حقق علماء في هيئة الغابات الرواندية، اكتشافًا علميًا واعدًا يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطاقة المتجددة؛ فقد نجحوا بتحديد نوعين من الأشجار، هما السنط السيام والغليسيريديا سبيوم، يمتلكان إمكانات عالية في توليد الكهرباء النظيفة، مما يمثل حلًا مبتكرًا لتحدي نقص الطاقة في المناطق الريفية في رواندا.
حلول مستدامة لمشكلة الطاقة
تواجه رواندا، مثل العديد من الدول النامية، تحديات كبيرة في توفير الطاقة الكهربائية لسكانها، خاصة في المناطق الريفية. وقد وضعت هدفاً يتمثل في وصول الكهرباء إلى جميع مناطقها بحلول 2030 إلا أن وصول الطاقة إلى المناطق الريفية لا يزال محدوداً.
ولمعالجة هذا، يستكشف الباحثون إمكانية توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية النباتية المزروعة بشكل مستدام، وتقييم إمكانات الطاقة لأنواع الأشجار المختلفة. إذ يهدف هذا الاكتشاف الجديد إلى معالجة هذه المشكلة من خلال استغلال الموارد الطبيعية المتاحة في البلاد بشكل مستدام.
الكتلة الحيوية: مصدر طاقة واعد
ركز البحث على تقييم إمكانات الكتلة الحيوية الناتجة عن نمو أنواع مختلفة من الأشجار والشجيرات. وقد أظهرت النتائج أن نوعي السنط السيام والغليسيريديا سبيوم يتميزان بكثافة خشبية عالية وقيمة حرارية مرتفعة، مما يجعلهما وقودًا فعالًا لتوليد الكهرباء.
لا يقتصر دور هذه الأشجار على توليد الطاقة فحسب، بل تمتلك أيضًا فوائد بيئية واقتصادية متعددة. فهي تساهم في تحسين التربة وحماية البيئة، وتوفر مصادر دخل إضافية للمزارعين من خلال منتجاتها الأخرى مثل الأخشاب والأعلاف.
كما وقدحرص الباحثون على إشراك المزارعين المحليين في هذه الدراسة، مما سمح لهم باختيار الأنواع الأشجار الأنسب لظروفهم المحلية. وقد أظهر هذا التعاون أهمية دمج المجتمعات المحلية في جهود البحث والتطوير لتحقيق نتائج مستدامة.
الخطوات القادمة
بعد تحديد الأنواع الواعدة، يركز الباحثون الآن على تطوير التقنيات اللازمة لتحويل الكتلة الحيوية إلى طاقة كهربائية. كما يسعون إلى بناء شراكات مع القطاع الخاص والحكومة لتوسيع نطاق هذا المشروع وتعميمه في مختلف المناطق الريفية في رواندا.
حظي هذا الاكتشاف بإشادة من خبراء في قطاع الطاقة المتجددة، وأكدوا أهميته في معالجة مشكلة نقص الطاقة في المناطق الريفية. كما قارنوا هذه التقنية بالطاقة الشمسية، مشيرين إلى إمكانية استخدام الكتلة الحيوية كمصدر طاقة مستدام ومتجدد.
