اقتصاد كويتي

«الوطني للثروات»: كيف تحدّد الأصول المقوّمة بأقل من قيمتها؟

تطرقت مجموعة الوطني للثروات ضمن سلسلة مقالات قيادة الفكر الى استثمار القيمة وكيف تحدّد الأصول المقوّمة بأقل من قيمتها؟

وبينت المجموعة ان استثمار القيمة (Value Investing) يتضمن اختيار الأسهم المدرجة في الأسواق العامة التي يتم تداولها بسعر أقل من قيمتها العادلة أو الجوهرية (Intrinsic value). وينسب الفضل لبنيامين جراهام في تعميم مفهوم استثمار القيمة، والذي تم تبنيه من قبل العديد من المستثمرين الناجحين مثل وارن بافيت.

ولفتت الى انه قد تصبح الأسهم مقوّمة بأقل من قيمتها العادلة لعدة أسباب، منها غالباً ما يتعلق بسيكولوجية السوق أو العوامل الخاصة بالشركة أو بالظروف الاقتصادية بصفة عامة. وبغض النظر عن سبب انخفاض قيمة السهم، فإنه يمثل فرصة لمستثمر القيمة للاستفادة منه.

التقنيات والمقاييس

وتابعت: يستخدم مديرو الصناديق مجموعة من التقنيات والمقاييس لتقييم القيمة الجوهرية والبحث عن الأسهم التي يُحتمل أن تكون مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية مثل معامل نسبة السعر إلى الأرباح أو القيمة الدفترية أو التدفقات النقدية، والتي قد يشير انخفاض نسبها إلى أن السهم مقوّم بأقل من قيمته. ويجب على مدير الصندوق بعد ذلك أيضاً تقييم جودة الإدارة العليا والإدارة التنفيذية للشركة، بالإضافة إلى نموذج أعمالها والتوقعات المستقبلية لأنشطتها، واتجاهات القطاع، ووضع الشركة بالنسبة لمنافسيها (تحليل الأقران) قبل اتخاذ قرار الاستثمار.

وافادت ان استثمار القيمة ينطوي على مخاطر شأنه في ذلك شأن جميع الاستثمارات الأخرى، إلا أن توافر هامش الأمان في الاستثمار يعتبر من أهم مفاتيح النجاح على المدى الطويل. ويتمثل هامش الأمان في الفرق بين القيمة الجوهرية للسهم وسعره في السوق، حيث يعتبر هذا الهامش بمنزلة منطقة أمان لحماية المستثمر من أي خطأ في تقدير سعر السهم أو الأحداث غير المتوقعة، ما يوفر حماية ضد الخسائر المحتملة.

وقالت عند شراء الأسهم المقومة بأقل من قيمتها، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يدرك السوق القيمة الحقيقية لهذه الأصول، لذلك يجب أن يتراوح أفق الاستثمار عند مستثمر القيمة ما بين 3 و5 سنوات على الأقل. ويشار إلى الأسهم التي تبدو أنها مقوّمة بأقل من قيمتها ولكنها تفشل في تحقيق إمكاناتها على أنها مصيدة القيمة (Value trap)، وهي استثمارات يجب تجنبها من خلال إجراء بحوث معمقة لتحقيق فهم شامل لآفاق ومستقبل الشركة المعنية. ويمكن للمدير النشط الذي يتمتع بقدرة بحثية عالية أن يضيف قيمة كبيرة من خلال مساعدته المستثمرين على تجنب مصائد القيمة وبناء محافظ قوية ومتنوعة من أسهم القيمة.

الصناديق النشطة

ولفتت الى انه عادة ما يكون أداء أسهم النمو -growth stocks (الأسهم المتوقع أن تنمو بمعدل أعلى من المتوسط) أفضل خلال فترات الأداء القوي لسوق الأسهم وعندما تكون أرباح الشركات في ارتفاع، إلا أن أسهم النمو تميل إلى تسجيل أداء أقل من أسهم القيمة أثناء فترة التباطؤ الاقتصادي، إذ غالباً ما تتفوق القيمة على النمو خلال فترات ضعف أداء سوق الأسهم وفي المراحل المبكرة من الانتعاش الاقتصادي. وعادة ما تقدم أسهم القيمة عائد توزيعات أرباح أعلى، الأمر الذي يعتبر مهماً، وخاصة بالنسبة للمستثمرين الذين يركزون على توليد الدخل.

واضافت: خلال السنوات الأخيرة، كان أداء أسهم القيمة أضعف بكثير من أسهم النمو، ما أدى إلى وصول تقييمات أسهم النمو إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مقارنة بأسهم القيمة. ونظراً لتفوق أدائها، أخيراً، قام المستثمرون في الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة في الولايات المتحدة (large cap) بزيادة الثقل الوزني لأسهم النمو في محافظهم الاستثمارية، في محاولة للاستفادة من الأداء القوي لما يطلق عليه لقب العظماء السبعة أو «Magnificent Seven». ومع ذلك، فإنه يجب على المستثمرين الذين يستثمرون على المدى البعيد أن يكونوا حذرين من عدم التعرض الكافي لأسهم القيمة، حيث يمكن أن تختلف التقييمات النسبية بشكل كبير على مدار الدورة الاقتصادية.

تقييمات أسهم القيمة والنمو

قال الوطني للثروات ان تقييمات أسهم القيمة وصلت حالياً إلى أدنى مستوياتها تاريخياً مقارنة بأسهم النمو، وتتضمن المؤشرات الرئيسية ثقل وزني كبير لأسهم النمو بسبب الأداء المتفوق الذي شهده نمط النمو، أخيراً. وتعد النظرة طويلة الأجل أمراً أساسياً للمستثمر الذي يرغب في استكشاف فرص القيمة، فيما يمكن للمدير النشط إضافة قيمة كبيرة من خلال تحديد الأسهم الجذابة وضمان بناء محفظة قوية تتميز بتنويع كاف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى