10 خبراء : 4 عوامل تضع النفط عند مستوى 70 – 74 دولارا في 2025
من المتوقع استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال العام الجديد 2025، ليحوم خام برنت حول مستوى 70 – 74 دولارا للبرميل، بفعل 4 عوامل أبرزها التوترات الجيوسياسية، ونمو الطلب، وفائض المعروض، وتراكم المخزونات، بحسب استطلاع شمل 10 محللون نفطيون.
وهبط خام برنت على مدار 2024 بنحو 4 % ليصل إلى 73.92 دولار للبرميل، مقارنة مع 77.04 دولار بنهاية عام 2023.
كما نزل الخام الأمريكي إلى 70.95 دولار للبرميل بنحو 1 % عن سعر التسوية في 29 ديسمبر 2023 عند 71.65 دولار للبرميل حينها.
وقال مدير مركز أبحاث الطاقة الجديدة في اليابان تادانوري تاناهاشي: إن البنوك الاستثمارية العالمية تتوقع أن تظل أسعار النفط حول مستوياتها الحالية في 2025 عند مستوى 70 دولارا للبرميل لخام برنت، مع انحراف المخاطر نحو الجانب السلبي بسبب التصعيد المحتمل للتوترات التجارية.
ودفع ضعف الطلب في الصين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية إلى خفض توقعاتهما للطلب على النفط في 2025.
من جانبه، ذكر مدير تنمية الأعمال في شركة “كيبكو” الكورية سيونج هاري، أنه في ظل أساسيات السوق الحالية والأحداث الجيوسياسية، فإن الخبراء أكثر تشاؤما من تفاؤلهم بشأن أسعار النفط في العام المقبل.
النفط يتجه بنهاية 2024 لتسجيل ثاني انخفاض سنوي وسط مخاوف حيال الطلب في الدول الأكثر استهلاكا.
فائض المعروض
أوضح المدير العام لشركة “مي تيك” الألمانية هانز يورجن كيرتسل، أن سوق النفط ستشهد فائضا في العام المقبل حتى لو بدأت “أوبك+” في تقليص تخفيضات الإنتاج في أبريل 2025 كما هو مخطط حاليا وبالتالي ضعفا في مستوى الأسعار.
وأرجأت أوبك وحلفاؤها ضمن أوبك+ في وقت سابق هذا الشهر خطة لبدء رفع الإنتاج إلى أبريل 2025 في ظل انخفاض الأسعار. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يفوق المعروض النفطي العالمي الطلب في 2025 حتى إذا ظلت تخفيضات أوبك+ سارية، وذلك لأن تزايد الإنتاج من الولايات المتحدة ودول منتجة أخرى سيتجاوز الطلب الذي يشهد حالة من التباطؤ.
نمو الطلب
مدير شركة “روسكا ” الأمريكية لحلول الطاقة ألكسندر شورين، يقول: إن نمو الطلب على النفط سيظل متواضعا إلى حد ما في 2025 بسبب عوامل دورية وهيكلية. ونشهد عاما آخر من النمو القوي للإمدادات من خارج أوبك بينما لا تزال أوبك تمتلك قدرا كبيرا من الطاقة الإنتاجية الفائضة والتي ينبغي أن تستمر في توفير الراحة للسوق”.
ورغم أن توقعات الطلب الضعيفة في المدى البعيد تضغط على الأسعار، فإنها قد تجد دعما في الأجل القصير من تراجع مخزونات الخام الأمريكية.
من ناحيته، أكد العضو المنتدب لشركة “أسيست ريالتي” الدولية للطاقة إيدان لاركين، أن هناك منظمات دولية تتوقع أن ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا في 2025، لكنه لن يكون قادرا على استيعاب كل النمو من خارج أوبك+ في الإمدادات القادمة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة والبرازيل وجويانا.
مخزونات النفط
وصل الاستهلاك العالمي من النفط إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في 2024 بالرغم من أداء الصين دون التوقعات وتتجه مخزونات النفط إلى العام المقبل عند مستويات منخفضة نسبيًا، بحسب شركة ماركس للخدمات المالية في المملكة المتحدة.
خبير الطاقة والعلاقات الدولية في جامعة ليدز بيكيت البريطانية أولاينكا أجالا، أشار إلى أن إدارة معلومات الطاقة تتوقع أن يؤدي تراكم المخزونات إلى فرض بعض الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام في وقت لاحق من 2025 مع انخفاض خام برنت من متوسط 74 دولارا للبرميل في الربع الأول من 2025 إلى متوسط 72 دولارا للبرميل في الربع الرابع من 2025.
التوترات الجيوسياسية
حذرت شركة Rapidan Energy من أن مخاطر العرض في الشرق الأوسط قد زادت وقد تؤدي إلى اضطرابات.
من ناحيته، توقع مدير شركة “إنرجي فيينا” فولفجانج إلياس، أن يبلغ متوسط سعر خام برنت السنوي 74 دولارا للبرميل في 2025، بانخفاض عن متوسط 80 دولارا للبرميل هذا العام.
ولا تزال التوترات الجيوسياسية والتطورات الاقتصادية تؤثر في أسواق النفط، في حين أن التفاؤل المحيط بالانتعاش الاقتصادي في الصين المدعوم بخطط التحفيز القياسية وارتفاع حصص الاستيراد أدى إلى زيادة المعنويات.
بدوره، قال مدير شركة ألفا إنرجي الدولية جون هال: إن التقارير الدولية ترى أن أسعار خام برنت من المقرر أن تبلغ في المتوسط 74.53 دولارا للبرميل العام المقبل، حيث سيعوض ضعف نمو الطلب العالمي وتوافر إمدادات كافية، تأثير التأخير المحتمل في تخفيضات أوبك+.
أحد الجوانب المهمة التي يجب مراعاتها هو توقعات الحد الأقصى لأسعار الطاقة، ومع تقلب ظروف السوق والأطر التنظيمية المتطورة، يظل التنبؤ بالأرقام الدقيقة أمرا صعبا.
وهناك اتجاه نحو الزيادات التدريجية في الحدود القصوى للأسعار، متأثرة بعوامل مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستثمار في مصادر الطاقة المستدامة والاتجاهات الاقتصادية العالمية.
في حين يقول مستشار شركة “إنرجي جي بي” الدولية ألكسندر بوجال: إن حالة عدم اليقين الجيوسياسي ستستمر في 2025.
مواكبة الزيادات
انخفاض الأسعار سيكون أقوى احتمالية من ارتفاعها، وإن كانت التعريفات الجمركية الأمريكية المقترحة قد ترفع معايير النفط الخام على المدى القصير، ولكنها تؤدي إلى انخفاض الأسعار مع اعتياد الشركات على التأثير وربما تضطر كندا والمكسيك إلى أن تكونا أكثر حماسا لنقل صادراتهما.
من ناحيته، يقول مدير قسم الطاقة في جامعة أحمدو النيجيرية الدكتور ربيع يوسف: إن العام الجديد سيشهد إضافات للقدرات في كل من الوقود التقليدي ومصادر الطاقة المتجددة لمواكبة الزيادات في الطلب.
وأشار إلى أنه في مواجهة فائض المعروض في سوق النفط، قد تحتاج أوبك+ إلى تمديد تخفيضات الإنتاج حتى 2025 لحماية أسعار النفط.
ويمكن النظر إلى الطاقة الإنتاجية غير المستغلة بين أعضاء أوبك+ على أنها ستنبع في نهاية المطاف، حيث أن فائض العرض يكاد يكون مؤكدًا والوقت الأكثر عرضة للخطر هو سبتمبر حتى ديسمبر من 2025.