مقالات اقتصادية

باول لم يأت بمفاجآت.. الأسواق تتفاعل بطريقة كلاسيكية مع خطاب جاكسون هول

كتب أسامة صالح

تفاعلت الأسواق المالية بطريقة كلاسيكية مع تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، الحمائمية بشأن السياسة النقدية، التي وردت في خطابه في جاكسون هول صباح الجمعة، وفقا لـ”بارونز

ارتفعت الأسهم بشكل حاد، بقيادة مؤشرات الشركات الصغيرة الحساسة لأسعار الفائدة. وتشهد سندات الخزانة ارتفاعا، مع أكبر انخفاض في العائد في آجال الاستحقاق أقل من خمس سنوات. وتتجه السلع الأساسية نحو الارتفاع، بما في ذلك الذهب، الذي يقترب من أعلى مستوياته، فيما ينخفض الدولار.

عادة ما تتبع الأسواق هذا السيناريو عندما يرى المستثمرون والمتداولون احتمالات سياسة نقدية أسهل مما توقعوا. ومن المنطقي أن يحدث هذا الآن لأن التخفيضات العميقة في أسعار الفائدة الأمريكية قصيرة الأجل، يمكن أن توفر دفعة للاقتصاد العالمي. وقد يفيد النمو الأقوى السلع الأساسية بما في ذلك النفط، في حين يميل الذهب إلى الارتفاع عندما تنخفض أسعار الفائدة.

في سوق الأوراق المالية، تشمل المجموعات الرابحة قطاع أشباه الموصلات والبنوك وصناع السيارات وبناة المنازل. عادة ما تتفاعل هذه المجموعات بشكل جيد مع أسعار الفائدة والخلفية الاقتصادية الأكثر ملاءمة.

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1% في وقت متأخر من صباح يوم الجمعة، في حين ارتفعت الأسهم الصغيرة 2.5٪، وفقا لمؤشر راسل 2000. ارتفع صندوق إنفسكو كي بي دبليو بانك المتداول في البورصة 2٪، وصندوق آي شير سيميكوندكتور المتداول في البورصة 1.6%.

تتسبب أسعار الفائدة المنخفضة في جعل تمويل شراء السيارات أكثر يسرا. وقد ساعد هذا الاحتمال شركة جنرال موتورز التي ارتفعت أسهمها 2.5% إلى 47.63 دولار، وتسلا 3% إلى 217 دولارا.

أسعار الرهن العقاري لمدة 30 عاما التي انخفضت إلى أقل من 6.5% يمكن أن تنخفض إلى مستوى قريب من 6% في الأسابيع المقبلة بسبب القوة الأخيرة في سوق سندات الخزانة. ويمكن أن يساعد ذلك في رفع مبيعات المنازل.

وفي سوق سندات الخزانة، انخفضت عائدات السندات لمدة عامين، وهي الأكثر حساسية لتحولات سياسة الاحتياطي الفيدرالي، بواقع سبع نقاط أساس إلى 3.88% يوم الجمعة، بينما انخفض العائد على السندات لمدة 30 عاما نحو خمس نقاط أساس إلى 4.08%.

وتراجع مؤشر الدولار نحو 0.6% يوم الجمعة، فاقدا بذلك أكثر من 5% عن ذروته الصيفية. إن احتمال انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية القصيرة الأجل يجعل حيازة الدولار أقل جاذبية نسبيا مقارنة بالعملات الأخرى مثل اليورو والين.

قدم باول ما كان المستثمرون يأملون في سماعه عندما قال “لقد حان الوقت لتعديل السياسة”، معربا عن ثقته في أن التضخم يتحرك نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

لم يكن باول واضحا بشأن إلى أي مدى سيذهب الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة القصيرة الأجل – تبلغ الآن 5.25% إلى 5.50% – في الاجتماع المقبل لصناع السياسات في سبتمبر، لكن هذه المسألة لا تبدو قضية كبيرة.

الأمر الأكثر أهمية هو التوقعات بعد اجتماع سبتمبر. تتوقع أسواق العقود الآجلة الآن أن تنخفض أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى مستوى قريب من 4% بحلول نهاية العام، وإلى 3.5% أو أقل بحلول منتصف العام المقبل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى