مختارات اقتصادية

هل كان ستيف جوبز محقًا في دعوته للخريجين بالبحث عن عمل يجدون فيه شغفهم؟

انتشر في السنوات الأخيرة بكثافة نموذج البحث عن العمل الذي يجد فيه الفرد شغفه استنادًا لمقولة: افعل ما تحب ولن تعمل يومًا في حياتك.

 

وفي خطاب بحفلة تخرج ألقاه الراحل “ستيف جوبز” مؤسس “آبل” بجامعة ستانفورد عام 2005 شجع الخريجين المجتمعين: عملكم سوف يملأ جزءًا كبيرًا من حياتكم، والطريقة الوحيدة لتكونوا راضين حقًا هي أن تفعلوا ما تعتقدون أنه عمل عظيم، ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن تحبوا ما تفعلونه وإذا لم تجدوه بعد فاستمروا في البحث. وأضاف “جوبز” قائلاً: لقد وجدت ما أحب القيام به في وقت مبكر من حياتي.

 

وذكر “كريستوفر وونغ مايكلسون” الأستاذ والمدير الأكاديمي لمركز “ميلروز وتورو كومباني” بجامعة سانت توماس، و”جينيفر توستي خاراس” أستاذة إدارة الأعمال بكلية “بابسون” بمقال بمجلة “فورتشن” أن هناك علاقة مباشرة بين هذا البيان والطلاب الذين يتدافعون إلى مكاتبهما للإقرار بشعورهم بالفشل لأنهم لم يحددوا بعد ما قد يحبون القيام به.

 

ويشعر الطلاب بعدم وجود هدف بعد تخرجهم من الجامعة، وأنهم لن يقوموا بعمل عظيم، وربما لن يحبوا حياتهم نتيجة لذلك، ويسعى الأستاذان الجامعيان إلى محاولة تخفيف الضغط على البالغين الذين لم يكتشفوا شغفهم بعد من خلال تبديد الأساطير الدائمة حول حب العمل.

 

ونظرًا لأنه لا توجد طريقة واحدة لعثور الخريج على عمل يحبه، وغالبًا ما يكون هناك مزيج من العوامل التي تجعل الأشخاص يشعرون بأنهم يحبون عملهم، فإن “مايكلسون” و”خاراس” يدعمان توصية “جوبز” بالاستمرار في البحث سواء في مجال العمل الحالي أو مجالات أخرى لإيجاد عمل يشعر الفرد أثناء أدائه بأنه يستحق وقته ومجهوده.

 

ونصحا من يقومون بعمل يحبونه بمقاومة احتمالية استغلال أرباب العمل لشغفهم ومنحهم أجورًا أقل، لأن إحدى الدراسات وجدت أن الناس يعتقدون أنه من العدل دفع أجور أقل لمن يحبون ما يفعلونه مقارنة بمن لا يحبون عملهم.

 

هل حب العمل يجعل الحياة أفضل؟

 

يشعر الأشخاص بسعادة أكبر عند القيام بعمل يحبونه، رغم ذلك هناك أدلة تشير إلى أن السعادة قد تأتي على حساب الشخص نفسه والآخرين المحيطين به، لأنه يكون من الصعب حينها الحفاظ على حدود صحية بين العمل والحياة.

 

 

والفشل في وضع تلك الحدود والالتزام بها قد يسبب الإرهاق والشعور بالاحتراق، وربما يؤثر على العلاقات الشخصية.

 

كما أنه ليس بالضرورة أن من يحبون عملهم يقدمون أداءً أفضل، لأنهم أكثر انتقادًا وانتقائية لكل من العمل الذين يقومون به والأشخاص الذين يعملون معهم، ويستطيع الكثيرون أيضًا تقديم أداء عالي الجودة في العمل بغض النظر عن حبهم للعمل، لذا لا ينبغي الخلط بين الشغف والأداء.

 

إلى جانب أن توقع حب العمل طوال الوقت قد يؤدي إلى خيبة أمل عندما يفشل العمل، وقد يدفع البعض لترك وظائفهم.

 

ولأن عثور الشخص على عمل يحبه لا يضمن له حياة مُرضية، فمن الأفضل البحث عن عمل يستخدم مواهبه لتحقيق غرض يستحق الحب أو العمل بشغف من أجله.

 

المصدر: فورتشن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى