اقتصاد كويتي

نقص الكهرباء بالمنطقة يحتِّم ترقية الأنظمة القديمة

شهد العالم درجات حرارة قياسية مع توقعات بزيادة ارتفاعها لبقية فصل الصيف، والتي تسببت بشبح انقطاعات للتيار الكهربائي، طاردت الشرق الأوسط خصوصاً، حيث اضطرت الكويت مثلاً في الشهر الماضي لقطع التيار الكهربائي بشكل متواصل لمدة ساعة أو ساعتين، بعد حدوث مشكلة فنية في محطة كهرباء رئيسية، تزامنت مع استخدام أجهزة التكييف بشكل كبير، بعد أن تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية.

تناول تقرير حديث على «ناشيونال» أزمة الانقطاعات الكهربائية في المنطقة، بعد أن أثرت درجات الحرارة الكبيرة والقياسية سلباً على إمدادات الطاقة، مشيراً إلى أن بناء محطات توليد كهرباء جديدة غير كافية لسد النقص في المنطقة في الوقت الحالي.

وكشف التقرير أن شبح الانقطاعات سيتواصل في حال عدم ترقية الأنظمة القديمة وغير الفعَّالة، مشدداً على ضرورة تنمية تجارة الكهرباء بين البلدان التي تفتقر إلى هيكل واضح.

محطات توليد الكهرباء

وقال التقرير إنه خلال السنوات الماضية لم تنجح الكويت في بناء محطات توليد الكهرباء، في وقت بلغت ذروة حمل الكهرباء في دبي أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 10.4 غيغاواط في الصيف الماضي، وسيتم تحطيم هذا الرقم القياسي مرة أخرى هذا الصيف، نظراً للنمو الاقتصادي والسكاني الذي تشهده الإمارة، مشيراً إلى أن إنتاج الطاقة الشمسية تضاعف أربع مرات خلال الفترة نفسها. ومع ذلك، كان لا بد أيضاً من ارتفاع معدل توليد الكهرباء من الغاز، بعد أن كان ثابتاً بشكل أساسي من عام 2016 إلى عام 2021، ومن المرجَّح أن يستمر هذا حتى عام 2026، على الرغم من بناء قدرة جديدة للطاقة الشمسية. وبالمثل، في السعودية، نما الطلب على الكهرباء بسرعة مع النمو الاقتصادي وتطوير صناعات ومجمعات ترفيهية ومدن جديدة.

فرض انقطاعات

على الرغم من ضخ الأموال من حلفائها الخليجيين والمؤسسات الدولية، أكد التقرير أن مصر عانت من نقص الغاز، واضطرت إلى فرض انقطاعات في الكهرباء لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، ومن المرجح أن تتفاقم خلال ذروة الصيف، إذ من المقرر إغلاق مراكز التسوق والمحلات التجارية اعتباراً من الساعة 10 مساءً.

من جانبها، سعى لبنان إلى المزيد من الحلول القصيرة المدى للغياب شبه الدائم للكهرباء من الشبكة الوطنية. وقد فشل التنقيب عن الغاز البحري حتى الآن في تحقيق أي نجاح.

بدوره، قال وزير الكهرباء العراقي إنه مع وصول درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية في جميع أنحاء البلاد، وصل الطلب إلى 48 غيغاواط، في حين يمكن للدولة توفير 25 غيغاواط، مما دفع الحكومة لخفض ساعات العمل لموظفي الدولة في محاولة لتوفير الطاقة.

حلول بسيطة

ولفت التقرير إلى أن الحلول التقنية بسيطة بما فيه الكفاية، إذ ينبغي ترقية أنظمة توليد الطاقة القديمة وغير الفعَّالة، التي تعمل بالغاز أو النفط، أو استبدالها بمحطات حديثة أكثر كفاءة.

وبعد ذلك، لا بد من بناء المزيد من محطات الطاقة، على أن يكون أكبر عدد يعمل بالطاقة الشمسية أو يعمل بطاقة الرياح، كما يمكن استخدام البطاريات الرخيصة بشكل متزايد لتلبية الطلب خلال الليالي الحارة والرطبة، مبيناً أن الإمارات والسعودية وعُمان وغيرها من الدول المجاورة في المنطقة، أظهرت أن الطاقة الشمسية تعمل بشكل جيد للغاية في هذه المنطقة.

وتطرق التقرير إلى عزم شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، باعتبارها المزود الرئيسي للطاقة والمياه في أبوظبي والإمارات، إلى استبدال محطات الغاز القديمة بالطاقة الشمسية، والاعتماد في الغالب على التناضح العكسي الأكثر كفاءة لتحلية المياه، وخفض انبعاثاتها بنسبة %25 بحلول عام 2030، مؤكداً أن الإمارات تدرس أيضاً إضافة المزيد من المفاعلات النووية إلى برنامجها الناجح.

وطالب التقرير بتركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل والشركات قدر الإمكان، مع ضرورة احتواء جميع المنازل الجديدة على الطاقة الشمسية منذ البداية، مضيفاً أنه لابد من إزالة الحواجز التنظيمية، التي تفرضها المرافق القائمة، والسماح للصناعات بتركيب الطاقة الشمسية في مواقع مناسبة، واستخدام الشبكة الوطنية لتوصيل الكهرباء إلى مصانعها.

جهود غير كافية

وبيَّن تقرير «ناشيونال» أن مجرد بناء كميات هائلة من توليد الكهرباء الجديد ليس كافياً في الوقت الحالي، للأسباب التالية:

أولاً: كان هذا هو الحل الواضح في لبنان والعراق منذ سنوات طويلة، لكنه لم يحدث، بسبب البيروقراطيات الراسخة والمصالح الخاصة، حيث إن نمو الطلب في العراق على وجه الخصوص سريع للغاية، بحيث يبدو أن البلاد لن تتمكن من اللحاق به أبداً.

ثانياً: الكثير من الدول تعتبره إهداراً اقتصادياً نتيجة اشتداد الحاجة لإنفاق أموال نحو أولويات أخرى.

ثالثاً: وجدت دول، مثل مصر، أنها لا تملك ما يكفي من الغاز لتشغيل محطاتها الجديدة.

5 حلول لتجاوز الأزمة

قدَّم التقرير العديد من الحلول لتجاوز أزمة الكهرباء في المنطقة، كالتالي:

1 – ينبغي أن تنمو تجارة الكهرباء بين بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأنه لا يزال غير كاف ويفتقر إلى هيكل تجاري واضح.

2 – يجب أن يكون هناك المزيد من الاهتمام بالكفاءة، عبر تبريد المباني بشكل أفضل عن طريق العزل، وتبريد المناطق المعتمد على الطاقة المتجددة للتطورات الحضرية الأكثر كثافة، مع توفير مكيفات هواء أكثر كفاءة، والصيانة والتنظيف المناسبين، وسلوك أقل إهداراً من قبل السكان، وتصميم أفضل للبناء الجديد.

3 – استعادة المساحات الخضراء، وتخطيط المناطق الحضرية بمزيد من الأسطح العاكسة.

4 – الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة والمياه، وتحويله إذا لزم الأمر إلى دفعات تعويضية للأشخاص ذوي الدخل المنخفض.

5 – المواءمة بين الاستثمار والكفاءة والمجتمع والسياسة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى