كيف تكون قائدًا ناجحًا باستخدام أسلوب قيادة بجماليون؟
– يكمن الأمر ببساطة في الحفاظ على توقعات إيجابية حول أداء شخص ما والإيمان الحقيقي بقدراته، حيث يؤثر ذلك التوقع بشكل خفي ولكن قوي على سلوك ذلك الشخص، ما يؤدي إلى نتائج إيجابية.
– يُعرف هذا باسم “النبوءة التي تحقق ذاتها” أو “تأثير بجماليون”، الذي سُمي على اسم مسرحية جورج برنارد شو التي يحول فيها البروفيسور هنري هيغينز بائعة الزهور البسيطة إليزا دوليتل إلى سيدة راقية لأنه كان مقتنعًا بأن ذلك سيحدث (المسرحية الموسيقية بعنوان “سيدتي الجميلة”).
– تم توثيق قوة تأثير بجماليون لأول مرة على يد عالم النفس روبرت روزنتال في دراسته لأطفال المدارس الابتدائية، كطريقة بسيطة وفعالة لتعزيز الأداء في الفصل الدراسي، وفي مكان العمل، وفي أماكن أخرى.
– في دراسته الشهيرة على طلاب إحدى المدارس الابتدائية، أخبر روزنتال المعلمين أن طلابًا محددين سيُظهرون طفرةً فكرية على مدار العام الدراسي.
– في الواقع اُختير هؤلاء الطلاب عشوائيًّا، لكن في نهاية العام الدراسي حقق هؤلاء الطلبة نتائج أعلى من زملائهم بالفعل.
– لم يكن التوقع أو التفكير الإيجابي للمعلمين وحده سببًا في النتائج الإيجابية، إنما الطريقة التي تعامل بها المعلمون مع هؤلاء الطلاب، إذ قضوا وقتًا أطول معهم واهتموا بهم أكثر من سواهم.
– باختصار، تمكَّن المعلمون من توصيل توقعاتهم الإيجابية للنجاح الأكاديمي لهؤلاء الطلاب بالقول والفعل.
تطبيق تأثير بجماليون في مجال القيادة
– أظهرت الأبحاث اللاحقة حول تأثير التوقع أنه ينجح مع البالغين أيضًا. في العلاقات الشخصية، يمكننا بالفعل تحسين سلوك شريك الحياة من خلال التمسك بتوقعات إيجابية تجاهه والإيمان بقدرته على تحقيق النتيجة المرجوة.
ولكن ماذا عن مجموعات العمل؟
– كشفت الدراسات عن أنه إذا تمسك المشرفون أو المديرون بتوقعات إيجابية حول أداء أولئك الذين يقودونهم، معتقدين أنهم قادرون على حل مشكلة صعبة، فإن الأداء يتحسن.
– من ناحية أخرى، إذا كان لدى القائد توقعات سلبية – أي توقعات بفشل المجموعة – فسيؤدي ذلك إلى ضعف الأداء أو ما يُعرف بتأثير غولم (Golem effect)، وهو يرمز لتلك الشخصية الأسطورية في سلسلة أفلام “مملكة الخواتم”.
– وهذا التأثير -أي تأثير غولم- يظهر وتتم دراسته في الغالب في البيئات التعليمية، وهو شكل من أشكال النبوءة ذاتية التحقق.
– في السياق ذاته، وجدت دراسة تحليلية لعدد من برامج تنمية القيادة أن معظم برامج تحسين القيادة لها تأثيرات إيجابية، ولكن تم تحقيق بعض أقوى الآثار باستخدام أسلوب القيادة بجماليون.
– في الواقع، قد يكون تأثير بجماليون جزءًا من نظريات القيادة الأخرى؛ حيث يعمل القادة على تمكين أتباعهم ويوكلون لهم المسؤولية.
– وللقيام بذلك بشكل فعال، فهم يعرفون قدرات أتباعهم ويؤمنون بأن أعضاء الفريق هؤلاء يمكنهم بالفعل إنجاز المهمة.
درس للقادة
– خلاصة القول: ينبغي على القادة أن يضعوا جلّ ثقتهم في فرقهم، وأن تكون لديهم توقعات إيجابية وعالية بأنهم سيحلون هذه المشكلة الصعبة أو يواجهون هذا التحدي الذي يبدو مستحيلاً، وفي أكثر الأحيان، سيحققون توقعاتهم أو يتجاوزونها.
المصدر: سيكولوجي توداي