مقالات اقتصادية

توتر الشرق الأوسط يثير الغموض على نمو الطلب العالمي على النفط

كتب أسامة صالح

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، في ظل تزايد التوتر في الشرق الأوسط، لكن تراجع الطلب حد من المكاسب.
إلى ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى77.48 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 74.20 دولار.

بيانات الصين

في غضون ذلك، دعمت بيانات التجارة الصينية وجهة النظر المتشائمة في شأن الطلب، إذ أظهرت أن الواردات اليومية من النفط الخام في يوليو (تموز) الماضي، هبطت إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2022.
وجاء التعافي الأوسع نطاقاً للأسعار بعد أن تراجعت في وقت سابق من جلسة التداول، في أعقاب بيانات أميركية أظهرت زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام والبنزين.
وذكرت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء، أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة زادت الأسبوع الماضي.
وارتفعت مخزونات البنزين 3.313 مليون برميل مقابل توقعات المحللين لانخفاض قدره مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير 1.217 مليون برميل، وهي زيادة أكبر من المتوقع.

 تصعيد الصراع
وقال المحلل في “أي أن زد” دانيال هاينز، إن “أي تصعيد للصراع في الشرق الأوسط قد يزيد خطر اضطراب الإمدادات من المنطقة”.
مضيفاً “كذلك انخفاض الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يومياً، يفاقم المخاوف حيال نقص الإمدادات”.
وبحسب تقديرات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية نشرت أمس، انخفضت مخزونات النفط العالمية بنحو 400 ألف برميل يومياً في النصف الأول من العام، وتتوقع الإدارة تراجع المخزونات بنحو 800 ألف برميل يومياً في النصف الثاني من العام الحالي.

الطاقة الدولية

إلى ذلك أضافت وكالة تعقب الطاقة التابعة للحكومة الأميركية إلى مجموعة من المخاوف في شأن تراجع الطلب على النفط في العام المقبل بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.

ومن المتوقع أن يكون استهلاك الخام العالمي نحو 104.5 مليون برميل يومياً في عام 2025، بانخفاض قدره 200 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة، مما يخفض معدل نمو الطلب المتوقع للعام المقبل إلى 1.6 في المئة، وفقاً لتقرير شهري صادر عن إدارة معلومات الطاقة، الذي أوردته “بلومبيرغ”، وجاء التعديل نحو الانخفاض بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني.

 الطلب من الصين

وكانت الصين قد أبلغت عن أضعف نمو اقتصادي لها في خمسة أرباع السنة الشهر الماضي، بينما أشار المتداولون والبنوك إلى تباطؤ الطلب في آسيا كعامل سلبي للنفط الخام، وساعدت هذه المخاوف في الحفاظ على أسعار النفط مقيدة هذا العام حتى مع خفض إنتاج “أوبك” وحلفائها وتصاعد الصراع في الشرق الأوسط الذي يزيد من أخطار اضطرابات الإمدادات في المنطقة.

وعلى رغم علامات التباطؤ الاقتصادي عبر المحيط الهادئ، يظل وقود الطائرات نقطة مضيئة في استهلاك الولايات المتحدة، وأدى زيادة السفر الجوي إلى مراجعة تصاعدية في الطلب المتوقع على الوقود هذا العام، ومن المتوقع أن يتجاوز استهلاك العام المقبل مستويات ما قبل الجائحة، وفقاً لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة.

وخفضت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو إنتاج النفط الأميركي وسط موجة من الاندماجات وجهود لتعزيز الإنتاج باستخدام معدات أقل.

وبينما لا تزال إدارة معلومات الطاقة تتوقع زيادة الإنتاج الأميركي هذا العام والعام المقبل، فقد عدلت توقعاتها نحو الانخفاض من تقرير الشهر الماضي بنسبة 0.2 في المئة لهذا العام و0.6 في المئة لعام 2025.

 النفط الصخري

وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن رقعة النفط الصخري في الولايات المتحدة تنمو بشكل أكثر تواضعاً بعد الزيادة المفاجئة في الإنتاج العام الماضي التي أضافت أكثر من مليون برميل يومياً.

ومع ذلك، فإن التوسع في إنتاج النفط السنوي في الولايات المتحدة سينمو، إذ تتوقع إدارة معلومات الطاقة نمواً 2.3 في المئة هذا العام ليصل إلى 13.23 مليون برميل يومياً وزيادة إضافية 3.5 في المئة العام المقبل ويحقق المنتجون مكاسب في الكفاءة في الحفر والتكسير الهيدروليكي مما يسمح لهم بزيادة الإنتاج.

وكتبت شركة “دايموندباك إنرجي” أحد أكبر المنتجين في حوض “برميان” في غرب تكساس وجنوب شرقي نيو مكسيكو، في رسالة للمساهمين هذا الأسبوع قائلة، “من الواضح أننا نقوم بمزيد بموارد أقل ونصبح أكثر كفاءة تشغيلية في كل ربع سنة”.

ومن المتوقع أن يضيف حوض “برميان” (أكبر حقل للنفط الصخري في العالم) نحو 20 ألف برميل يومياً بصورة متواضعة حتى نهاية هذا العام و340 ألف برميل أخرى من الإنتاج العام المقبل، وفقاً لأحدث توقعات إدارة معلومات الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى