شركات توصيل صينية تشق طريقها في الخليج
تشكل منطقة الخليج مستقبلاً مشرقاً للشركات الصينية الكبرى لتوسيع اعمالها التجارية والدولية، فبعدما فازت شركات صينية عدة منذ أشهر قليلة بعقود بمليارات الدولارات لبناء محطات للطاقة الشمسية ومشاريع تنموية متعددة الاستخدامات، إضافة الى انشاء مقار إقليمية لمصانع صينية لأجهزة الكترونية وشركات طيران، فإن شركات تطبيقات توصيل طعام صينية بدأت تخطط وتبحث عن موطئ قدم في المنطقة، التي باتت تشكل مستقبلاً مشرقاً لها، خصوصا بعد اعلان شركة كيتا الصينية عملاقة توصيل الطعام عن تأسيس فرع لها في إحدى المدن السعودية، وتحديدا في الخرج قبل اطلاقها المتوقع على نطاق أوسع في الرياض.
شركة «كيتا» التابعة لعملاق توصيل الطعام الصيني «مويتان» بدأت فعليا عملياتها منذ عدة اسابيع في مدينة الخرج السعودية، ما ينبئ بأن الشركة الصينية قد تمركزت في المملكة، تمهيدا للتوسع خليجيا في المستقبل، والدخول في ساحة المنافسة الشرسة لشركات توصيل الطعام والطلبات في المنطقة. علما ان شركة مويتان، الشركة الأم لـ«كيتا»، تتعامل يوميا مع أكثر من 80 مليون طلب توصيل في الصين، أي أكثر بكثير من تطبيقات توصيل الطعام مجتمعة في منطقة الخليج، وفقا لـ«بلومبيرغ».
وتشير الوكالة الى ان قرار شركة التوصيل الصينية ببدء عملياتها في السعودية البالغ عدد سكانها 35 مليون شخص، الذي يعتبر صغيرا بالنسبة للتعداد السكاني الهائل في الصين، قد يكون بسبب رؤية 2030 بأن تجلب النوع نفسه من الانفتاح الاقتصادي الذي بدأته بكين في عام 1978.
بيئة مثلى
وترى «بلومبيرغ» ان التركيبة السكانية في السعودية تشكل أجواءً مثلى لبيئة أعمال تطبيقات توصيل الطعام، بعد ان أصبح عدد النساء العاملات في المملكة أكبر، ارتفعت مشاركتهن في العمالة الى الثلث من %20 في عام 2017، اضافة الى الدخل المرتفع وارتفاع شريحة الشباب واختلاف الاذواق الغذائية في المملكة.
وبهدف جذب مستخدمين جدد، يقدم تطبيق «كيتا» خدمة توصيل مجانية للوجبة التي يزيد سعرها على 25 ريال (6.7 دولارات)، وخصومات تصل الى %70 على وجبات سريعة مختارة، اضافة الى تسليم الطلبات في غضون 30 دقيقة، او خيارات تسلمها من المطعم.
القيمة السوقية
ويتوقع موقع «ستاتيستا» العالمي للإحصاءات ان تصل القيمة السوقية لتطبيقات توصيل الطعام في السعودية الى 11.7 مليار دولار في 2024، بمعدل نمو سنوي يبلغ %5.2 عن العام الماضي، وأن تصل قيمتها السوقية الى أكثر من 15 مليار دولار بحلول 2029.
ويسأل موقع «كيه آر- آسيا» ما اذا كان تطبيق «كيتا» سيقدر على منافسة تطبيقات توصيل الطعام في السعودية، وتأسيس موطئ قدم للشركة الصينية في المملكة وفي منطقة الخليج.
ويقول الموقع: ان دخول «كيتا» الى السوق السعودية سيعمل على تكثيف المنافسة في مجال توصيل الطعام في المملكة، مع وجود شركات عملاقة فيها، مثل «هانغر ستايشن» و«جاهز».
زيادة المنافسة وخفض الأسعار
ينقل عن محلل «جي بي مورغان» ماركوس ديبل: ان دخول تطبيق «كيتا» الى السعودية يؤكد سعة السوق الكبيرة والقدرة على المنافسة الشرسة فيها، حيث تواجه الشركات الجديدة في سوق توصيل الطلبات في المملكة تحديات كبيرة للحصول على حصة سوقية أكبر.
ويشير الى ان مستخدمين كثر في منطقة الشرق الاوسط يترقبون دخول «كيتا» الى بلدانهم لزيادة المنافسة بين تطبيقات توصيل الطعام، وربما زيادة العروض الترويجية وخفض الاسعار لمطاعم عديدة.
تحديات كبيرة
تؤكد «بلومبيرغ» ان السوق السعودية ستفرض تحديات كبيرة على أعمال تطبيق «كيتا»، أبرزها الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، ومحاولتها لجذب السعوديين للعمل فيها، وفقا لخطة المملكة لتوطين المواطنين في الشركات الخاصة، الا انها تشير الى ان انفاق بضعة مليارات يوان على مدى السنوات القليلة المقبلة لن يؤثر في ميزانية الشركة الصينية العملاقة، كما ان انطلاق أعمالها في السعودية سيمنحها فرصة توسيع أعمالها في المنطقة وقصة نجاح مثالية.