بعد عام حافل بالاضطرابات .. كيف يرى العريان مستقبل الاقتصاد العالمي في 2025؟
شهد العالم اضطرابات واسعة النطاق هذا العام، منها ما هو سياسي، واقتصادي، وجغرافي، وأصبح الاقتصاد العالمي يعاني نقاط ضعف عدة تهدد باستمرار حالة انعدام اليقين خلال السنة القادمة.
كتب “محمد العريان” الخبير الاقتصادي ورئيس كلية “كوينز” بجامعة “كامبريدج” مقالاً نُشر على موقع “بروجت سيندكيت”، تناول فيه التغيرات التي طرأت على الساحة العالمية هذا العام، ونظرته لآفاق الاقتصاد العالمي في 2025.
وأوضح “العريان” أن عام 2024 اتسم بحدوث بعض التشتت غير المعتاد في علاقة الترابط بين الاقتصاد، والسياسات المحلية، والساحة الجيوسياسية العالمية.
وأوضح أن التطورات التي شُهدت هذا العام عمّقت شعور كثير من الناس بانعدام توازن النظام العالمي، وغياب الوسائل الفعالة القادرة على منع وقوع أزمات إنسانية مروعة، وعززت الانطباع بأن العالم يعيش حقبة استثنائية من التقلبات الجيوسياسية.
وكانت الأزمات السياسية الداخلية سمة أساسية في الحياة اليومية لعدة دول، حيث انهارت الحكومات في ألمانيا وفرنسا -أكبر اقتصادين أوروبيين- وبات الاتحاد الأوروبي بلا قيادة.
وفي حين فاز “دونالد ترامب” بانتخابات الرئاسة الأمريكية، لتستعد الولايات المتحدة لتحول سياسي يتضمن زيادة محتملة في نفوذ نخبة مضادة، صوت البرلمان في كوريا الجنوبية على عزل الرئيس “يون سوك يول” بعد فرضه الأحكام العرفية، وبات قاب قوسين أو أدنى من المحاكمة بتهمة التمرد.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعمقت حالة الاضطراب التي تعانيها أوروبا، وظلت دولها تعاني في مواجهة انخفاض وتيرة النمو، وتفاقم عجز الموازنات العامة، وفشلت الصين في درء مخاطر الانزلاق نحو النموذج الياباني المتمثل في اختلال التركيبة السكانية، وتراكم الديون، والأزمة الممتدة بالقطاع العقاري التي تقوض النمو الاقتصادي وثقة المستهلكين.
ورغم ذلك، ظلت الأوضاع في أسواق الأسهم مستقرة إلى حد ما، بل واستطاعت تحقيق مكاسب مرتفعة، وكان الأداء الاستثنائي للاقتصاد الأمريكي سبباً رئيسياً لذلك.
إذ خالف أكبر اقتصادات العالم توقعات غالبية الخبراء التي أشارت إلى ضعفه، وواصل النمو، لكن هذا التطور حال دون خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بالقدر المتوقع.
وذكر “العريان” أن هذه التغيرات والاضطرابات حدت من آفاق تحسن الاقتصاد العالمي ونظيره الأمريكي في عام 2025، وأن السياسات العالمية في المجمل أصبحت رهناً لمجموعة أوسع نطاقاً من الاحتمالات مع تصاعد المخاطر.
ورسم “العريان” سيناريو أساسيًا يُلخص نظرته لأوضاع الاقتصادية في عام 2025، والتي غلب عليها انعدام اليقين بسبب التحديات الجيوسياسية.
السيناريو الأساسي لمستقبل الاقتصاد العالمي في 2025 |
||
المحور |
|
التوضيح |
الشقاق الاقتصادي |
|
– يتوقع “العريان” استمرار حالة الشقاق أو التفتت الاقتصادي العالمي خلال العام القادم، وهذا من شأنه دفع بعض الدول لتنويع احتياطياتها، والابتعاد عن الدولار الأمريكي، والبحث عن بدائل لأنظمة المدفوعات الغربية. |
الأسواق المالية |
|
– من المحتمل أن تجد الأسواق المالية صعوبة في الحفاظ على مكانتها كوجهة استثمارية جيدة بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية |
ارتفاع عوائد الديون السيادية |
|
– قال “العريان” إن عائد السندات العشرية الأمريكية -باعتباره المعيار العالمي- قد يرتفع بصورة طفيفة في عام 2025، إذ يتداول عادة ضمن نطاق 4.75% و5%.
– يعني ذلك تراجع إقبال المستثمرين على حيازة الديون السيادية، وزيادة علاوة المخاطر التي تنطوي عليها. |
انعدام اليقين |
|
– يرى “العريان” أن أداء الاقتصاد العالمي سوف يخضع لمجموعة واسعة من الاحتمالات بسبب التطورات الجيوسياسية من جانب، والابتكارات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والرعاية الصحية التي قد تُعجل بتطور عدة قطاعات، وترفع الإنتاجية. |
استمرار تفوق الاقتصاد الأمريكي |
|
– يتوقع “العريان” استمرار تفوق الاقتصاد الأمريكي على أقرانه في عام 2025 رغم تقلص معدل نموه إلى حد ما. – لكن هذا التفوق معرض لنفس المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي بسبب انعدام اليقين. – هذا بالإضافة إلى جمود التضخم، الأمر الذي من شأنه حصر الخيارات المتاحة أمام الفيدرالي إما في تقبل ارتفاع التضخم أعلى المستوى المستهدف عند 2%، أو محاولة خفضه والمخاطرة بانزلاق الاقتصاد نحو الركود. |
المصدر: بروجكت سيندكيت