمعادن النادرة المهمة الأخرى لدعم التحول الأخضر، حيث إن هذه المعادن ضرورية لمكونات الطاقة المتجددة، وكذلك في معظم الأجهزة الإلكترونية اليومية.
مع قيام العالم بتقليص أنشطة استخراج الفحم، يتوسع استخراج المعادن المهمة بوتيرة سريعة، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على المعادن من حوالي 7.5 مليون طن في عشرينيات القرن الجاري إلى 28 مليون طن بحلول عام 2040، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
الدول المهيمنة على إنتاج المعادن الأرضية النادرة:- وتهيمن 10 دول على تعدين المعادن النادرة المهمة، أبرزها الصين، وروسيا، وتشيلي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونظرا للاعتماد الكبير على المعادن الأرضية النادرة لدفع التحول الأخضر العالمي، قرر الاتحاد الأوروبي عدم التوقف عن استيراد المعادن من روسيا، على الرغم من فرض حظر على واردات النفط، والغاز، في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
ومع ذلك، لا يزال المصدر الرئيسي للمعادن النادرة للاتحاد الأوروبي هو الصين، التي توفر حوالي 90% من سوق المعادن الأوروبية، وهذا ليس مستغربا نظرا لأن الصين مسؤولة عن أكثر من نصف القدرة العالمية على معالجة الليثيوم، والكوبالت، والمنغنيز، وفقا لبيانات “Oil price“. وكانت المخاوف من الاعتماد المفرط على قوة منفردة في إمدادات المعادن في أوروبا سببا في دفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن المعادن الأرضية النادرة، لتعزيز سلسلة التوريد الخاصة به.
أوروبا تصدر قانون لتشجيع استخراج المعادن النادرة:- لا تزال صناعة تعدين المعادن في أوروبا متخلفة، لكن العديد من شركات الطاقة تقوم بجهود استكشاف لتقييم إمكانية تطوير أنشطة تعدين جديدة.
وأصدر الاتحاد الأوروبي قانون المواد الخام الحيوية بهدف استخراج ما لا يقل عن 10% من الطلب السنوي المهم على المعادن النادرة في المنطقة من داخل أوروبا بحلول عام 2030. ومع ذلك، هناك العديد من القيود التي تحول دون التوسع في تعدين المعادن الأرضية النادرة، مثل المخاوف البيئية، وبينما تقوم الشركات بالتنقيب عن المعادن لدعم التحول الأخضر، يشعر علماء البيئة بالقلق من أن هذا قد يسبب ضررا أكثر من نفعه ما لم يتم القيام به بشكل مستدام، مما يؤدي إلى لوائح أكثر صرامة بشأن التعدين في المنطقة.
اكتشاف أكبر مستودع للمعادن الأرضية النادرة في أوروبا:- أعلنت شركة التعدين Rare Earths النرويجية هذا الشهر أنها اكتشفت أكبر مستودع مؤكد في أوروبا للمعادن الأرضية النادرة، والذي تعتقد أنه يمكن أن يكون مفتاحا لزيادة تنويع سلسلة توريد المعادن. وذكرت الشركة أن مجمع Fen Carbonatite الخاص بها في جنوب شرق النرويج يضم 8.8 مليون طن متري من إجمالي أكاسيد المعادن الأرضية النادرة.
والنرويج، ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي تهدف إلى تطوير صناعة التعدين المعدنية لديها، حيث أعلنت السويد، عن اكتشاف رواسب أتربة نادرة العام الماضي.
ووجدت شركة LKAB المملوكة لحكومة السويد، أن هناك عناصر نادرة ممزوجة بخام الحديد الذي كانت تستخرجه في كيرونا، المدينة الواقعة في أقصى شمال السويد. وبعد التقييمات الأولية، أعلنت الشركة عن تقديرات أولية لحوالي 1.3 مليون طن متري من العناصر الأرضية النادرة في المنجم.
وتشير الشركة إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 6 أو 7 أعوام لاستكمال الاستكشاف.
الإنتاج يستغرق سنوات:- ويعلق الاتحاد الأوروبي، آمالا كبيرة على سوق المعادن النادرة في أوروبا، حيث تستثمر العديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة في أنشطة التنقيب.
ومن الممكن أن تساعد الاكتشافات الجديدة الاتحاد الأوروبي على تقليل اعتماده على الصين، وروسيا، فيما يتعلق بالمعادن الأرضية النادرة، مما يساعده على تنويع سلسلة التوريد الخاصة به، وتعزيز أمن الطاقة خلال التحول الأخضر.
ومع ذلك، فمن المرجح أن يستغرق إنشاء مشاريع الإنتاج وقتا طويلا، بعد عدة سنوات من الاستكشاف، والتحليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى