لونجي هيدروجين تدخل في شراكة استراتيجية مع هيدروجين برو لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر
لم يكن تنفيذ فكرة مشروع هيدروجين أخضر على الأرض سهلًا على الإطلاق خلال عام 2024، نتيجة تحديات عدّة أثّرت في القطاع العالمي، وتسببت في إلغاء -أو حتى إرجاء- العشرات من تلك المبادرات النظيفة.
ولامس عدد المشروعات التي لم يحالفها الحظ وتكتمل في صناعة الهيدروجين النظيف نحو 36 مشروعًا، بعد أن واجهت رياحًا معاكسة أدت إلى وقفها بوساطة مطوريها نتيجة عوامل مختلفة، بما في ذلك أوضاع الاقتصاد الكلي واللوائح التنظيمية الصارمة المنظمة للقطاع وظروف السوق المتقلبة، أو حتى تحديات مالية ولوجستية.
واستأثرت أوروبا وحدها بـ24 مشروعًا لم يكتمل، من بينها مشروعات في إسبانيا وفنلندا والسويد وإسبانيا، وكان للصين كذلك حضور قوي في قائمة الدول التي شهدت تعثرًا في مشروعات هيدروجين أخضر هذا العام، بواقع 6 مشروعات، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بواقع مشروعين لكل منها.
ووفق تحديثات قطاع الهيدروجين عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لم تخلُ القائمة من تمثيل عربي تَجسَّد في الإمارات التي لم تشهد سوى إرجاء مشروع هيدروجين أخضر وحيد هذا العام.
أوروبا أكبر الضحايا
تُعدّ أوروبا أكبر ضحية للظروف التي يشهدها قطاع الهيدروجين النظيف، والتي أثّرت سلبًا في 23 مشروعًا للهيدروجين الأخضر هذا العام، ما بين ملغي ومتوقف مؤقتًا، عبر 11 دولة أوروبية تشكّل مجتمعةً عصب القطاع النظيف.
وتضمّ قائمة تلك الدول، النرويج وألمانيا السويد والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وفرنسا والبرتغال، بحسب دراسة حديثة.
وبإضافة فنلندا -لم تشملها الدراسة- التي شهدت هي الأخرى تعطُّل مشروعات هيدروجين أخضر في عام 2024، يصل عدد المشروعات المتأثرة في أوروبا إلى 24 عبر 12 دولة.
وتلامس السعة الإجمالية التي تأثرت جراء إلغاء المشروعات في الدول المتضمنة في الدراسة 29.2 غيغاواط؛ ما يعادل 20.3% من كل مشروعات الهيدروجين النظيف (الحالية والملغاة والمتعطلة).
وفيما يلي قائمة الدول التي سجلت إلغاءات أو إرجاءات في مشروعات الهيدروجين الأخضر في عام 2024 -دون أيّ ترتيب- وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة:
الإمارات:- اضطرت شركة مصدر الإماراتية إلى إرجاء مشروع لإنتاج مليون طن من الهيدروجين النظيف بحلول عام 2030؛ ما يسلّط الضوء على التحديات التي يواجهها القطاع في البلد الخليجي.
وتستهدف الإمارات إنتاج ما لا يقل عن 1.4 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2031.
وقالت شركة مصدر: إنها «حددت هدفًا يتمثل في إنتاج مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر أو مشتقاته في الإمارات والعالم خلال عقد «، في بيان صحفي صدر في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. ويعني هذا إرجاءً لتنفيذ المشروع لمدة 4 سنوات، أي إلى عام 2034، مقارنة بالموعد المستهدف سابقًا لإنتاج مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، والذي أعلنته مصدر في مايو/أيار (2023).
وتؤدي مصدر -التي تأسست في عام 2006- دورًا حاسمًا في تعزيز الجهود المبذولة بوساطة الإمارات في مجالَي الاستدامة والعمل المناخي، عبر تطويرها مشروعات وتأسيس شراكات استثمارية في أكثر من 40 دولة حول العالم.
كما تخطط الشركة لرفع السعة الإنتاجية لمحفظة مشروعاتها في قطاع الطاقة المتجددة، لتصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
فنلندا
ظهرت فنلندا بقائمة الدول التي تعثرت فيها مشروعات هيدروجين أخضر هذا العام، بعد أن أقدمت شركة نستي (Neste) الفنلندية لتكرير النفط على إلغاء خطط استثمارية بشأن بناء مشروع محلل كهربائي سعة 120 ميغاواط مُخصص لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصفاة بورفو (Porvoo)، وفق بيان منشور بالموقع الرسمي للشركة في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت الشركة أن قرارها يأتي في إطار الحاجة إلى إعادة تقييم أيّ استثمارات جديدة نتيجة ظروف السوق المتغيرة وتعثُّر أدائها المالي، مضيفةً أنها تسعى إلى البحث عن طرق بديلة لاستغلال الهيدروجين النظيف في مصفاة بورفو.
وكانت نستي قد بدأت في تنفيذ أعمال الهندسة الأساسية لمشروع هيدروجين أخضر في مصفاة بورفو المطلة على الساحل الجنوبي لفنلندا خلال فصل الربيع من عام 2023، مع خطط لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي خلال 2024، وبدء الإنتاج في عام 2026.
السويد
دخلت السويد قائمة الدول التي شهدت تعطُّل مشروعات هيدروجين أخضر خلال عام 2024، بعد أن قررت شركة الطاقة الدنماركية أورستد وقف بناء مصنع لإنتاج الوقود النظيف.
وفي شهر أغسطس/آب 2024، أعلنت أورستد تعديل خططها لبناء مصنع لإنتاج الميثانول الاصطناعي لتطوير وقود مستدام للصناعات التي يصعب التخلص من انبعاثاتها الكربونية، مثل الطيران والشحن.
وكان العمل على بناء المصنع قد بدأ قبل عام واحد؛ إذ كان من المقرر أن ينتج نحو 55 ألف طن من الميثانول سنويًا من الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون. وسبق أن علّق الرئيس التنفيذي لشركة أورستيد مادس نيبر على إلغاء المشروع، بقوله: «لم نتمكن من إبرام عقود شراء طويلة الأجل بأسعار مستدامة».
إسبانيا
انضمت إسبانيا إلى قائمة الدول التي تعثرت فيها مشروعات هيدروجين أخضر، بعدما قررت شركة النفط الوطنية سيبسا (Cepsa) في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إرجاء مشروع بقيمة 3 مليارات يورو (3.25 مليار دولار) بسبب ضريبة الأرباح المؤقتة المفروضة على شركات الطاقة، وفق ما أوردته منصة هيدروجين إنسايت.
ولم تكن سيبسا هي الشركة الإسبانية الوحيدة التي ألغت مشروعات هيدروجين أخضر، بل حذت حذوها مواطنتها ريبسول (Repsol) التي قررت وقف مشروعين في هذا القطاع، قيمتهما الاستثمارية تزيد على 200 مليون يورو (217 مليون دولار) في مواقع مختلفة، بما في ذلك قرطاجنة، وتاراغونا، وإقليم الباسك شمال إسبانيا.
وعزت ريبسول قرارها إلى اللوائح التنظيمية غير المواتية، لا سيما احتمال استمرار ضريبة الأرباح المفروضة على شركات الطاقة؛ ما ينشر حالةً عدم يقين حول الاستثمارات طويلة الأجل.
وتضم المشروعات المعلّقة بوساطة ريبسول محطة سعتها 12 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، كان من المفترض أن تبدأ الإنتاج في نهاية العقد الحالي (2030). إلى جانب مشروع آخر عملاق سعة 100 ميغاواط في منطقة قرطاجنة، باستثمارات تجاوزت 200 مليون يورو (217 مليون دولار).
إلى جانب ذلك، ألغت شركة النفط البريطانية بي بي مشروع تركيب محلل كهربائي سعة 2 غيغاواط، وبقيمة تلامس ملياري يورو (أكثر من ملياري دولار) في مصفاة كاستيلون (Castellón) بمنطقة فالنسيا شرق إسبانيا.
وكان من المخطط أن تبدأ الشركة في تشغيل المشروع -الذي تصنّفه بي بي الأكبر من نوعه في إسبانيا- تجاريًا خلال النصف الأول من عام 2026.
أميركا
حجزت أميركا لنفسها مكانًا في قائمة المشروعات التي لم يحالفها الحظ في الاكتمال بقطاع الهيدروجين الأخضر العالمي في 2024، بعد الصفقة التي ألغتها شركة إتش واي ستور إنرجي الأميركية (Hy Stor Energy) بخصوص سعة محلل كهربائي واسع النطاق مُخصص لإنتاج الهيدروجين.
وعزت الشركة قرارها إلى الرياح المعاكسة التي عصفت بالسوق، بما في ذلك تأخُّر إطلاق مركز هيدروجين أخضر في ولاية مسيسيبي، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبناءً عليه حامت الشكوك حول الجدوى الاقتصادية للمشروع جراء الخلل الظاهر في معادلة العرض والطلب في قطاع الهيدروجين الأخضر، وهو ما فاقمته موجة تضخّم عالمية هي الأطول في عقود.
إضافة إلى ذلك، ألغت «بي بي» خططًا لتطوير مصنع هيدروجين أخضر في مصفاة شيري بوينت بمقاطعة واتكوم بولاية واشنطن، لعدم جدواها الاقتصادية.