مآخذ على كوب 29.. هل فقد مؤتمر المناخ هدفه المنشود؟
طفت خلال مؤتمر المناخ كوب 29 – “COP29”، في باكو عاصمة أذربيجان، على السطح، قضايا تهدد تأثير المؤتمر الذي يقام سنويًا، وأهدافه المنشودة في مجابهة تغير المناخ، وخاصة، الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وشهد المؤتمر احتجاجات عبّر عنها نشطاء المناخ، منها أن جماعات الضغط فيما يتعلق بالوقود الأحفوري بلغ مشاركوها عددًا قياسيًا، إلى جانب حضور عدد من المشاركين بالطائرات الخاصة. هذه المآخذ على المؤتمر، نجملها في هذه النقاط:
جماعات الضغط
خلص تحليل أصدره تحالف طرد الملوثين الكبار (KBPO) إلى أن عددًا كبيرًا من جماعات الضغط في مجال الوقود الأحفوري مُنِحوا حق الوصول إلى مؤتمر المناخ كوب 29”COP29” كجزء من جمعيات تجارية.
وكشف التقرير أن ما لا يقل عن 1773 من جماعات الضغط في مجال الوقود الأحفوري سُمح لهم بحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كول 29 في باكو.
كما وجد التحليل أن جماعات الضغط في مجال الوقود الأحفوري حصلت على عدد أكبر من التصاريح لحضور مؤتمر المناخ COP29 مقارنة بجميع المندوبين من الدول العشر الأكثر عرضة للخطر بسبب تغير المناخ مجتمعين “أكثر الدول المتأثرة من تغير المناخ”.
خطى بطيئة
تسير المفاوضات بخطى بطيئة. وتُظهِر أداة تعقب المفاوضات التي يوفرها موقع كاربون بريف (وهي أداة مهمة للذين يتابعون النصوص القانونية التي تشكل جوهر مؤتمر الأطراف) أن نصوص مشاريع القوانين غائبة عن نصف البنود المئة المدرجة على جدول أعمال كوب 29.
نفاق الطائرات الخاصة
لا تعد الطائرات الخاصة أفضل مظهر للمشاركين في مؤتمر يهدف إلى الحد من تغير المناخ، ولكنها أثبتت مرة أخرى أنها وسيلة سفر شائعة إلى مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.
وبحسب بيانات موقع FlightRadar24 لتتبع حركة الطائرات، هبطت 65 طائرة خاصة في باكو. ومن بين هذه الطائرات، وصلت 45 طائرة يومي الأحد والإثنين مع بدء القمة.
يمثل ذلك ضعف عدد الطائرات مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، عندما هبطت 32 طائرة خاصة في مطار باكو الدولي.
ضعف الاحتجاجات
وشعر ناشطو المناخ بأن القدرة على الاحتجاج كانت فقط داخل مناطق معينة في جميع أنحاء مكان الحدث ــ بينما شهدت السنوات السابقة مسيرات حاشدة في الشوارع في المدن المضيفة ــ قد تكون محبطة، وفق موقع “يورو نيوز”.
وفي المقاعد الممتلئة بالغبار في ملعب باكو الأوليمبي الذي كان شبه فارغ، استخدم الناشطون لافتة عملاقة لنشر عبارة “ادفعوا” إلى العالم.
استغرق الناشطون أسابيع من التفكير والتخطيط، حيث اقترح الناشطون أن يكون الموقع أكبر وأكثر لفتًا للانتباه من الناحية البصرية.
ولكن مع وجود المدرجات خارج مقر المحادثات الرئيسي، فإن معظم الحاضرين في محادثات المناخ، هذا العام لم يروا أو يسمعوا ذلك – ربما باستثناء البعض في مكاتب رئاسة مؤتمر الأطراف COP29 الموجودة مباشرة تحته.
قالت بيانكا كاسترو، وهي ناشطة في مجال المناخ من البرتغال: “من الصعب حقًا أن نجعل مطالبنا مسموعة. لقد حضرت العديد من مؤتمرات الأطراف في الماضي وأتذكر سنوات عندما كان هناك الآلاف من المحتجين في الشوارع والعديد من المظاهرات والفعاليات طوال الحدث”.
خلافات سياسية
عادت خلال كوب 29 التوترات السياسية إلى الظهور، فالدولة المنظمة أذربيجان عادت خلافاتها مع فرنسا بسبب دعم الأخيرة لأرمينيا.
واتهمت باريس باكو إلى الاستعراض خلال مؤتمر المناخ COP29.
وفي المقابل، افتتحت القمة بحادثة دبلوماسية، حيث أثار الرئيس المضيف إلهام علييف التوترات مع فرنسا باتهام حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بارتكاب “جرائم” في أراضيها الخارجية.
وقال علييف “إن الدروس المستفادة من جرائم فرنسا في هذه الأراضي الخارجية المزعومة لن تكتمل دون الإشارة إلى انتهاكات النظام الأخيرة لحقوق الإنسان”.
مآخذ أخرى
إلى جانب ذلك، ظهرت خلافات بشأن أسعار الطعام المرتفعة التي اشتكى منها المشاركون، وندرة الأغذية الطبيعية الصحية. كما انتقد نشطاء المناخ أن تستضيف أذربيجان الدولة النفطية التي تعتمد على النفط والغاز بنسبة 90% في مزيجها الطاقي.