منوعات اقتصادية

بدعم من ترامب .. هل ينجح ماسك في الوصول للمريخ؟

برزت “سبيس إكس” كشركة فضاء رائدة في العالم مستغلة عقودها المربحة وعلاقتها مع وكالة “ناسا”، لتواصل إطلاق صواريخها إلى الفضاء.

وانضم الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” إلى حليفه “إيلون ماسك” أمس الثلاثاء في براونزفيل بولاية تكساس لمشاهدة الإطلاق التجريبي السادس لمركبة الفضاء “ستارشيب” التابعة لـ “سبيس إكس”.

وكتب “ترامب” على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيتوجه إلى ولاية تكساس لمتابعة الحدث، متمنيًا حظًا سعيدًا لـ “ماسك” في عملية الإطلاق.

واستمع “ترامب” باهتمام بينما شرح المدير التنفيذي للشركة كيفية عمل الاختبار وأظهر ذلك باستخدام نموذج، ثم حدق الرئيس المنتخب في السماء الساطعة لمشاهدة عملية الإطلاق.

وانفصل صاروخ المرحلة الأولى الذي يبلغ ارتفاعه 71 مترًا المسمى بـ “سوبر هيفي” عن مرحلته الثانية “ستارشيب” على ارتفاع 62 كيلومترًا، لينطلق إلى الفضاء.

لكن هبطت المركبة “سوبر هيفي” بشكل غير متوقع في خليج المكسيك بدلاً من عودتها إلى الأرض، وأشار تحولها في اللحظة الأخيرة إلى الماء إلى حدوث خطأ ما.

بشكل عام، يشير حضور “ترامب” الحدث إلى تحالف عميق مع “ماسك” الذي من المتوقع أن يستفيد إلى جانب شركتي “تسلا” و”سبيس إكس” من نتيجة الانتخابات.

علاقة طويلة الأمد مع ناسا

تحظى “سبيس إكس” بعلاقة طويلة الأمد مع “ناسا”، إذ فازت في البداية بعقد في عام 2006، وهو ما أنقذها بشكل أساسي من الإفلاس، وفي عام 2008، فازت بعقد بقيمة 1.6 مليار دولار.

ومع بدء وكالة “ناسا” في الاعتماد على صواريخها ومركباتها الفضائية، زعمت “سبيس إكس” أن وزارة الدفاع “البنتاغون” يجب أن تفعل نفس الشيء، وبدأت في الفوز بعقود لإطلاق بعض أقمار الأمن القومي الأكثر حساسية في البلاد إلى الفضاء.

واجهت “سبيس إكس” سلسلة من النكسات في البداية والتي أثارت قلق “ناسا”، إذ انفجر صاروخان من صواريخ “فالكون 9” التابعة للشركة، أحدهما في عام 2015، والآخر في عام 2016، وخلال اختبار عام 2019، انفجرت أيضًا كبسولة “دراجون” التي كانت ستنقل رواد الفضاء.

لكن سمح استثمار الحكومة في “سبيس إكس”، بالإضافة إلى ممارسات العمل الفعالة، والدفع الدؤوب الذي يقدمه “ماسك” لموظفيه للعمل بجدية أكبر وأسرع بتقديم عمليات الإطلاق بأسعار أقل بكثير عن منافسيها، وبالتالي المزيد من التوسع.

ومع نموها تحولت “سبيس إكس” إلى بناء مجموعة من الأقمار الصناعية تسمى “ستارلينك” والتي تسمح للمستخدمين بالوصول إلى الإنترنت حتى من مواقع بعيدة، وحاليًا، تدير حوالي 6 آلاف قمر صناعي “ستارلينك”، ولديها 3 ملايين عميل.

ومع نمو قدرات “سبيس إكس” نمت ثقة “ناسا” التي تعهدت بإنفاق أكثر من 4 مليارات دولار لجعل الشركة تستخدم صاروخها “ستارشيب” لنقل رواد الفضاء إلى سطح القمر في مهمتين مستقبليتين في إطار برنامجها الاستكشافي “أرتميس”.

وأحرزت الشركة بالفعل تقدمًا مع “ستارشيب” في المهمات التي تطلقها، وترغب في إطلاق المركبة الفضائية بصورة متكررة خلال ولاية “ترامب” الثانية.

حتى صرحت رئيسة الشركة “جوين شوتويل” في حدث للمستثمرين الأسبوع الماضي بأنها لن تفاجأ إذا أجرت 400 عملية إطلاق لـ “ستارشيب” على مدى السنوات الأربع المقبلة.

الطريق إلى المريخ

توقع “ماسك” في سبتمبر أن صاروخ “ستارشيب” -الأقوى في العالم- سيقوم برحلة إلى المريخ في غضون عامين، على أن تنظم رحلات بشرية إلى هناك في عام 2028.

لكن يشتهر الرجل الأكثر ثراءً في العالم بتحديد جداول زمنية طموحة وغير واقعية في الكثير من الأحيان وذلك ليس بالنسبة لأعمال الفضاء فقط بل أيضًا في “تسلا”، وعادة ما تفشل شركاته في تحقيق مستهدفاتها وفقًا للأطر الزمنية المحددة.

كما أوضح أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه إدارة “ترامب” الثانية في مساعدة “سبيس إكس” على تحقيق خططها بشأن المريخ، مشيرًا إلى أن الإفراط في التنظيم كان أكبر تهديد لأحلامه.

وبالفعل، أيد “ترامب” خطة “ماسك” قائلاً في تجمع حاشد في أكتوبر: سنُهبط رائد فضاء أمريكيًا على المريخ.

وأضاف “ماسك” الذي كان له خلافات بارزة مع الجهات التنظيمية في إدارة الطيران الفيدرالية خلال إدارة “بايدن”: يستغرق الحصول على تصريح الإطلاق وقتًا أطول من بناء صاروخ عملاق.

لكن موافقة إدارة الطيران الفيدرالية على إطلاق “ستارشيب” أمس جاءت بعد حوالي شهر من رحلة الصاروخ السابقة وبالتالي تعد بمثابة أسرع تحول تنظيمي لـ “سبيس إكس” حتى الآن، مع تطوير الوكالة لعمليات الموافقة على إطلاق الصواريخ بهدف مواكبة نمو صناعة الفضاء الأمريكية.

وذكر مسؤولون في إدارة الطيران الفيدرالية أن مراجعات التأثير البيئي والتغييرات التي تجريها “سبيس إكس” على خطط الإطلاق هي محركات رئيسية للأطر الزمنية للتراخيص.

التنظيم ليس العائق الوحيد

لكن ربما لا يكون التنظيم هو العائق الوحيد أو الأكبر أمام مهمة الوصول للمريخ، لأن “ستارشيب” شهد عددًا من الحوادث والانفجارات الكارثية، رغم عمليات الإطلاق التجريبية التي أظهرت تقدمًا مثيرًا للإعجاب.

كما أن الشركة بحاجة لمعرفة كيفية إتقان العملية المعقدة المتمثلة في إعادة تزويد “ستارشيب” بالوقود أثناء السفر إلى المريخ.

وحتى إذا نجحت المركبة الفضائية في الوصول إلى المريخ فإن الغلاف الجوي الرقيق سيجعل الهبوط صعبًا للغاية، كما أنه لكي يتحمل البشر بيئة الكوكب سيحتاج مهندسو الشركة لابتكار نظام لدعم الحياة هناك يأخذ في الاعتبار الظروف القاسية على الكوكب.

وتتوقع “ناسا” ألا يهبط البشر على المريخ حتى أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وحتى إذا وصل الناس إلى هناك فستواجههم تضاريس قاحلة ودرجات حرارة جليدية وهواء من المستحيل تنفسه.

لكن “ماسك” متمسك بحلمه، الذي يشكل الأساس لمعظم الشركات التي يقودها، وأعلن أنه يجمع الأصول فقط لتمويل خططه للمريخ.

وحتى ذكر في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في عام 2016 أن “ستارشيب” قد تحمل 100 راكب في المرة الواحدة إلى المريخ، وهي رحلة ستحدث كل عامين تقريبًا.

وتمامًا مثل “ماسك”، يؤمن العديد من موظفي “سبيس إكس” بالحياة على كوكب آخر، وفقًا لما ذكرته مصادر ووثائق أطلعت عليها “نيويورك تايمز”.

لذلك وبشكل عام، فإن تحالف “ماسك” و”ترامب” سيؤثر بالتأكيد على السياسة الأمريكية والحكومة والسياسة الخارجية وحتى قد يدعم إمكانية وصول البشر إلى المريخ.

المصادر: رويترز –  واشنطن بوست – بلومبرج – نيويورك تايمز –  وول ستريت جورنال

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button