يعمل الأردن على دراسة إمكانية توظيف الطاقة النووية في مشاريع تحلية وضخ المياه، وفق ما صرح به رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان. جاءت تصريحاته خلال افتتاح المؤتمر العربي السادس عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، الذي أقيم تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، وافتتحه وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة.
وشهد المؤتمر حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى نخبة من العلماء والخبراء في مجالات الطاقة الذرية من العالم العربي. وأكد الدكتور طوقان في كلمته أهمية المؤتمر كمنصة للبحث العلمي وتبادل الخبرات وتعزيز الابتكار في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
إنجازات البرنامج النووي الأردني
أشار الدكتور طوقان إلى أبرز إنجازات البرنامج النووي الأردني، بما في ذلك المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب، الذي يساهم في إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في الطب والصناعة. وأكد أن المفاعل أصبح مركزاً رئيسياً لتزويد مراكز الطب النووي الوطنية بنظير اليود-131 المستخدم في علاج سرطان الغدة الدرقية.
وعن مشاريع الطاقة النووية المستقبلية، أوضح طوقان أن الأردن يعمل حالياً على تقييم فني ودراسة جدوى اقتصادية لتصاميم المفاعلات الصغيرة المدمجة (SMRs)، بهدف استخدامها في تحلية وضخ المياه بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما سلط الضوء على مشروع استخلاص اليورانيوم في وسط الأردن، حيث يتم إعداد دراسة تفصيلية لإنشاء مصنع تجاري لإنتاج الكعكة الصفراء، تقدر احتياطاته بحوالي 41 ألف طن.
إسهامات البحث العلمي والطاقة النظيفة
أكد الدكتور طوقان استمرار المركز الدولي لضوء السنكروترون (SESAME) في دعم الأبحاث العلمية، حيث أنجز المستخدمون 367 مشروعاً بحثياً نتج عنها 127 منشوراً علمياً دولياً. وأعلن عن تركيب خط الأشعة السينية الناعمة الجديد، المتوقع دخوله الخدمة في منتصف 2025.
الطاقة النووية كحل للتحديات الإقليمية
بدوره، أشار الأمين العام أحمد أبو الغيط إلى التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تأمين احتياجات الطاقة، حيث يُتوقع زيادة الطلب بنسبة 70% بحلول عام 2050. وأكد أن الطاقة النووية تمثل خياراً استراتيجياً لتلبية هذه الاحتياجات بتكاليف اقتصادية وأثر بيئي منخفض.
كما شدد أبو الغيط على حق الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، مؤكداً رفض أي محاولات لفرض قيود على هذا الحق.
تعاون عربي لتعزيز البحث النووي
من جانبه، أشاد الدكتور سالم حامدي، مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية، بالبرنامج النووي الأردني ووصفه بالنموذج الرائد في المنطقة. وأعلن عن مبادرة أردنية لإنشاء برنامج بحثي عربي لتطوير طاقة الاندماج النووي، حيث سيتم تشكيل لجنة مختصة لصياغة المشروع وعرضه على القمة العربية المقبلة.
فعاليات المؤتمر وأهدافه
شارك في المؤتمر حوالي 150 عالماً وباحثاً من الدول العربية، واستعرضوا أبحاثهم حول موضوعات متنوعة مثل موارد المياه، الصحة، البيئة، والصناعة. وشملت النقاشات تقنيات المفاعلات النووية المتقدمة والتطبيقات النووية في مجالات الصحة والطاقة النظيفة.
وعلى مدار خمسة أيام، ستوفر الجلسات فرصة لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين الخبراء، بهدف وضع أسس لاستراتيجيات مستدامة في الطاقة والابتكار النووي لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
