أفاد معهد التمويل الدولي بأن سعر النفط الذي يمثل نقطة التعادل المالي لميزانية الكويت يبلغ 78 دولارا للبرميل في عامي 2024 و2025، مقارنة مع 74 دولارا للبرميل في عام 2023، لافتا الى ان سعر تعادل برميل النفط في الكويت ارتفع في العام الحالي بسبب انخفاض حجم الصادرات والزيادة الكبيرة المستمرة في الانفاق الحكومي.
وقال المعهد في مذكرة حديثة لتقديرات وتوقعات أسعار تعادل النفط لكبار مصدري النفط، ان اسعار تعادل النفط في ميزانيات الدول النفطية تتغير بشكل كبير بمرور الوقت، مع توفر المزيد من المعلومات حول انتاج النفط والغاز، والسياسات النقدية والمالية التي من شأنها ان تؤثر في حجم الورادات والانفاق الحكومي وسعر الصرف.
وبحسب بيانات المعهد، فإن سعر تعادل النفط في الميزانية الكويتية لعام 2024 هو ثاني أعلى سعر تعادل على مستوى الدول الخليجية بعد السعودية (93 دولارا للبرميل)، لافتا الى ان زيادة متوسط انتاج النفط في المملكة من 9.4 ملايين برميل يوميا في 2024 الى 10.1 ملايين برميل يوميا في 2025 ستؤدي الى خفض سعر التعادل الى 83 دولارا للبرميل، ويمكن للسعودية التكيّف مع أسعار تعادل النفط المرتفعة نسبياً على المدى المتوسط بسبب مواردها المالية الوفيرة وديونها المنخفضة، بينما يبلغ أدنى سعر تعادل خليجيا في قطر بـ54 دولارا في 2024 و53 دولارا في 2025.
رصيد الحساب الجاري
وتوقع بلوغ رصيد الحساب الجاري من الناتج المحلي الاجمالي للكويت بـ%23.1 في العام الحالي و%19 في عام 2025، مقارنة مع %28.6 في 2023، مرجحا أيضا بلوغ الرصيد المالي للميزانية الكويتية بـ%3.7 في 2024، الا انه سيهبط الى %1.9 في 2025، وذلك مقارنة بـ7.85 في 2023.
وقال معهد التمويل الدولي انه حتى مع انخفاض اسعار النفط، فإن مجموعة عوامل قد تمكن منتجي النفط من تحقيق أسعار تعادل منخفضة. وفي الدول التي ترتبط عملاتها بالدولار الأمريكي، يدعم انخفاض الانفاق الحكومي بالعملات المحلية وارتفاع الايرادات النفطية وزيادة احجام الصادرات النفطية اسعار التعادل المنخفضة بشكل مباشر، ما يحسن بشكل غير مباشر من ميزانها التجاري.
خفض الإمدادات
الى ذلك، عدل بنك غولدمان ساكس من توقعاته لإنتاج تحالف أوبك+، مشيراً إلى أن زيادات الإنتاج من الدول الأعضاء في التحالف يُنتظر أن تبدأ من ديسمبر بدلاً من أكتوبر 2024. وقال في مذكرة إنه حافظ على نطاق خام برنت عند 70 – 85 دولاراً للبرميل وتوقعات برنت لشهر ديسمبر 2025 عند 74 دولاراً للبرميل. ويتوقع البنك الأمريكي أن يؤدي الخفض الجديد في إمدادات أوبك+ إلى إعادة التوازن لسوق النفط ويخفف الآثار الناجمة عن الضعف الحالي في الطلب الصيني والتعافي الأسرع من المتوقع لإمدادات ليبيا.
وقال «غولدمان ساكس»: «ما زلنا نرى أن المخاطر التي تهدد نطاقنا بين 70 و85 دولاراً تميل إلى الجانب السلبي، نظراً لارتفاع الطاقة الفائضة والمخاطر السلبية على الطلب بسبب الضعف في الصين والتوترات التجارية المحتملة».
برنت في أدنى مستوى منذ ديسمبر 2021
هبطت أسعار النفط %2 في بنهاية تداولات الاسبوع وتكبدت خسارة أسبوعية كبيرة بعد أن أظهرت بيانات زيادة دون المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة في أغسطس، وهو ما فاق الدعم الذي تلقته الأسعار من قرار تحالف أوبك+ إرجاء زيادة الإنتاج.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.63 دولار، أو %2.24 إلى 71.06 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2021. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.48 دولار، أو %2.14، إلى 67.67 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2023. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض خام برنت %10 في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط %8 تقريبا.
وقال بنك أوف أمريكا، في مذكرة، إنه قلص توقعاته لسعر خام برنت في النصف الثاني من 2024 إلى 75 دولارا للبرميل من نحو 90 دولارا في السابق، وعزا ذلك إلى تراكم المخزونات العالمية وضعف نمو الطلب والقدرة الإنتاجية الفائضة لأوبك+.
صناديق التحوُّط تقلص رهانات ارتفاع النفط لأدنى مستوى في تاريخها
تراجعت رهانات صناديق التحوط بشأن عقود النفط الخام القياسية، إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 13 عاماً، وسط توقعات بزيادة المعروض وتراجع الطلب. وخفض مديرو الأموال مراكزهم المجمعة على خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بمقدار 99.889 عقدا ليصل إجمالي صافي المراكز الطويلة إلى 139.242 عقد، وفقاً لبيانات بورصة العقود الآجلة الأوروبية (ICE Futures Europe)، ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) في 3 سبتمبر الجاري، التي تعد الأدنى منذ مارس 2011.
