WSN Tech

“ديب سيك” الصيني.. هل نجح في كسر هيمنة “شات جي بي تي”؟

عندما ظهر روبوت الدردشة الصيني «ديب سيك» لأول مرة حظي بضجة إعلامية وموجة من التفاؤل، ووُصف بأنه بديل قوي لـ»شات جي بي تي»، طُوّر بتكلفة زهيدة، وحظي باهتمام إعلامي وترويج كبيرين في السوق.
وأشاد به الخبراء واعتبروه قفزة نوعية، وبدا أن البيانات الأولية من المستخدمين تدعم هذا الطرح، حيث أظهر أول أسبوعين أو ثلاثة بعد الإطلاق اتجاهات واعدة في تبني التطبيق واستخدامه.
ولكن مع تلاشي الحماس الأولي، أظهرت الأرقام قصة مختلفة. فوفقًا لبيانات تقرير من قسم بيانات السوق في شركة «Bobble AI»، بدأت مقاييس التفاعل مع «ديب سيك» في الانخفاض الحاد بعد الأسبوع الثالث، بحسب تقرير للموقع الإلكتروني لقناة «ABP-Live» الهندية. لم يستطع روبوت الدردشة «ديب سيك» ببساطة الحفاظ على الزخم الذي أحدثه عند الإطلاق. ورغم حدوث ارتفاعات عرضية في التفاعل، إلا أنها لم تكن قوية بما يكفي للحفاظ على الزخم الأولي لـ»ديب سيك» أو لمنافسة الثبات المستمر «شات جي بي تي».
ماذا تقول البيانات؟
عند مقارنة المؤشرات من جلسات استخدام روبوتي الدردشة جنبًا إلى جنب، يصبح التباين أكثر وضوحًا. لم يقتصر الأمر على ارتفاع عدد الجلسات لكل مستخدم في «شات جي بي تي»، بل قضوا أيضًا وقتًا أطول بكثير عليه.
وبلغ متوسط مدة جلسة المستخدم في «شات جي بي تي» ضعف متوسط جلسة «ديب سيك» تقريبًا. حتى خلال ذروة «ديب سيك»، ظل تفاعل المستخدمين متقطعًا وغير مستقر، مما يشير إلى أنه على الرغم من أن الفضول قد يكون قد جذب المستخدمين، إلا أنه لم يكن كافيًا لإبقائهم.
وقال أنكيت براساد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «Bobble AI»: «يُظهر التقرير وجود ازدواجية بين التسويق والأداء، حيث تعكس البيانات كيف يمكن للتسويق أن يخلق حماسًا أوليًا حول المنتج. ومع ذلك، فإن الأداء طويل المدى للمنتج ستُحدده عدة عوامل مهمة أخرى، مثل الأداء».
وأضاف: «لذا، يُعد هذا درسًا بالغ الأهمية للعلامات التجارية، حيث يتعين عليها التركيز على الأداء العام للمنتج، لتحقيق جاذبية مستدامة طويلة المدى للمنتج».
وعلى الرغم من تطويره منخفض التكلفة والإشادة المبكرة به، يواجه «ديب سيك» مهمة شاقة إذا كان يأمل في منافسة «شات جي بي تي» على المدى الطويل.
ورغم نجاح روبوت الدردشة في إبهار المستخدمين في بداياته، إلا أن الحفاظ على اهتمام المستخدمين يُعدّ التحدي الأكبر لها.
ومع الانخفاض الملحوظ في مؤشرات مثل معدلات فتح الرسائل، ومتوسط مدة الجلسات، والاستخدام المتكرر، يتضح أن التطبيق لم يقدم بعد قيمة كافية لتحفيز المستخدمين على تغيير ولاءاتهم.
قد لا يزال المستقبل يحمل إمكانات كبيرة لـ «ديب سيك»، ولكن من الواضح أن تحسين المنتج واستراتيجية احتفاظ أقوى بالمستخدمين أمران لا غنى عنهما.
وإلا، فإن التطبيق يُخاطر بأن يصبح منافسًا عابرًا آخر، تطغى عليه شعبية «شات جي بي تي» الراسخة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى