“كابيتال إيكونوميكس” : ننصح بالتركيز على 3 ملفات رئيسة في العالم حالياً
قال كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس، نيل شيرينغ، إن العالم أمضى الأسابيع الأخيرة في محاولة تحليل معنى عودة الرئيس دونالد ترامب للحكم في أميركا، ولكنه ليس القصة الوحيدة.
وأضاف شيرينغ في مقابلة مع «العربية Business»، إننا نؤكد دائماً على عملائنا أهمية التركيز على ثلاثة ملفات رئيسة في العالم اليوم، الأول هو الأوضاع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو الاقتصاد الصيني، حيث يترقب الجميع الدعم المالي أو النقدي المنتظر، والذي لم يتحقق حتى الآن. لذا، الصين تظل قصة محورية.
وتابع: «الملف الثاني هو الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع كبير سواء من حيث انتشاره وتأثيره على الاقتصاد وتأثيره المباشر على البورصة، لا سيما الأسواق الأميركية».
وأوضح أن الملف الثالث هو معدل التضخم، الذي يُعد من أهم القضايا الحالية. «كنا نعتقد أن التضخم في تراجع مستمر، ولكن البيانات الأخيرة، لا سيما في الولايات المتحدة، تُظهر زيادات في تكلفة العمالة. العامل المشترك في برنامج ترامب، سواء إصلاح الهجرة، التعريفات، أو خفض الضرائب، هو أنها سياسات تضخمية. وإذا طُبقت هذه السياسات في اقتصاد يتميز بمعدلات توظيف مرتفعة، فمن الممكن أن يشتعل التضخم مجدداً في الولايات المتحدة في 2025».
اقتصاد أوروبا:- وبشأن اقتصاد أوروبا، قال كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس، إن الرؤية بالنسبة لأوروبا صعبة، وليس بسبب ترامب. وأضاف أنه بالنظر إلى معدل النمو في أوروبا، فهو ضعيف جداً، إذ يبلغ نحو 1% سنوياً. وعندما نتحدث عن اقتصاد ينمو بهذا المعدل المنخفض، فإنه يمكن بسهولة أن يتحول إلى انكماش نتيجة عوامل بسيطة.
وأوضح نيل شيرينغ، أن ألمانيا فيها مشكلات في القطاع العقاري ومشكلات هيكلية كبيرة في القطاع الصناعي، الذي يُعد عنصراً حيويًا للاقتصاد الألماني. أما في فرنسا، فإن عجز الموازنة يبلغ 6%، والحكومة تحاول تقليص الإنفاق الحكومي عبر تمرير إجراءات تقشفية. ومع ذلك، هناك تساؤلات حول قدرة الحكومة على تمرير هذه التشريعات، وفي حال فشلها، كيف ستتفاعل سوق السندات؟ وإذا تم تمريرها، سيؤثر ذلك على الطلب وإنفاق المستهلكين.
وقال كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس، إن إيطاليا وضعها أكثر تعقيداً مع نمو ضعيف، ومستوى وفيات مرتفع، وعجز كبير في الموازنة. وباستثناء إسبانيا، التي تبدو في وضع جيد نسبياً، تواجه معظم دول أوروبا تحديات كبيرة.
وتابع نيل شيرينغ: «وإذا أضفنا إلى كل هذه المشكلات التهديدات بفرض تعريفات جمركية على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، فإن الصورة تصبح أكثر ضبابية. المشكلات التي تواجه أوروبا ليست بسبب ترامب؛ لأن أوروبا لديها مشاكلها الخاصة بها».
الاقتصاد البريطاني:- بشأن الاقتصاد البريطاني، قال إن في المملكة المتحدة 3 عوامل أساسية تؤثر على الاستثمارات. الأولى هي قوة المؤسسات والنظام القانوني والقضاء، وهذه المؤسسات لا تزال قوية بشكل عام. والعامل الثاني هو النمو الاقتصادي، وهنا تكمن التساؤلات؛ إذ أن أداء الاقتصاد البريطاني لم يكن جيداً على مدار العقد الماضي، وربما باستثناء ألمانيا، يُعد الأداء في بريطانيا الأضعف بين دول أوروبا وأقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة، مما يبرز تحديات كبيرة أمام تحقيق نمو اقتصادي قوي.
وأضاف كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس، أن العامل الثالث هو نظام الضرائب، حيث تواجه المملكة المتحدة، مثل الدول المتطورة الأخرى، تحديات مالية ناتجة عن أعباء الدين المرتفع والعجز الكبير. والضرائب في ارتفاع لمحاولة سد عجز الموازنة، لكن بعضها أثر سلباً على الشركات ومجال الأعمال والمستثمرين. وبالتالي، عند النظر إلى العوامل الثلاثة (المؤسسات، النمو، والضرائب)، تثار تساؤلات حول اثنين منها، مما قد يؤثر على جاذبية الاستثمارات الأجنبية في بريطانيا.
وتابع: «مع ذلك، لا أعتقد أن الوضع كارثي أو حرج، فهذه كلها مشاكل يمكن معالجتها. وعلى المدى الطويل، أعتقد أن النمو الاقتصادي سيستعيد زخمه. لكن الحكومة الجديدة تحتاج إلى تحسين أدائها في عدة مجالات، مثل اتخاذ قرارات مهمة بشأن التخطيط، البنية التحتية، وسياسة المطارات، بما في ذلك الموافقة على إنشاء مدرج ثالث في مطار هيثرو. هذه القضايا ستكون حاسمة في تحديد مصير الحكومة وأهميتها لا يمكن التقليل منها».