مقالات اقتصادية

سوق الشاليهات الفاخرة في سويسرا تفقد زخمها

كتب أسامة صالح

يتوقّع مصرف يو بي إس حصولَ المليونيرات في جميع أنحاء العالم، على شاليهات فاخرة في جبال الألب في سويسرا، وذلك بأسعار مخفضة هذا العام.

جاء في تقرير مصرف يو بي إس (UBS) تحت عنوان “التركيز على العقارات الفاخرة 2024”: “نتوقع انخفاضًا طفيفًا في أسعار قطاع العقارات الفاخرة، برقم واحد من النسبة المئويّة”.

ويعود ذلك إلى ضعف الاقتصاد العالمي، وارتفاع قيمة الفرنك السويسري مقابل العملات الأخرى، وزيادة أسعار الفائدة على الرهن العقاري المحلي، بعد أن رفع المصرف المركزي أسعارها منذ عام 2022 من أقلّ من 0.25% إلى 1،75%.

فتقول كاثرينا هوفر، خبيرة الاقتصاد العقاري في مصرف يو بي إس: “لا تلقى العقارات المعروضة للبيع إقبالا كبيرا، وتواجه أسعار الطلب تحديًا متزايدًا، ولتسريع البيع، لا بدّ من القبول بتخفيض الأسعار”.

وقد ارتفعت أسعار العقارات الفاخرة في المناطق السويسرية الخلابة، في السنوات القليلة الماضية، خلال فترة الانخفاض الكبير في أسعار الفائدة، ولكن يتباطأ زخم الأسعار حاليا.

تأثير أسعار الفائدة

يتباهى خبراء العقارات وخبيراتها قبل عام، بأن الطلب على العقارات الفاخرة بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق. ولكن أفاد بحث أجراه مصرف يو بي إس أنّ نسبة ارتفاع الأسعار، لم تتجاوز 2% في نهاية عام 2023، بعد أن قاربت 10% عام 2022.

وارتفعت أسعار الفائدة السويسرية، في سبتمبر/أيلول 2022، لتخرج من فترة نسبة فائدة سلبية، لتدخل فترة نسب فائدة إيجابية، لأول مرة منذ سبع سنوات. وارتفعت منذ ذلك الحين، لتصل 1،75% قبل أن تتراجع إلى 1،5% في مارس من هذا العام.

ويشير تقرير مصرف يو بي إس، إلى قدرة الفئة الثريّة على تجاهل ارتفاع أسعار الفائدة، باعتباره إزعاجًا بسيطًا. وتشير حسابات المصرف، إلى ارتفاع عدد المليونارات في سويسرا بنسبة 10%، خلال العام الماضي.

فيُتوقّع أن تحتفظ العقارات التي يزيد سعرها عن 10 ملايين فرنك سويسري (11 مليون دولار أميركي)، بقيمتها، لقدرة هؤلاء على شرائها. وقد ترتفع أسعار فائدة العقارات التي يبلغ سعرها نحو 5 ملايين فرنك سويسري، أكثر.

ارتياح السكان المحليين

أشارت وكالة العقارات الفاخرة البريطانية نايت فرانك، إلى أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وارتفاع وتيرة اضطراب الظروف الاقتصادية في كل أنحاء العالم، جعلت بعض المستثمرين أكثر حذراً.

لقد أدى سوء الظروف الاقتصادية، إلى تراجع رغبة الأثرياء في الاستثمار في العقارات الكبيرة. ويقول نصف الجماعة المشاركة في تقرير وكالة العقارات نايت فرانك، المتعلق بالعقارات المرتبطة بالتزلج، إن الركود الاقتصادي قد قلّص الرغبة في شراء شاليه جديد في جبال الألب.

وقد يريح ذلك بعض المدن، والقرى الجبلية السويسرية، مثل بونتريسينا، قرب سانت موريتز، التي شهدت ارتفاع أسعار العقارات بالنسبة للسكان المحليين، بسبب إقبال الفئات الثريّة الأجنبيّة عليها.

وندن السويسرية: المساكن الفاخرة تدفع السكّان إلى مغادرة القرى الجبلية

تم نشر هذا المحتوى على في بلدية بونتريسينا، بالقرب من محطة التزلّج سانت موريتز السويسرية الراقية، يدفع ارتفاع أسعار العقارات السكنية سكان الوادي إلى مغادرته. ريبورتاج.

لكن ذكرت سويس إنفو (SWI Swissinfo.ch) في مارس الماضي،  أنّ القوانين التي تحدّ من عدد مساكن الفئات الثريّة الثانويّة، لا تخفّف المشكلة كثيرا، لأنّها ببساطة، تحوّل المباني القائمة إلى عقارات فاخرة، فتقلّل بالتالي، من عرض المساكن المتاحة للأشخاص، ذوي الدخل العادي.

لقد احتفظت المنتجعات الفاخرة في سانت موريتز، وفيربييه، وغشتاد، بمكانتها باعتبارها المناطق الأكثر طلبًا من قبل الفئات الأجنبيّة الثريّة. ولكن تطوّرت مناطق أخرى أيضا لتصبح نقاط جذب للعقارات الفاخرة، خلال السنوات العشر الماضية.

ويقول مصرف يو بي إس، جلب كانتون تسوغ المركزي المزيدَ من هذه الفئات بفضل الإعفاءات الضريبية السخية التي يقدمها. ولكن مثّل منتجع أندرمات، في كانتون أوري المنطقة الأسرع نمواً في العقد الماضي، الذي شهد استثمارات واسعة النطاق في البنية الأساسية الفاخرة.

العرض والطلب

لا تزال شركة نايت فرانك، ترى أن الطلب كافٍ لمواكبة عدد المنازل الفاخرة المتاحة في السوق السويسرية. لقولها: ” تتلاشى طفرة سوق جبال الألب المحدودة التي سبّبها الوباء تدريجي لحسن الحظّ، ولكن ليس قطعيا، فيعمل العرض المحدود على إبقاء الأسعار عند مستوى أدنى، مقارنة بمعظم الأسواق”.

فتظلّ سوق العقارات الفاخرة في سويسرا إذن، منتعشة للغاية، رغم تباطؤ الأسعار، التي تشير تقارير مصرف يو بي إس، إلى أنها لا تزال أعلى بنسبة 25%، من مستويات ما قبل جائحة كوفيد.

ورغم تنبّه المستثمرين والمستثمرات أكثر إلى الأسعار، بسبب الظروف الاقتصادية القاتمة، فلم يؤد التهديد بتفاقم الصراعات إلا إلى زيادة جاذبية سويسرا المحايدة والمستقرة.

وصرّح أليكس كوخ دي غوريند، الخبير العقاري السويسري في شركة نايت فرانك، لسويس إنفو قائلا: “بالنظر إلى عام 2024، يتسبب الوضع الجيوسياسي الحالي، فضلاً عن الانتخابات المقبلة في أكثر من 50 دولة هذا العام، في تفاقم الحيطة، ما يعود بالفائدة على السوق السويسرية الأكثر انفتاحا”.

ثمّ يقول: ” يزيد استكشاف الكانتونات الواقعة على ضفاف البحيرة، وبعض منتجعات التزلج على الجليد التي تفتح على مدار العام الآن، من جاذبيّة البيئة المستقرة والآمنة، التي توفرها سويسرا”.

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button