WSN Green

هل ترتفع أسعار النفط في 2025؟

تشهد الأسواق العالمية تساؤلات عديدة الآن حول أسعار النفط في 2025، لا سيما أن الربع الأول من العام المقبل سيشهد عودة جزئية للكميات المخفضة طوعًا في إنتاج النفط، ومن ثم سيكون هناك عرض إضافي.
في هذا الإطار، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن حقيقة الأمر أنه لا يوجد أيّ مسوغ حاليًا لارتفاع الأسعار خلال العام المقبل.
وأضاف: «هناك ضعف اقتصادي في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الصين، التي توضح بياناتها الأخيرة أنها تواجه مشكلة كبيرة في الاستهلاك، على الرغم من ارتفاع الإنتاج الصناعي هناك، وهناك بعض البوادر التي تشير إلى انتعاش ضئيل في الطلب على النفط من بكين».
وتابع: «لا أحد يعلم ما إن كان هذا الانتعاش في الطلب الصيني على النفط سيستمر أم لا، ولكن ما هو معروف تمامًا أن انتعاش الطلب على النفط سيرفع أسعار النفط في 2025 على كل الحالات، ولكن هذا الأمر ما يزال غير واضحًا حتى الآن».
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج «أنسيات الطاقة»، قدّمها الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، بعنوان «15 سؤالًا وجوابًا عن أسواق النفط والغاز.. العراق، ترمب، روسيا، الصين، أوبك، إيران، سوريا».
أسعار النفط في عام 2025
قال الدكتور أنس الحجي، إن ارتفاع أسعار النفط في عام 2025 يرتبط أيضًا بقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي، أو ما يسمى «البنك المركزي الأميركي» بشأن أسعار الفائدة، والتي في حالة خفضها بشكل كبير ترتفع الأسعار، أمّا إذا كان خفضها قليلًا، فالتأثير بدوره سيكون قليلًا.
ولكن، وفق الحجي، سيؤدي قرار الاحتياطي الفيدرالي أيضًا دورًا، فيما إذا كانت أسعار الفائدة ستنخفض، وما إذا كان القرار سيشير إلى تخفيضات أخرى مستقبلية، ولكن القناعة العامة الآن أنه سيكون هناك تخفيض، لا أحد يعرف مداه.
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن ما سيمنع أسعار النفط في 2025 من الانخفاض تحت 70 دولارًا البرميل بالنسبة لخام برنت، هو تخفيضات أوبك، وتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط، إذ أدّت أوبك+ دورًا كبيرًا في منع الأسعار من الانخفاض.
وتابع: «هنا أؤكد فكرة أن كثيرًا من الإعلاميين والمحللين لم يفهموا أثر أوبك+ في أسواق النفط، لأنهم يرون أن أيّ تخفيض أو تمديد للتخفيض يجب أن يرفع أسعار النفط، وهذا غير صحيح».
ولفت إلى أن أغلب تصرفات أوبك وأوبك+ -تاريخيًا- كانت لمنع أسعار النفط من الانخفاض، وهناك أكثر من 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا خُفِّضَت، لو عادت كلّها ستنخفض الأسعار بشكل كبير.
وأردف: «حسب تقدير النماذج الرياضية التي نستعملها، ستنخفض أسعار النفط إلى الثلاثينيات، وهي الآن بحدود 74 أو 75 دولارًا للبرميل، وهذا يعني أن أثر التخفيض بحدود 40 دولارًا للبرميل الواحد، وهو أثر كبير، أي إن هناك دورًا كبيرًا لأوبك وأوبك+ في منع انخفاض الأسعار».
أسواق النفط في 2025
قال الدكتور أنس الحجي، إن الشيء المخيف بالنسبة لأسواق النفط في 2025 هو قيمة الدولار، إذ إن بقاء العملة الأميركية قوية بالشكل الذي يحدث الآن خطر، لأن النفط يسعّر بالدولار ويباع به.
لذلك، وفق الحجي، فإن ارتفاع الدولار يعني ارتفاع الفاتورة النفطية على عدد كبير من الدول، ويؤثّر بالسلب في نمو الطلب على النفط، وهذا أكبر خطر يواجه أسواق النفط خلال العام المقبل 2025.
أسعار النفط:- ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أنه مع خفض أسعار الفائدة حاليًا، تنخفض قيمة الدولار، وهذا شيء جيد بالنسبة لأسواق النفط، وخاصة بالنسبة إلى الدول الفقيرة، التي تحتاج إلى النفط، خاصة في فصل الشتاء.
لذلك، عمومًا، بالنسبة للسؤال عن وضع أسعار النفط في 2025، يرى الحجي أنه من غير المتوقع حدوث تغيُّر كبير، أمّا عن وضع أسواق النفط حاليًا، فهناك ضعف في نمو الاقتصاد الصيني، وهناك ركود اقتصادي في ألمانيا.
وأضاف: «اليوم خُفِض التصنيف الائتماني لفرنسا، وهذا شيء سلبي، وليست هناك أيّ زيادة ملحوظة في الطلب على النفط في أميركا، وهذه تعدّ أكبر الأسواق في العالم، وبالنسبة للهند هناك مشكلة كبيرة، إذ إنها لا يمكن الوثوق في بياناتها على الإطلاق».
وتابع: «هناك ادّعاء بأن هناك نموًا اقتصاديًا كبيرًا في الهند، ولكن هذا حدث سابقًا، ومن الصعب استنتاج أيّ شيء عن الهند حاليًا، على الرغم من وضوح زيادة استيرادها للنفط، ولكن ليس بالشكل الذي يؤدي إلى حدوث تغيير بأسعار النفط في 2025».
أوبك+ والتخفيضات الطوعية
لفت الدكتور أنس الحجي إلى أنه من المقرر أن تعود التخفيضات الطوعية، التي قررتها مجموعة الـ8 ضمن تحالف أوبك+ إلى الأسواق -تدريجيًا- خلال الربع الأول من العام المقبل 2025، على أن تعود بالكامل حتى 2026.
وأوضح أن المعروف الآن من تصرفات التحالف، أنه مرن جدًا في التعامل مع الأحداث التي تشهدها السوق، ومن ثم فإنه إذا احتاجت السوق إلى أيّ إمدادات، فإن أوبك+ سيزيد الإنتاج، أمّا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الخفض الطوعي سيُمَدَّد على كل الحالات.
أوبك+
وأضاف الدكتور أنس الحجي: «هذه المرونة تمنعنا الآن من استنتاج أيّ شيء، عن تصرُّف أوبك+، ولكن الشيء المؤكد الآن أن التحالف مرن في التعامل مع أوضاع السوق بشكل كبير، لذلك علينا ألّا نستغرب تمديد التخفيضات حتى منتصف العام أو نهايته، إذا لم تكن هناك زيادة واضحة في الطلب على النفط».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى