مقالات اقتصادية

هل انتهى زمن حملات تسريح الموظفين؟.. درس قاس للشركات

كتب أسامة صالح

بدأت الشركات، في التراجع عن اتباع سياسة تسريح الموظفين في الأوقات الصعبة.. تعرف إلى الأسباب.
الشركات، باتت أقل اندفاعًا في تسريح الموظفين هذه الأيام، وهو ما يعد خبرًا جيدًا للعاملين.
قد يكون الوقت قد حان للتخفيف من مخاوف الطرد الجماعي، حيث يبدو أن الشركات قد بدأت تتراجع عن اتباع سياسة تسريح الموظفين، في الأوقات الصعبة، وفقًا لتقرير صادر عن موقع أكسيوس.
كانت عمليات تسريح الموظفين، خيارًا سريعًا لكثير من الشركات في بداية جائحة “كوفيد-19″، حيث فقد أكثر من 13.5 مليون عامل وظائفهم في مارس 2020 فقط، وهو أعلى معدل تم تسجيله في 24 عامًا،وأكبر بكثير مما حدث خلال فترة الكساد الكبير.
فما الذي تغير الآن؟ بعد انقضاء أزمة الجائحة، اكتشفت الشركات أن إعادة توظيف المهارات الضرورية عملية صعبة، ما تسبب في نقص كبير في العمالة خلال عام 2022، مما دفع العديد من أصحاب العمل إلى الاحتفاظ بموظفيهم بغض النظر عن التحديات الاقتصادية.
هل تتذكر خلال عام 2022، إغلاق المتاجر مبكرًا لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين؟ أو الطوابير الطويلة، والخدمات البطيئة، في مطاعمك المفضلة؟، أو حتى المكافآت المقدمة لوظائف بسيطة مثل عمال غسل الصحون، والعاملين في محطات الوقود؟.
درس مهم للشركات
نتيجة لذلك، تعلم الكثير من قادة الشركات، درسًا مهمًا، حيث احتفظ العديد منهم بموظفيهم، رغم سنوات من ارتفاع أسعار الفائدة، والحديث المتواصل عن الركود في 2023.
باستثناء قطاع التكنولوجيا الذي شهد توظيفًا مفرطًا، والعديد من حملات تسريح الموظفين، ظلت الشركات متمسكة بفرقها، كما يقول ريتش ليسر، الرئيس العالمي لمجموعة بوسطن الاستشارية، لموقع أكسيوس:” أعتقد أن جزءًا كبيرًا من السبب يعود لتجربة الشركات في تسريح الموظفين مع فيروس كورونا، حيث أدركوا مدى صعوبة فقدان المواهب ثم محاولة استعادتها”.
كما أضاف رون هيتريك، كبير الاقتصاديين في شركة “Lightcast” المتخصصة في تحليل سوق العمل:” لقد تطلب الأمر وقتًا طويلًا لبناء هذه القوى العاملة، ولن أفرط فيهم بسهولة”.
تغير بطيء لكنه ملحوظ
في عام 2019، شهدت الولايات المتحدة حملات عديدة لتسريح الموظفين، بلغت نحو 1.9 مليون موظف شهريًا في المتوسط، بينما تراجع هذا الرقم في العام الحالي إلى 1.6 مليون موظف، وفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
لسوء الحظ.. أزمة سوق العمل مستمرة
تواجه الولايات المتحدة احتمال حدوث نقص غير مسبوق في العمالة، وفقًا لتحذيرات من شركة “Lightcast”، لتحليل بيانات سوق العمل.
السبب يعود إلى انخفاض معدلات الولادة، وتقاعد جيل الطفرة (مواليد 1946-1964)، إلى جانب تفضيل الأجيال الشابة للوظائف المكتبية التي تتطلب شهادات جامعية، كما أن تزايد نسبة الرجال العاطلين في سن العمل يهدد القطاعات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تغطيتها، مثل الرعاية الصحية، وتجارة التجزئة.
ووصفت شركة “Lightcast”، الوضع بأنه “عاصفة” تلوح في الأفق، محذرة من أن هذا النقص قد يكون الأكبر في تاريخ البلاد.
وهو ما يتوافق مع نتائج توصلت إليها شركة “ماكينزي“، في وقت سابق من هذا العام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى