250 مليون دينار للتحول الرقمي في نفط الكويت.. خلال 5 سنوات
كشف نائب الرئيس التنفيذي لمديرية شمال وغرب الكويت في شركة نفط الكويت عيسى المراغي، أن قيمة المشاريع والمبادرات المستقبلية للشركة والمتعلقة بالتحول الرقمي السنوات الخمس المقبلة تتراوح بين 200 و250 مليون دينار.
وأوضح المراغي في تصريحات خاصة لـ«الراي»، أن الإستراتيجية الخمسية قدمت أسساً جوهرية لتعريف وإعادة تحديد جوهر الأهداف، المناط بها تحقيقها في خطة الشركة 2040 وخطة الكويت الجديدة 2035، مضيفاً أن «نفط الكويت» تغلبت على تحد كبير بسبب حجم الآبار المتوقفة بانتظار عمليات الصيانة والاصلاح، معتبراً أن «إدخال النظام الجديد، مع دخول أبراج صيانة وإصلاح جديدة، ساهما بخفض نسبة الآبار المغلقة والمجدولة على أبراج الإصلاح والصيانة إلى المعدل العالمي، ونهدف للمحافظة على هذا المعدل».
وقال «إستراتيجيتنا للتحول الرقمي متكاملة وتهدف لتمكين وتسريع قطاع الإنتاج والاستكشاف بكفاءة وفعالية، مشيراً إلى أنه سيتم إنشاء برنامج مجرة البيانات الضخمة وسيتضمن أهدافا عدة منها تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات ورقمنة البيانات، وتطوير العاملين في الشركة في مجال الذكاء الصناعي، والمساعدة على اتخاذ القرارات من خلال التعلم الالي، ورقمنة العمليات لتعزيز الصيانة التنبئية، وتحسين عمليات الاستكشاف والإنتاج، وتخفيض تكلفة إنتاج برميل النفط، وزيادة الإنتاج».
ولفت المراغي إلى أن «نفط الكويت» في طليعة الشركات التي تعتمد على التحول الرقمي لتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين اتخاذ القرارات، وتقليل البصمة الكربونية، وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من الموارد المتاحة، مع تعزيز استدامة العمليات لمواجهة تحديات السوق المتغيرة واحتياجات العملاء، لافتاً إلى أنه لتحقيق هذه الأهداف وضٌعت إستراتيجية تحول رقمي خمسية طموحة لتطبيق أحدث التقنيات والابتكارات الرقمية.
وأضاف أن المبادرات تختلف بناءً على طبيعة عمل الجهة التي تشهد التحول الرقمي، مشيراً إلى أن مجموعة تكنولوجيا المعلومات تقود مبادرات إستراتيجية عدة لنظم المعلومات مثل تأسيس وتطوير تصميم نظم المعلومات الشاملة بهدف إنشاء تصاميم مرجعية ومستقبلية لمنظومة تكنولوجيا المعلومات.
وبيّن أن لهذه المبادرات 3 محاور، تتضمن الأعمال والبيانات والتطبيقات والتكنولوجيا، لتطوير وتوحيد المعايير التكنولوجية ودمج التطبيقات وتحسين الربط في ما بينها، واستخدام شبكة الهواتف الخلوية (LTE) لتغطية مناطق استكشاف واستخراج النفط حيث توافر هذه الشبكة وسيلة اتصال ونقل بيانات سريعة في مناطق العمليات ما يزيد جودة التواصل بين الفرق والمراكز الرئيسية، وتطبيق تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية الخاصة، والبيانات الكبيرة في عمليات نفط الكويت اليومية.
9 مبادرات حيوية
وأشار المراغي إلى أن هناك 9 مبادرات حيوية ذات مردود مؤثر على عمليات «نفط الكويت»، هي مركز ومنصة حقول النفط الرقمية المتكاملة الكويتية لربط جميع حقول الشركة بشكل متكامل، ومركز اتخاذ القرارات والمراقبة الفورية والمتزامنة لعمليات الحفر في الكويت لتعزيز كفاءة وسلامة عمليات الحفر، ومنصة إدارة عمليات الحفر وصيانة الآبار المتكاملة (IWD) والتي حققت قفزة نوعية في مجال عمليات الحفر والصيانة وإصلاح الآبار، وإنترنت الأشياء (IoT) الذي يتيح نشر أجهزة استشعار وأجهزة إنترنت الأشياء مراقبة المعدات والظروف البيئية في الوقت الفعلي، وتقليل وقت التوقف وتحسين السلامة، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الذي تستخدمه الشركة بشكل متزايد لتحليل كميات كبيرة من البيانات من مصادر مختلفة مثل بيانات الإنتاج.
وأوضح أن هذه التقنيات تساعد في التنبؤ بحالة المعدات وتحسن مواقع الحفر وتعزز إدارة المكامن.
نماذج افتراضية
وأضاف المراغي أن من المبادرات أيضاً التوائم الرقمية التي تسمح بإنشاء نماذج افتراضية للأصول المادية ويمكن لهذه النماذج محاكاة العمليات والتنبؤ بالنتائج وتحسين الأداء، ما يسهم باتخاذ قرارات أفضل وكفاءة، ومن المبادرات المستقبلية لافتاً إلى إنشاء مراكز العمليات عن بعد باستخدام أدوات رقمية لمراقبة العمليات والتحكم فيها عن بعد، ما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وحد الحاجة إلى وجود أفراد في الموقع، ومبادرة الاستدامة من خلال الأدوات والتقنيات التي تراقب الانبعاثات وتتبع الامتثال وتحسين استخدام الموارد، تماشياً مع الجهود العالمية للوصول الى الحياد الكربوني.
وأوضح أن من المبادرات الجاري العمل بها استخدام الطائرات المسيرة للكشف عن التسربات بسرعة ودقة، لتحسين إدارة المخاطر البيئية وتعزيز الاستدامة.
عوائد الرقمنة
وحول العوائد المحققة من رقمنة حقول النفط الثقيل، قال المراغي إن هناك 4 مؤشرات رئيسية هي رفع نسبة الأتمتة من المهام اليدوية بنسبة 500 في المئة من التكامل السلس بين التقنيات الرقمية والرؤى القائمة على البيانات، واتخاذ قرارات أفضل وتوفير كبير في الوقت وتقليل وقت الاستجابة 75 في المئة لمشاكل التشغيل باستخدام بالذكاء الاصطناعي المتقدم، وتحسين تكاليف التشغيل والانتاج باختيار الأفضل للآبار لزيادة أو تقليل أو تحسين سرعة تشغيل المضخات الغاطسة أدى لتحسين الإنتاج بما يعادل أكثر من 50 ألف برميل يومياً السنة المالية 2023-24، وتحسين الأمن والسلامة بتحسين كفاءة استخدام الطاقة، كما تسهم التقنيات الرقمية في تقليل الانبعاثات، وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.
وحول مركز اتخاذ القرارات والمراقبة الفورية والمتزامنة لعمليات الحفر، أكد المراغي أن هذا المركز أداة حيوية لتعزيز كفاءة وسلامة عمليات الحفر في الكويت، ومن أهدافه اتخاذ القرارات السريعة بناءً على البيانات والمعلومات المتاحة، بما يسهم في تقليل التوقف غير المبرر وزيادة الإنتاجية، وتحسين الأداء بتحليل البيانات والمعلومات كما يمكن من تحديد نقاط الضعف وتحسين الأداء بشكل مستمر، والحد من المخاطر المحتملة وتقييمها واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها، وتدريب وتطوير الكوادر البشرية في مجال الحفر، وقد ساهم في رفع كفاءتهم.
تحوّلات رئيسية لمركز تطوير الحفر
حول مردود التحولات الرئيسية لمركز تطوير عمليات الحفر قال المراغي «نجحنا في تحصيل أكثر من 11 مليون قدم من بيانات الحفر موزعة على أكثر من 1500 بئر، واستخدامها كمؤشر أداء رئيسي وكمعايير للآبار المستقبلية، ما ساهم في تحسينات ملحوظة، وتقليل وقت إنشاء وحفر البئر وتوفير نحو 12 في المئة بالتكاليف. وكذلك مكن المهندسين مراقبة وتقييم منصات حفر متعددة افتراضياً في وقت واحد».
وأكد المراغي أن منصة إدارة عمليات الحفر وصيانة الآبار المتكاملة حققت قفزة نوعية في مجال عمليات الحفر والصيانة، ويتم تطبيق هذا التكامل في مديرية الشمال وجنوب شرق الكويت وجار التعميم على جميع الحقول.
وأوضح أن أبرز نتائجها زيادة الكفاءة التشغيلية لإدارة العمليات، وتقليل الوقت وتكاليف الحفر.