اقتصاد كويتي

دول الخليج قد تصبح لاعباً مركزياً للطاقة المتجددة

نقل موقع «أرابيان غلف بزنس إنسايت» أن سعر النفط الحالي أقل مما ترغب دول الحليج بالنسبة لميزانياتها، إذ من المقرر ان ينتهي العام الجديد بأسعار عند مستوى 74 دولاراً لبرميل برنت، لافتة الى انه عند هذا السعر فإن السعودية والكويت ستعانيان من عجز مالي معتدل، في حين ستسجل الامارات وقطر وعمان فوائض مالية متواضعة.

وقال الموقع في تقرير حديث: إن العائدات النفطية للميزانيات الخليجية ورغم انخفاضها فإنها ستكون كافية لتجنب عجوزات قوية وتوفير أموال كافية للنمو الاقتصادي، كما أن انخفاض العائدات النفطية سيكون كافياً أيضا لتشجيع الاصلاحات الاقتصادية والمالية ومراجعة الإنفاق.

واضاف: لذلك، فان لدى سياسات الطاقة الخليجية فرصاً لتعظيم عائدات النفط والغاز، ومواصلة تطوير واصلاح قطاع النفط التقليدي والتوسع في مشاريع الطاقة الجديدة والأعمال المرتبطة بها سواء في دول الخليج أو استثماراتها الخارجية.

وتساءل التقرير: هل من الممكن تحقيق كل ذلك في ظل الحذر من المخاطر الاقتصادية والسياسية الحالية والتي تم تجنبها الى حدٍّ كبير في 2024 ولم تختفِ بعد؟ لافتاً الى ان الطلب على النفط يبدو فاتراً مرة اخرى هذا العام، رغم ان وكالة الطاقة الدولية عززت تقديراتها لانتاج واسعار النفط في احدث تقرير لها منذ أسابيع.

عوامل مؤثرة

وأكد التقرير أن أبرز العوامل التي ستؤدي دوراً مهماً في انتاج النفط والطلب عليه تكمن في الصين، إذ يبدو ان اقتصادها الضعيف والتبني السريع للسيارات الكهربائية والشاحنات العاملة على الغاز الطبيعي، قد أسهمت بزيادة نمو الطلب على طاقة الكهرباء النظيفة، مشيراً الى أن الوصول أخيراً الى المسار الصحيح لزيادة الانتاج المعتدلة للنفط سيمنع المنافسة الأعلى تكلفة للانتاج.

وأوضح انه مع تزايد تشبع السوق الصينية من النفط، فإن التحول إلى الاسواق الآسيوية الاخرى أكثر أهمية ولا سيما الهند، لافتا الى ان دول الخليج تمتلك خططاً كبيرة لانتاج المزيد من الغاز، وبالقدر نفسه دول المنطقة تمتلك خططاً طويلة الاجل لانتاج الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين، وذلك بالتزامن مع الطلب المتزايد على الكهرباء، إضافة الى النمو القوي في عدد السكان.

مشاريع الطاقة المتجددة

أشار التقرير الى ان طاقة تخزين البطاريات والمصادر المتجددة الأخرى الاقل تقليدية مثل الطاقة الحرارية تكتسب أهمية متزايدة في دول الخليج، موضحاً أن أداء الطاقة النظيفة والمتجددة سيتعزز مستقبلاً في الخليج، ولكن بهدف تجنُّب تكرار أزمة الطاقة الواسعة النطاق في 2008، فيجب ان يتم إدخال الطاقة العاملة على الغاز والطاقة المتجددة وربما الطاقة النووية وتخزين الكربون في مزيج الطاقة الخليجية في المستقبل، مشيراً الى أن مشاريع الطاقة النظيفة الاستراتيجية الطموحة قد تجعل دول الخليج لاعباً مركزياً في قطاع الطاقة المتجددة الناشئ والمزدهر.

حلّ تاريخي وشامل

قال تقرير «أرابيان غلف بزنس إنسايت»: «إن دول الخليج بأراضيها الشاسعة والاجراءات التشغيلية السهلة ووفرة الرساميل، والطاقة المتجددة المنخفضة التكلفة بشكل استثنائي، تشكل مكاناً ممتازاً لانتاج الطاقة باستخدام وتبنِّي تقنيات الذكاء الاصطناعي».

وختم التقرير بأن مشاريع الطاقة النظيفة الاستراتيجية الطموحة قد تجعل دول الخليج لاعباً مركزياً في قطاع الطاقة المتجددة، ما يوفر حلاً تاريخياً وشاملاً لدول الخليج لتقليل اعتماد انتاج الطاقة فيها على النفط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى