اقتصاد كويتي

«كامكو إنفست»: نشاط تعاقدي كبير بالغاز الطبيعي في الخليج

قال تقرير كامكو إنفست إن هناك نشاطاً تعاقدياً كبيراً في منطقة دول الخليج خلال الربع الثاني من عام 2024، بما في ذلك إبرام اتفاقية بين قطر والصين لبناء 18 ناقلة غاز بسعة 271 ألف متر مكعب لكل منها، وبقيمة إجمالية تبلغ 6 مليارات دولار. كما تم توقيع 6 اتفاقيات جديدة لبيع الغاز الطبيعي المسال في مايو 2024، بما في ذلك عقد الرويس للغاز الطبيعي المسال، الذي ستصدر بموجبه الإمارات ما يقدر بنحو 0.8 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا لمدة 15 سنة. وبالمقارنة، فإن أربعاً من أصل خمس اتفاقيات جديدة لبيع الغاز الطبيعي المسال، التي تم توقيعها في أبريل 2024، كانت مرتبطة بمشروع قلهات للغاز الطبيعي المسال في عمان، بما في ذلك اتفاقية بيع وشراء لتوفير 1.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى تركيا لمدة عشر سنوات.

وأكد التقرير إن أسعار الغاز العالمية ارتفعت في الربع الثاني من عام 2024، في ظل الزيادة الملحوظة في متوسط أسعار الغاز الطبيعي الشهرية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية تعافي نمو الاقتصاد العالمي، فيما يعزى جزئياً إلى المعنويات الإيجابية الناجمة عن توقعات تيسير السياسات النقدية في النصف الثاني من العام الحالي.

وأشار «كامكو إنفست» إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا بصفة رئيسية، يعزى إلى استمرار حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، إلى جانب انقطاع انتاجيه العديد من منشآت الغاز الطبيعي المسال. وفي أوروبا، كان نمو أسعار الغاز الطبيعي مدعوماً بإمكانية خفض إمدادات خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الروسية مرة أخرى، والاضطرابات الناجمة عن توقف مركز سليبنر البحري في النرويج عن العمل.

ووفقاً لموقع أويل برايس، تعتبر النرويج حالياً أكبر مورد للغاز الطبيعي على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث توفر ما نسبته %30 من استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي. وتعد التخفيضات الإضافية لإمدادات الغاز الطبيعي القادم من روسيا إلى أوروبا إحدى نقاط الضغط الرئيسية، التي قد تتسبب في ارتفاع أسعار الغاز العالمية خلال النصف الثاني من عام 2024، على خلفية الزيادة المتوقعة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي.

سوق الطاقة

مع استمرار الصراع الروسي الأوكراني، أوضح التقرير أن تداعياته ما زالت تنعكس في هيئة عدم استقرار سوق الطاقة الأوروبي والعالمي، هذا إلى جانب مساهمته في مواصلة الاتحاد الأوروبي مساعيه لقطع كل إمدادات الغاز الطبيعي الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي. وحتى الآن، بين عامي 2020 و2023، انخفضت حصة روسيا في واردات الغاز الطبيعي الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي من نسبة %50 (167 مليار متر مكعب) إلى %15 (45 مليار متر مكعب) وفقاً لشركة الأبحاث البلجيكية «بروجل». ونتيجة لذلك، زادت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي غير الروسي، كنتيجة مباشرة لإعادة توازن الصراع المستمر. ووفقا للبنك الدولي، ارتفع المتوسط الشهري لسعر الغاز الطبيعي في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة %5 على أساس سنوي في يونيو 2024، ليصل إلى 10.87 دولارت لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقابل 10.35 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في يونيو 2023. وبالمثل، فإنه وفقاً للبنك الدولي، زاد المتوسط الشهري لسعر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنسبة %15 على أساس سنوي في يونيو 2024، ليصل إلى 2.51 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقابل 2.18 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وأضاف التقرير: «انخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال العالمية بنسبة %3.9 على أساس سنوي في مايو 2024 إلى 45 مليار متر مكعب، مواصلة بذلك سلسلة التراجع التي عاصرتها صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية في أبريل 2024. وتراجعت واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية بنسبة %28 على أساس سنوي (4.3 مليارات متر مكعب)، مسجلة انخفاضاً للشهر الحادي عشر على التوالي».

متوسط الصادرات

على صعيد الصادرات، أفاد التقرير بأن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تتوقع أن يبلغ متوسط صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال 12 مليار قدم مكعبة يومياً (0.34 مليار متر مكعب يومياً) في عام 2024، بما يتسق مع مستوى صادرات عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تزيد صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية بمقدار ملياري قدم مكعبة يومياً (0.06 مليار متر مكعب يومياً) أو بما يعادل %18 في عام 2025 إلى 14 مليار قدم مكعبة يومياً (0.4 مليار متر مكعب يومياً)، على خلفية زيادة القدرة التصديرية للغاز الطبيعي المسال، التي من المتوقع أن توفرها ثلاثة من أصل خمسة مشاريع قيد الانشاء حالياً لتصدير الغاز الطبيعي المسال، والتي من المتوقع أن تبدأ عملياتها التشغيلية.

وشهد إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي الأوروبي في أبريل 2024 انخفاضاً هامشياً بنسبة %0.6 على أساس سنوي، ليصل إلى 15.7 مليار متر مكعب، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى التراجع الحاد، الذي شهده إنتاج الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة وهولندا. إلا أن إنتاج الغاز الطبيعي في النرويج نما بنسبة %3.4 على أساس سنوي، ليصل إلى 10.7 مليارات متر مكعب في أبريل 2024، بعد زيادة بنسبة 5 في المئة على أساس سنوي في مارس 2024.

قطر.. ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال

كشف التقرير أن قطر كانت ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم في أبريل 2024، إذ بلغت صادراتها 6.4 ملايين طن (8.7 مليارات متر مكعب) بعد أستراليا، التي صدرت نحو 6.5 ملايين طن (8.84 مليارات متر مكعب) من الغاز الطبيعي المسال خلال الفترة نفسها. إلا أنه في مايو 2024، بلغت صادرات قطر الشهرية من الغاز الطبيعي المسال ما يقدر بنحو 8.2 مليارات متر مكعب، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة ضمن قائمة أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية (10.5 مليارات متر مكعب)، وأستراليا (8.84 مليارات متر مكعب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى