كيف تطورت التكنولوجيا ومهدت لمستقبل مختلف؟
لقد كان عام 2024 عامًا حافلاً بالتطورات التكنولوجية المتسارعة، حيث شهد هذا العام ظهور ابتكارات واعدة غيّرت من طبيعة المشهد التقني، وكان للمنتدى الاقتصادي العالمي دورٌ هامٌ في تتبع هذه التغيرات وتحديد اتجاهها.
أهم القصص التكنولوجية التي ميّزت عام 2024 |
|
1- التقنيات الناشئة: رؤى مستقبلية
|
– في شهر يونيو من عام 2024، أصدر المنتدى تقريرًا مهمًا يسلط الضوء على أبرز عشر تقنيات ناشئة لعام 2024، وذلك بناءً على رؤى نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين في استشراف المستقبل.
– وقد حدد التقرير عشر تقنيات من المتوقع أن تُحدث تأثيرًا بالغًا على المجتمعات والاقتصادات خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، ومن بين هذه التقنيات:
الذكاء الاصطناعي للاكتشاف العلمي: ويتمثل في تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة الاكتشافات العلمية في شتى المجالات.
الأسطح الذكية القابلة لإعادة التكوين: وهي عبارة عن مواد ذكية تتميز بقدرتها على تغيير شكلها ووظائفها استجابةً للمؤثرات الخارجية.
التكنولوجيا الغامرة: وهي تقنية تدمج بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي لإنشاء تجارب تفاعلية غامرة داخل البيئات العمرانية والمساحات المصممة.
الميكروبات التي تلتقط الكربون: أي استخدام الكائنات الحية الدقيقة بهدف امتصاص انبعاثات الكربون والحد من آثار تغير المناخ.
أعلاف الماشية المبتكرة: والتي تشمل تطوير مصادر غذائية مستدامة للحيوانات بهدف تقليل الأثر البيئي للثروة الحيوانية.
|
2- الذكاء الاصطناعي: تطورات متسارعة وحوكمة مُلحة
|
– تصدّر الذكاء الاصطناعي المشهد التقني هذا العام، حيث انصب اهتمام الحكومات والشركات والباحثين على تطويره وإدارة تداعياته.
– وقد شهدنا توقيع معاهدات سلامة الذكاء الاصطناعي، وزيادة الاستثمارات في هذا المجال.
– ومع عام انتخابي حافل، انصب الاهتمام على مواجهة حملات التضليل الانتخابي التي قد تُستخدم فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
– يُشكل سوء استخدام الذكاء الاصطناعي في السياسة خطرًا جسيمًا، مع الانتشار السريع للمحتوى المُزيّف الذي يصعب على الناخبين تمييزه عن الحقيقة، ما قد يُؤثّر على سلوكهم الانتخابي ويُقوّض العملية الديمقراطية.
|
3- تكنولوجيا الفضاء: آفاق واعدة
|
– تُسهم تكنولوجيا الفضاء إسهامًا فاعلًا في معالجة طائفة واسعة من التحديات العالمية المُلحة، وتحسين جودة الحياة على كوكب الأرض، فضلاً عن كونها تُشكّل فرصة اقتصادية هائلة.
– فوفقًا لتقرير مشترك صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي وشركة ماكينزي آند كومباني، من المُتوقع أن يشهد اقتصاد الفضاء العالمي نموًا مطردًا ليبلغ 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035، ويعزى هذا النمو بشكل كبير إلى انخفاض تكاليف الوصول إلى التقنيات الفضائية وتطورها.
– ويُتوقع أيضًا أن يتجاوز حجم قطاع مُراقبة الأرض وحده حاجز الـ 700 مليار دولار، حيث يُساهم هذا القطاع بشكل مباشر في الحد من انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري، ما يُعزز الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
|
4- صعود الميتافيرس: عالم افتراضي يُعيد تعريف الإنترنت
|
– يستعدُّ “الميتافيرس” لإعادة صياغة مفهوم الإنترنت، عبر دمج العالمين الرقمي والمادي، مع التركيز على أهمية “الهوية” في تشكيل تجارب انغماسية محورها الإنسان.
– ومع تطور هذا العالم الافتراضي، يكتسب الفهم الشامل لمفهوم الهوية أهمية قصوى لاستثمار إمكاناته في إحداث ثورة في طريقة تفاعل الأفراد والتعبير عن ذواتهم رقميًا، مع الحفاظ على الخصوصية والأمن وحقوق الإنسان.
– ويتوقع تقرير صادر عن المنتدى أن يصبح “الميتافيرس” سوقًا عالميًا بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2030.
|
5- التكنولوجيا الزراعية: ثورة في إنتاج الغذاء
|
– مما لا شك فيه أن تغير المناخ قد ألقى بظلاله على القطاع الزراعي، وهنا تبرز أهمية الخدمات التقنية الزراعية في مساعدة المزارعين على التكيف مع قسوة الظروف المناخية، وذلك من خلال دعم الممارسات الزراعية المستدامة وضمان كفاءة سلاسل الإمداد والتوريد.
– تسهم هذه التقنيات، التي تشمل جوانب متنوعة بدءًا من بناء قواعد البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي وصولًا إلى وضع خطط ذكية للمحاصيل السنوية، في تمكين هذا القطاع من تلبية الطلب المتزايد على الغذاء لسكان العالم.
|
6- الإدماج الرقمي: تحديات مُستمرة
|
– لا يزال قرابة ثلث سكان العالم، أي ما يُناهز 2.6 مليار نسمة، مُفتقرًا إلى الاتصال بشبكة الإنترنت، وهو ما يُعدّ مبعث قلق بالغاً.
– تُفضي هذه الفجوة الرقمية إلى تفاوتات صارخة في الوصول إلى الخدمات الأساسية، ممّا يُنتج في نهاية المطاف ظروفًا معيشية غير مُتكافئة.
– وهنا يُسلّط تقرير المنتدى الضوء على التقدّم المُحرز، مع التأكيد على الحاجة المُلحّة لمواصلة الالتزام بتحقيق الإدماج الرقمي الشامل، باعتباره عامل تمكين جوهري لأهداف التنمية المُستدامة.
|
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي