مقالات اقتصادية

تحديات السيارات الكهربائية تتجاوز السعر وعمر البطارية وتصل لحرب تجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي

كتب أسامة صالح

ما تزال هناك حركة متصاعدة لشراء السيارات عالميا بالرغم من التهديدات المناخية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة Arthur D. Little. وبتسليط الضوء على السيارات الكهربائية، يعد التخلص من المحركات التقليدية بشكل عام ظاهرة حضرية للفئات الثرية، لكن تحديات صناعة هذه السيارات تتجاوز عامل ثراء البعض.

خلص التقرير إلى أن العديد من المستخدمين يترددون في التخلي عن سياراتهم، وذلك بعد دراسة عينة شملت 16,000 سائق في 25 دولة. ينطبق هذا بشكل خاص على الفئات ذات الدخل المنخفض وتلك الموجودة في المناطق الريفية، التي تعتبر وسائل النقل العام فيها محدودة.

وعلى العكس من ذلك، فإن ثلاثة أرباع سكان المدن الأوروبية الكبيرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة لا مشكلة لديهم في التخلي عن سيارتهم. بينما بلغت النسبة 62٪ ممن لديهم التوجه نفسه في المدن الأوروبية التي يقل عدد سكانها عن 250,000 شخص، بحسب التقرير.

ميكانيكي يعمل على سيارة في الشارع خارج مرآب لتصليح السيارات في مدريد بإسبانيا
ميكانيكي يعمل على سيارة في الشارع خارج مرآب لتصليح السيارات في مدريد بإسبانياPaul White/AP

هل ستظل بحاجة إلى سيارة بعد عشر سنوات؟

طُلب من السائقين من مختلف البلدان أن يتوقعوا مدى أهمية امتلاك سيارة خاصة في غضون 10 سنوات. وكانت تقييمات الناس في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا والنرويج وسنغافورة تشير إلى أن امتلاك سيارة في المستقبل، سيكون شأنا أقل أهمية مما هو عليه الآن.

وفي المقابل، توقع السائقون في دول مثل المكسيك والمملكة العربية السعودية وتركيا أنهم سيظلون بحاجة امتلاك سيارة حتى بعد عقود من الزمن

وبالنظر إلى عامل السن، ظهر أن السائقين الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا هم أكثر ارتباطًا بسياراتهم مستقبلا، مقارنة بمن هم أكبر سنا من ذلك.

وفي أوروبا وأمريكا الشمالية والصين، توقع عدد أكبر من الشباب أن سيارتهم ستكون مهمة بالنسبة لهم في غضون 10 سنوات.

وعند سؤالهم عما قد يقنعهم بالتخلي عن سيارتهم الشخصية، كانت إجابة 50% منهم متعلقة بخدمات النقل الجديدة ذات التكلفة المنخفضة كوسائل النقل العام، وخدمات النقل الخاصة، ومشاركة السيارات.

وكانت عوامل المرونة والتكلفة والبيئة أهم ثلاثة أسباب للتوجه إلى خيار خدمات النقل.

وربط 38% ممن شملتهم الدراسة فكرة التخلي عن السيارات بتوفر هذه الخدمات بقوة.

السعر والخوف والبنية التحتية.. تحديات السيارات الكهربائية

تستمر سوق السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات الكهربائية الهجينة في النمو في جميع أنحاء العالم، إذ بلغت 14 مليون سيارة في عام 2023 وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وأشار التقرير الصادر عن Arthur D. Little إلى أن ثمة مجموعة من العقبات لا تزال تقف حجر عثرة أمام التوسع في سوق السيارات الكهربائية رغم ذلك.

ويشكل السعر أحد العوائق الرئيسية، فهو عامل مهم من حيث كون أسعار السيارات الكهربائية أعلى من تلك التقليدية في العديد من الأسواق. أما التحدي الثاني فهو “الخوف من الجديد”، فقد يكون لدى المشترين “تصورات مسبقة” عن السيارات الكهربائية.

سائق يشحن سيارة كهربائية في ساحة انتظار السيارات في مركز تسوق في تالين بإستونيا
سائق يشحن سيارة كهربائية في ساحة انتظار السيارات في مركز تسوق في تالين بإستونياSergei Grits/AP

وتشمل المخاوف الأخرى عدم انتظام البنية التحتية لشحن السيارات وطول الوقت الذي قد يستغرقه، بالإضافة إلى مخاوف بشأن عمر البطارية.

إن 49% ممن لا يفكرون في امتلاك سيارات كهربائية يضعون اللوم على عمر البطارية.

أما الذين يمتلكون السيارات الكهربائية فعلا، فهم مخلصون لها. ويتوقع 76٪ منهم استبدال سيارتهم الكهربائية بواحدة أخرى.

المنافسات الجيوسياسية تهدد الربحية

وسلط التقرير الضوء على تأثير المنافسة بين شركات تصنيع السيارات الكبرى على هذه الصناعة على نطاق واسع. ومن الشركات التي تواجه هذه التحديات حاليًا ستيلانتيس وفولكسفاغن، اللتان أصدرتا مؤخرًا تحذيرات بشأن الأرباح.

ويتمثل أحد التهديدات الأساسية في السوق الصيني لهذه السيارات، حيث يخسر المصنعون الأوروبيون أمام المنافسين الآسيويين.

إن صانعي السيارات في الصين قادرون بشكل خاص على تطوير سيارات كهربائية متطورة بسرعة وبتكلفة زهيدة، ما يجذب المستهلكين. هذا الوضع من عدم التوزان يهدد بحرب تجارية بين الكتلتين حاليا، بعد أن أطلقت المفوضية الأوروبية تحقيقًا في ممارسات السوق في بكين العام الماضي.

وفقًا للمفوضية، فإن نجاح الشركات المصنعة الصينية يعود إلى الإعانات الحكومية غير العادلة التي تسمح لشركات السيارات الكهربائية بالحفاظ على أسعارها منخفضة. وردت بكين قائلة إن هذه الصناعة ازدهرت فيها بشكل طبيعي.

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button