مختارات اقتصادية

لماذا تتجه شركات النفط الكبرى نحو التوسع في قطاع البتروكيماويات؟

يتزايد الاتجاه الواسع النطاق حول العالم نحو السيارات الكهربائية والتحول نحو الطاقة النظيفة وهو ما قد يؤثر على الطلب على شركات النفط والغاز الكبرى.

تتجه شركات النفط الكبرى نحو التركيز على البتروكيماويات -التي تدخل في صناعة البلاستيك والبوليستر والعديد من السلع الأخرى الرخيصة وخفيفة الوزن- حتى تتمكن من مواصلة أعمالها لفترة طويلة بعد وصول الطلب على الوقود اللازم للتنقل إلى ذروته.

وأصبحت البتروكيماويات بالفعل جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة، بدءًا من التعبئة والتغليف والمنظمات وحتى الأدوية والأسمدة، كما تعتبر ضرورية للتحول نحو الطاقة الخضراء.

توقعات الطلب على النفط

توقعت “بلومبرج” العام الماضي وصول الطلب العالمي على الوقود اللازم للتنقل على الطرق إلى ذروته في 2027 عند 49 مليون برميل يوميًا، قبل أن يدخل في حالة تراجع.

كما ذكر “لو روكوان” رئيس معهد أبحاث التكنولوجيا والاقتصاد التابع لـ”شركة البترول الوطنية الصينية” التابعة للدولة أن المركبات الكهربائية ستحل محل أكثر من 20 مليون طن متري من الطلب على النفط الخام هذا العام، أي ما يعادل 10% من استهلاك البنزين والديزل في البلاد.

بالنظر للمديين المتوسط والطويل، فإن وكالة الطاقة الدولية هي الوحيدة التي تتوقع وصول الطلب العالمي على النفط لذروته قبل عام 2030، ومع ذلك ترى الوكالة أن ذروة الطلب على النفط لا تعني بالضرورة التراجع السريع في استهلاك الوقود الأحفوري.

وتتوقع الوكالة نمو الطلب على النفط إلى 105.45 مليون برميل يوميًا في 2030 من 102.24 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، على أن تكون أكثر من 85% من الزيادة الإجمالية في الطلب من البتروكيماويات.

الشركات وقطاع البتروكيماويات

في العام الماضي، استحوذت “أرامكو السعودية” على حصة 10% في “رونغشنغ” للبتروكيميائيات المدرجة في بورصة شنجن مقابل 3.6 مليار دولار.

وفي وقت سابق هذا العام، أجرت “أرامكو السعودية” محادثات بشأن الاستحواذ المحتمل على حصة 10% في الصينية “هنجلي للبتروكيميائيات”.

وأظهرت مراجعة لعام 2023 لشركات النفط والغاز والكيماويات الكبرى أنه على مدى الثلاث سنوات المقبلة: تخطط “إكسون موبيل” لاستثمار أكثر من 20 مليار دولار في توسيع إنتاج البلاستيك، وسوف تنفق “سي بي تشيم” 14.5 مليار دولار.

وتشيد “إكسون” حاليًا مجمع للبتروكيماويات في جنوب الصين، وتوسع إنتاجها في المنشآت القائمة على ساحل الخليج الأمريكي، وسينتج ذلك المجمع بوليمرات عالية الأداء تستخدم في منتجات التعبئة والتغليف والسيارات والمنتجات الزراعية والاستهلاكية للنظافة والعناية الشخصية.

وحاليًا، يُوجَّه حوالي 6.7 مليون برميل يوميًا أو 6.5% من إجمالي استخدام النفط العالمي لتزويد الصين بالبتروكيماويات، وذلك وفقًا لما ذكره محلل سوق النفط لدى وكالة الطاقة الدولية “سياران هيلي”، ما جعل الصين أكبر مساهم فردي في نمو الطلب العالمي على النفط في السنوات الأخيرة.

كما أن المواد الصناعية المستخدمة على نطاق واسع مثل البوليستر والنايلون مشتقة من النفط، وكانت شركات بيع الأزياء عبر الإنترنت مثل “شي إن” من المحركات القوية للطلب عليها.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن 90% من الطلب المتزايد على النفط في الصين في الفترة من 2021 إلى 2024 يأتي من المواد الأولية الكيميائية مثل الإيثان والنافتا.

لذلك يتسارع السباق من قبل بعض أكبر الشركات العامة بمجال الطاقة نحو الحصول على حصة بمجال البتروكيماويات والسوق الصينية.

المصادر: أويل برايس – فاينانشال تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى