عملات رقمية

حفل البيتكوين الصاخب مع عودة ترامب

مع إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، احتفل مؤيدو “ترامب” بتولي مرشحهم منصب الرئاسة مجددًا، وكان من بين أولئك المحتفلين أنصار سوق الكريبتو الذين توقعوا أن يدعم فوزه مكاسب العملات المشفرة وعلى رأسها البيتكوين.

وبالفعل تمكنت البيتكوين من تحقيق مستوى قياسي قبل ساعات، بعد أن تجاوز 81 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق، وسط توقعات بأن تكون المحطة التالية هي 100 ألف دولار.

وكان سعر العملة المشفرة الأعلى قيمة في العالم قد وصل إلى 75 ألف دولار يوم الأربعاء الماضي، حينما أظهرت المؤشرات فوز ترامب بالرئاسة، متجاوزًا أعلى مستوى له على الإطلاق عند 73.79 ألف دولار الذي حققه في شهر مارس المنصرم.

ترامب ينحاز لسوق العملات المشفرة

بعد أن كان متشككًا في العملات المشفرة ووصفها بأنها عمليات احتيال، جذب “ترامب” عشرات الملايين من الدولارات من مؤيدي تلك الصناعة من أجل دعم حملته الانتخابية.

وخلال تلك الحملة ، قدم نفسه على أنه “رئيس للعملات المشفرة” ويمكنه أن يجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات المشفرة للكوكب والقوة العظمى للبيتكوين في العالم”.

ودعا “ترامب” لإنشاء احتياطي بيتكوين مملوك للحكومة على غرار الاحتياطي الاستراتيجي للنفط، كما تعهد بإقالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية “جاري جينسلر” الذي وُصف بأنه معادٍ للعملات المشفرة.

على النقيض من ذلك، كانت إدارة “بايدن” أكثر تشككًا في العملات المشفرة، حيث قال “جينسلر” في يونيو 2021، في أحد خطاباته الأولى في وظيفته الجديدة آنذاك، إن العملات المشفرة مفخخة” بالاحتيال والنصب والانتهاكات”.

وقاضت لجنة الأوراق المالية والبورصات تحت قيادة جينسلر، شركات العملات المشفرة وعملت على تنظيم الصناعة وسط قيود اعتبرها البعض قاسية.

كما دخلت لجنة الأوراق المالية والبورصات في شراكة مع هيئات تنظيمية أخرى، بما في ذلك وزارة العدل، لملاحقة المحتالين في مجال العملات المشفرة، وأبرزهم “سام بانكمان فرايد”، الرئيس التنفيذي لشركة إف تي إكس.

ورغم أن نائبة الرئيس ” كامالا هاريس” كانت أكثر ودًا مع العملات المشفرة من “بايدن”، فإن تصريحاتها في هذا الإطار ظلت محدودة وحذرة.

ووعدت نائبة الرئيس بتشجيع “التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية”،  ومع ذلك فشلت في تقديم خطط مفصلة بشأن نقاط رئيسية متعلقة بصناعة العملات المشفرة مثل إمكانية تخفيف القيود التنظيمية وفرص التوجه نحو فرض ضرائب عليها.

توقعات بأداء أقوى لبيتكوين وأخواتها

ومهد إعلان رئاسة “ترامب” للولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، وفوز الجمهوريين بالأغلبية في انتخابات مجلس الشيوخ، الطريق لارتفاع قيمة بيتكوين لتصل قيمتها السوقية الحالية لأكثر من 1.6 تريليون دولار.

ويتوقع “لريان لي”، كبير المحللين في بيتجيت ريسرش، أن تواصل بيتكوين تحقيق مستويات قياسية جديدة، ما قد يدفع إلى وصول سعرها لنحو “100 ألف دولار في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة.

مكاسب أبرز العملات المشفرة خلال أسبوع وفقًا لبيانات تداول كوين ماركت كاب اليوم الاثنين

(الساعة 8:00 ص بتوقيت مكة المكرمة)

العملة

السعر

(بالدولار الأمريكي)

نسبة الارتفاع

البيتكوين

81332

%18

الإيثريوم

3165

%28

دوج كوين

0.28

%91

سولانا

206

%27

كاردانو

0.58

%76

بي إن بي

629

%12

في حين تعتقد شركة بيرنشتاين، وهي شركة استثمار عالمية، أن سعر البيتكوين قد يصل إلى 200 ألف دولار بحلول عام 2025.

ووفقًا لمحللي بيرنشتاين، فإن الطلب على هذه “الأصول” قد زاد بسبب مستويات الديون القياسية في الولايات المتحدة، وارتفاع التضخم.

ومن بين العوامل الرئيسية التي تستشهد بها بيرنشتاين الدور المتزايد لعملة البيتكوين باعتبارها “ذهبًا رقميًا”.

وعلى عكس الماضي، عندما كان يُنظر إلى بيتكوين في المقام الأول على أنها استثمار عالي المخاطر للمضاربين، ينظر البعض اليوم بشكل متزايد على أنها ملاذ آمن لحماية الثروة خلال فترات التضخم وعدم الاستقرار المالي.

ورغم أن هناك عملات مشفرة حققت مكاسب أكبر من تلك التي سجلتها بيتكوين منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، فإن الأضواء ركزت بشكل أكبر على الأخيرة باعتبارها العملة المشفرة الأكثر قيمة سوقية في العالم.

فعلى سبيل المثال سجلت عملة دوج كوين المفضلة لدى الملياردير إيلون ماسك، ارتفاعًا بلغ نحو 92% خلال سبعة أيام، لتسجل أعلى سعر لها منذ نوفمبر 2021.

ومع ذلك، لا يزال الرقم أقل بكثير من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 0.71 دولار الذي سجلته في مايو 2021.

وأدى تزايد نشاط ماسك في دعم “دونالد ترامب” إلى إضافة مزيد من الزخم لمكاسب تلك العملة في الآونة الأخيرة، إذ سجلت مكاسب تصل إلى 155% خلال الشهر الأخير.

الصناعة داعم قوي في الانتخابات

ضخت بعض أكبر شركات قطاع العملات المشفرة وأغنى رجال الأعمال المهتمين بالقطاع، ومنهم منصة كوين بيس جلوبال  وونكيلفوس توينز مبالغ غير مسبوقة في سباق الانتخابات.

ووجد تقرير صادر عن قسم الاستثمار العالمي لشركة إتش تي إكس، أن شركات التشفير أصبحت من المساهمين الرئيسيين في التبرعات السياسية في الولايات المتحدة في عام 2024.

وزعم التقرير أن شركتي كوين بيس وريبل، كانتا من بين أكبر المتبرعين السياسيين، حيث “ساهمتا بنحو 48% من إجمالي تبرعات الشركات”.

وأنفقت فايرشيك، وهي لجنة عمل سياسي مؤيدة للعملات المشفرة، أكثر من 180 مليون دولار لضمان حصول المرشحين الذين يدعمون الصناعة على مكانهم في مجلس الشيوخ ومجلس النواب.

كما أعرب العديد من العاملين في القطاع عن سعادتهم لعودة ترامب مرة أخرى للبيت الأبيض، معتبرين أن هذا الأمر سيشكل منعطفًا جديدًا في مسار العملات المشفرة.

وقال “تايلر وينكليفوس”، المؤسس المشارك لبورصة العملات المشفرة جيمني تراست، في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: “نحن على وشك عصر نهضة أمريكية جديدة”.

أما “تيمو ليهس”، المؤسس المشارك في سوارم ماركتس فيقول إن أسواق العملات المشفرة ترى أن “ترامب” أكثر ملاءمة للقطاع مقارنة بإدارة “هاريس”.

وأرجع هذا إلى السياسة التي كانت من المتوقع أن تتعامل بها الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة مع العملات المشفرة في ظل إدارة كل منهما، مستشهدًا بما جرى خلال السنوات الأربع الأخيرة من إدارة “بايدن”.

وأضاف: “هذا يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته حول كيفية معاملة الديمقراطيين للعملات المشفرة”، معتبرًا أن وصول “ترامب” لمنصب الرئاسة سيشكل مسيرة إغاثة لسوق العملات المشفرة ومن شأنه أن ينهي القيود التنظيمية التي قيدت القطاع في عهد بايدن.

كما يقول “أناتولي كراتشيلوف”، الرئيس التنفيذي لشركة نيكل ديجيتال إن التحرك الإيجابي لسعر البيتكوين منذ الساعات الأولى لظهور نتائج الانتخابات يعكس توقعات السوق بشأن سياسات التشفير في ظل الرئيس القادم وفريقه.

وأشار إلى أن التركيز الآن سيكون على تنفيذ السياسات الصديقة للعملات المشفرة التي وعد بها “ترامب” خلال الحملة الانتخابية، موكدًا أن هذا الأمر عام رئيسي في تفاؤل السوق الحالي.

ومع وجود أغلبية من الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ سوف يساهم في مزيد من التفاؤل بالسوق، إذ إن تلك الأغلبية ستمكن “ترامب” من تمرير أي تشريعات من شأنها دعم العملات المشفرة.

عوامل تؤثر على أداء العملات المشفرة

رغم التفاؤل بمستقبل سوق الكريبتو خلال الفترة المقبلة في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن هناك العديد من العوامل من المتوقع أن يكون لها تأثير قوي على أداء العملات المشفرة.

وتعتبر السياسات التنظيمية المتعلقة بالأصول الرقمية على رأس تلك العوامل، إذ إنه مع إدارة جديدة، يراقب المستثمرون أي إشارات تدل على توجهاتها بشأن تنظيم أو تقييد سوق العملات المشفرة.

كما تسهم السياسات الاقتصادية، مثل برامج التحفيز المالي وخفض أسعار الفائدة، في تعزيز الطلب على الأصول الرقمية.

ويرى بعض المستثمرين أن العملات المشفرة تُعد ملاذًا آمنًا ضد التضخم وتآكل القوة الشرائية، خاصة عندما تكون التوقعات الاقتصادية غير مستقرة.

ومن بين العوامل التي يتوقع أن يكون لها تأثير أيضًا على أداء سوق الكريبتو، اتجاه البنوك المركزية نحو إصدار عملات رقمية.

وازدادت المناقشات مؤخرًا في العديد من الدول، من بينها أمريكا، حول إمكانية إصدار عملات رقمية رسمية من قبل بنوكها المركزية، وسط ترقب لكيفية استجابة المستثمرين بالعملات المشفرة تجاهها.

كما تلعب السياسة الخارجية دورًا في تحفيز العملات المشفرة كأصول لامركزية، خاصةً مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وكانت الحرب التجارية بين البلدين في عهد ترامب أحد العوامل التي دفعت المستثمرين للجوء إلى الأصول الرقمية، والتوجه لشراء العملات المشفرة كخيار آمن في ظل المنافسة الاقتصادية.

المصادر: أرقام- بلومبرج- سي إن إن- كريبتونيوز- إنفستورز- فرانس بيرس- كوينتليجراف كوين ماركت كاب- كريبتونوميست

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button