كشف صندوق النرويج السيادي عن زيادة حجم استثماراته في 13 سهما ببورصة الكويت بنهاية 2024 بنسبة 6%، ليبلغ إجمالي استثماراته نحو 729.97 مليون دولار، مقارنة باستثمارات بلغت 688.72 مليون دولار بنهاية عام 2023.
ويلاحظ أن استثمارات الصندوق السيادي الأكبر في العالم بالأسهم الكويتية شهدت نموا مطردا على مدار السنوات الماضية، إذ قفزت من مستوى 333.47 مليون دولار خلال عام 2020 إلى مستوى 729.97 مليون دولار بنهاية العام الماضي، لتسجل نموا بنسبة 119%. وشهد صندوق الثروة السيادي النرويجي زيادة ملحوظة في استثماراته في الأسهم الكويتية خلال السنوات السابقة، حيث نجح الصندوق في تنويع المحفظة الاستثمارية وتوزيع استثماراته جغرافيا وقطاعيا لتقليل المخاطر وتعزيز العوائد، وتعتبر الكويت جزءا من هذه الإستراتيجية، حيث يستثمر الصندوق في مجموعة متنوعة من القطاعات مثل البنوك، والاتصالات، والعقارات، والسيارات والطيران، كما أن الشركات الكويتية تتمتع بأداء مالي قوي وفرص نمو واعدة، ما يجعلها جذابة للمستثمرين الدوليين.
وبناء على هذه العوامل يمكن القول إن زيادة استثمارات صندوق الثروة السيادي النرويجي في الأسهم الكويتية تعكس إستراتيجية مدروسة تهدف إلى تحقيق عوائد مستدامة من خلال التنويع والاستفادة من الفرص المتاحة في الأسواق الناشئة.
استثمارات الصندوق:- وتفصيليا، جاء بنك الكويت الوطني في صدارة الأسهم التي يستثمر فيها صندوق النرويج السيادي، حيث بلغت استثمارات الصندوق 386.7 مليون دولار، مقارنة باستثمارات بلغت 294.88 مليون دولار خلال 2023، وذلك بارتفاع بلغ 31.1%. وجاء بنك الخليج في المرتبة الثانية باستثمارات بلغت 95.82 مليون دولار، مقارنة باستثمارات بلغت 80.76 مليون دولار بنهاية 2023، أي بارتفاع بلغ نسبته 18.6%.
وجاء في المرتبة الثالثة استثمارات صندوق النرويج في سهم بيت التمويل الكويتي بقيمة استثمارات بلغت 59.34 مليون دولار بنهاية 2024، مقارنة باستثمارات بلغت 35.66 مليون دولار، أي بارتفاع بلغ نسبته 66.4%، تلاه سهم هيومن سوفت، حيث بلغ إجمالي استثماراته نحو 39.39 مليون دولار، ثم سهم شركة طيران الجزيرة بقيمة 33.65 مليون دولار، تلاه سهم شركة المباني بقيمة 32.65 مليون دولار، ثم بورصة الكويت بقيمة استثمارات بلغت 29.35 مليون دولار، ثم شركة علي الغانم وأولاده للسيارات بقيمة استثمارات بلغت 27.81 مليون دولار، ثم بلغت استثمارات الصندوق في شركة زين نحو 22.39 مليون دولار، ثم الاستثمارات في مجموعة بيوت الاستثمارية القابضة بقيمة 1.64 مليون دولار. وتاريخيا، بلغت استثمارات صندوق النرويج السيادي في الأسهم الكويتية قبل نحو 10 سنوات عندما بدأت تحديدا في عام 2013 عند مستوى 30 مليون دولار، ثم في 2014 بلغ 91.6 مليون دولار، وفي عام 2015 بلغت الاستثمارات 95.9 مليون دولار، وفي عام 2016 بلغت 111.1 مليون دولار، وفي عام 2017 بلغت 130.2 مليون دولار، وفي عام 2018 بلغت 152.9 مليون دولار، وفي عام 2019 بلغت نحو 492.3 مليون دولار، وفي عام 2020 بلغت 492.3 مليون دولار، ثم في 2021 قفزت إلى 476.88 مليون دولار، واستمرت في تحقيق القفزات خلال 2022 لتسجل 809.37 ملايين دولار، ثم بلغت مستوى 688.78 مليون دولار في 2023، ولترتفع إلى مستوى 729.97 مليون دولار بنهاية عام 2024.
وتظهر الاستثمارات النرويجية في الكويت ثقة كبيرة بالأسهم الكويتية، بعد ترقية السوق لمصاف الأسواق الناشئة بالانضمام الفعلي لمؤشر ستاندرد آند بورز داو جونز، والترقية الرسمية لمؤشر MSCI، والتحسينات المستمرة التي تنفذها منظومة السوق المتمثلة في هيئة أسواق المال وبورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة، ما يعزز مكانة الدولة كمركز مالي إقليمي. كما أن الثقة الأجنبية في أسواق المال الكويتية والكيانات التشغيلية المتداولة فيها سجلت ارتفاعا في ظل خطط التطوير التي يتم تفعيلها على أرض الواقع، والتي تمثل ضمانات لاستثمار مستقر وآمن، كما أن السوق الكويتي بات مثالا يحتذى للأسواق الأخرى. ويتوقع أن ترتفع قيمة استثمارات الصندوق النرويجي في الأسهم الكويتية خلال 2025 بالتزامن مع الارتفاعات القياسية والمكاسب التي سجلتها البورصة منذ بداية العام، والتي بلغت مستوى 2.5 مليار دينار.
ويعتبر صندوق الثروة السيادية النرويجي أو ما يعرف رسميا بالصندوق الحكومي لمعاشات التقاعد – العالمي من أنجح الصناديق السيادية في العالم من حيث القوة وتنويع محفظة الاستثمارات والعائدات.
وأسس هذا الصندوق في التسعينيات لاستثمار فائض إيرادات قطاع النفط والغاز في البلاد، وحتى الآن استثمر الأموال في أكثر من 8500 شركة في 70 دولة حول العالم.
