طفرة سياحية تقود ازدهار سوق العقارات في السعودية بالربع الثالث 2024
شهد قطاع العقارات في المملكة العربية السعودية أداءً إيجابيًا خلال الربع الثالث من عام 2024، مدعومًا بالنمو غير المسبوق في قطاع السياحة ومبادرات التنويع الاقتصادي ضمن إطار رؤية المملكة 2030.
قطاع الضيافة بالمملكة شهد قفزة كبيرة، حيث ارتفعت أعداد السياح الدوليين القادمين بغرض الترفيه والسياحة بنسبة 656% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. وبلغ إجمالي عدد الزوار الدوليين 17.5 مليون، بزيادة 10% مقارنةً بالعام الماضي، بحسب تقرير حديث لشركة “جيه إل إل” المتخصصة عالميًا في الاستشارات والاستثمارات العقارية.
وأرجعت “جيه إل إل”، في تقريرها، نمو قطاع الضيافة بالمملكة لعدة عوامل، منها تبسيط إجراءات التأشيرات السياحية، واستضافة فعاليات كبرى مثل موسم الرياض ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وتعزيز التنوع في العروض الترفيهية والثقافية.
أوضحت الشركة أن متوسط الأسعار اليومية للفنادق في الرياض ارتفع بنسبة 19%، مع زيادة إيرادات الغرف المتاحة بنسبة 17.1%، بينما شهدت جدة زيادة طفيفة في معدلات الإشغال بنسبة 1.4 نقطة مئوية، رغم انخفاض إيرادات الغرف المتاحة بنسبة 10.3% على خلفية انخفاض متوسط الأسعار اليومية بنسبة 12.1%.
معروض السوق من الغرف الفندقية ظل مستقرًا نسبيًا في الرياض عند 22,379 غرفة، وفي جدة عند 16,538 غرفة. وتشمل خطط التوسع إضافة حوالي 2,200 غرفة في الرياض و550 غرفة في جدة بحلول نهاية العام. وعلى صعيد آخر، تباينت مؤشرات الأداء في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ انخفضت إيرادات الغرف المتاحة بنسبة 2.9% في مكة، وارتفعت بنسبة 1.6% في المدينة.
وقال مدير مكتب “جيه إل إل” بالسعودية سعود السليماني: “هذا الأداء القوي لقطاع الضيافة يعكس نجاح المملكة في ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية، مدعومة بفعاليات نوعية وزيادة تدفق المعتمرين والسياح.”
السوق السكنية: طلب قوي وارتفاع الأسعار
شهدت الرياض وجدة نموًا ملحوظًا في سوق العقارات السكنية خلال الربع الثالث، مدفوعًا بتنامي الطلب والتحول في تفضيلات المشترين. وارتفع إجمالي المعروض في العاصمة الرياض إلى 1.46 مليون وحدة، عقب إضافة نحو 4 آلاف وحدة في الربع الثالث من عام 2024، بينما تم تسليم 8 آلاف وحدة في مدينة جدة، ليصل إجمالي معروض السوق من الوحدات السكنية فيها إلى نحو 899 ألف وحدة. ومن المتوقع تسليم 11,000 وحدة أخرى في المدينتين بحلول نهاية العام.
وارتفعت أسعار البيع ارتفاعًا ملحوظًا بواقع 12% في الرياض و6% في جدة، وارتفعت أسعار الإيجارات بنسبة 10% و8% على الترتيب. وتصدرت مبيعات الشقق المشهد، حيث سجلت أعلى ارتفاع في الأسعار بنسبة 17% في الرياض و6% في جدة، بينما شكلت الشقق 83% من المعاملات التي تمت في مدينة جدة خلال الفترة ما بين شهري أكتوبر 2023 و2024، وذلك وفقًا للهيئة العامة للعقار.
نمو المساحات المكتبية
وسجلت إيجارات المساحات المكتبية من الفئة (أ) في الرياض زيادة بنسبة 20.8% مقارنة بالعام الماضي مع انخفاض معدل الشواغر إلى 1.6%، وهو أدنى مستوى على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى الإقبال الكبير من الكيانات الحكومية وشركات القطاع الخاص، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والأدوية. وفي جدة، ارتفعت إيجارات المكاتب من الفئة (أ) بنسبة 11.6% مع تراجع معدل الشواغر إلى 3.7%.
قطاع منافذ التجزئة يتطور
وشهد قطاع منافذ التجزئة في الرياض وجدة تغييرات ملحوظة، حيث ركزت الشركات على توفير تجارب تسوق مبتكرة تلبي توقعات المستهلكين. وتميزت الرياض باستقرار سوق منافذ التجزئة مع استمرار معدل الشواغر عند 4.6%، بينما شهدت جدة تفاوتًا في الأداء، حيث ارتفعت إيجارات مراكز التسوق الكبرى بنسبة 4.2% وانخفضت إيجارات المراكز الإقليمية بنسبة 4.5%.
وأكدت “جيه إل إل” في تقريرها أن قطاع العقارات في السعودية يشهد تحولًا ديناميكيًا مدفوعًا بنمو قطاعات السياحة والضيافة والسكن والمكاتب، مما يفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين والشركات للاستفادة من الفرص الواعدة التي تقدمها المملكة في ظل رؤية 2030.
وتعد “جيه إل إل” واحدة من أبرز الشركات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في سوق العقارات وسوق خدمات الضيافة. وتزاول الشركة أعمالها في 35 دولة في المنطقة، ويعمل لديها ما يربو على ألفي موظف من المتخصصين المؤهلين دوليًا في مكاتبها في دبي وأبوظبي والرياض وجدة والخُبر والقاهرة والدار البيضاء وجوهانسبرج ونيروبي.