اقتصاد دولي

حتى البطاريق لم تنجُ من تعريفات ترامب .. فلماذا استثنى روسيا وكوريا الشمالية؟

أثارت الولايات المتحدة موجة عالمية من الذعر في الأسواق وأشاعت القلق بين السياسيين، بسبب التعريفات الجمركية التبادلية التي فرضتها، مع ذلك، فإن القائمة الطويلة للدول المستهدفة خلت من بعض الأسماء المحورية في علاقات واشنطن الخارجية، مثل روسيا وكوريا الشمالية وحتى كندا والمكسيك.
يوم تاريخي
– خلال خطابه في حديقة الورود بالبيت الأبيض، الأربعاء، قال الرئيس «دونالد ترامب» إن يوم الثاني من أبريل لعام 2025، سُيذكر للأبد باعتباره يوم الاستقلال الاقتصادي لبلاده، بفضل الإجراءات التي ستعيد الوظائف إلى الولايات المتحدة خاصة في قطاع التصنيع.
ترامب يشعل العالم
– أعلن «ترامب» فرض رسوم جمركية متفاوتة على 185 دولة وإقليمًا حول العالم، مستهدفًا بذلك حتى أقرب الحلفاء السياسيين وأكبر الشركاء التجاريين، ليرفع معدل التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات إلى 22% من 2.5%، وهو أعلى مستوى منذ 1910 على الأقل، بحسب «فيتش».
ترامب يستهدف البطاريق
– ضمت قائمة التعريفات الجمركية الأمريكية جزر هيرد وماكدونالد، وهي إقليم تابع لأستراليا، ومن أكثر الأماكن عزلة في العالم، ويسكنها البطاريق والفقمات فقط، كما استهدف «ترامب» جزيرة جان ماين التابعة للنرويج في المحيط المتجمد الشمالي، والتي لا يتجاوز عدد سكانها 18 شخصًا.
استثناء غريب
– بينما لم يسلم الشجر ولا الحجر من تعريفات «ترامب»، فمع ذلك، لم تضم القائمة بعض الخصوم التقليديين للولايات المتحدة مثل روسيا وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى بيلاروسيا وكوبا.
لماذا الاستثناء؟
– قال البيت الأبيض إن هذه الدول تواجه تعريفات مرتفعة بالفعل، وإن العقوبات تمنع أي تجارة ذات مغزى بينها وبين الولايات المتحدة، وذكرت تقارير أن العقوبات على موسكو دفعت حجم التجارة بين روسيا وأمريكا إلى «الصفر» بالفعل.
ليس كل من عُوقب نجا
– في الوقت نفسه فرض «ترامب» تعريفات جمركية بنسبة 10% على إيران و40% على سوريا، رغم أنهما تواجهان عقوبات وحظرًا مشددًا منذ سنوات.
ماذا عن كندا والمكسيك؟
– شكلت كندا والمكسيك هدفين رئيسيين في الحرب التجارية للرئيس الأمريكي منذ توليه منصبه، ومع ذلك، لم يرد اسماهما في القائمة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى استهدافهما من قبل «ترامب» بخطة منفصلة وخضوعهما لاتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية.
ليس تخفيفًا
– فرض «ترامب» بالفعل تعريفات جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، لكنه أصدر لاحقًا استثناءً للسلع المتوافقة مع اتفاقية التجارة، وقال البيت الأبيض إنه في حال إنهاء القضايا موضع الخلاف مع البلدين، ستخضع السلع غير المتوافقة مع الاتفاقية لتعريفة جمركية متبادلة بنسبة 12%.
هل تواجه الحكومة الأمريكية خطر التخلف عن سداد التزاماتها الداخلية؟
تعاني الخزانة الأمريكية تسارع وتيرة استنزاف مواردها المالية مع استنفاد إدارة «ترامب» سبل إصدار مزيد من الديون في ظل قواعد تحديد سقف للاستدانة، وجهودها لتمديد الإعفاءات الضريبية التي أقرها خلال ولايته الأولى، ما ينذر بخطر تخلف الحكومة عن سداد التزاماتها الداخلية.
متى تنفد تمويلات الموازنة الأمريكية؟
تشير التقديرات إلى أن وزارة الخزانة قد تستنفد كافة الحلول الطارئة لإدارة السيولة بحلول مايو القادم، وقد تُجبر الحكومة على التخلف عن سداد التزاماتها المحلية بحلول فترة ما بين منتصف يوليو ومطلع أكتوبر وفق تقديرات مركز السياسات الحزبية.
سياسات ترامب الضريبية
يستهدف «ترامب» وأعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس تمديد إعفاءات ضريبة للأفراد بقيمة تتجاوز 4 تريليونات دولار أُقرت عام 2017، وإقرار إعفاءات إضافية مثل إلغاء الضريبة على الإكراميات والعمل الإضافي، وهذا قد يرفع إجمالي رصيد الإعفاءات إلى 11 تريليون دولار على مدار 10 سنوات.
كبح الديون
يتزامن خطر تعثر وزارة الخزانة، وخطط «ترامب» الضريبية مع جهود الإدارة لرفع سقف الاستدانة الذي يحد من قدرة الحكومة على الاقتراض، لكن الحزب الجمهوري يتمتع بأغلبية بسيطة في مجلس النواب، وتتنوع توجهات كتلته التصويتية في مجلس الشيوخ، لكن أغلبهم يركز على خفض الضرائب أكثر من ترشيد الإنفاق.
خطط ترامب
تسعى إدارة «ترامب» لخفض الإنفاق على برامج حكومية مثل الرعاية الصحية «ميديكيد» كإحدى وسائل تمويل الإعفاءات الضريبية التي تعهد بها، لكن هذا الإجراء يغفل النقاشات الدائرة حول ما إذا كان بإمكان وزارة الخزانة إعطاء الأولوية لسداد مدفوعات الفوائد لحاملي السندات، وتأجيل سداد الالتزامات الفيدرالية الأخرى.
التخفيضات الضريبية
يرى «بريان جاردنر» محلل السياسات في «ستيفل»، أنه يجب على الجمهوريين إقرار مشروع قانون الضرائب قبل رفع سقف الدين، وإلا سيصبح من الضروري التعامل مع الأمر بصورة منفصلة تتطلب تأييداً من أعضاء الحزب الديمقراطي.
لماذا؟
يعتزم الحزب الجمهوري الاعتماد على آلية تدعى «تسوية الموازنة» للتعامل مع قضية الإعفاءات الضريبية، لأنه سوف يستطيع من خلالها تمرير مشروع القانون بأغلبية 50 صوتاً فقط، ويمكنه استخدامها في الوقت ذاته لرفع سقف الاستدانة، وبالتالي إزالة مخاطر نفاذ تمويل الموازنة.
التداعيات المتوقعة
ظلت أسواق الأسهم الأمريكية هادئة نسبياً في آخر مرة اقتربت الحكومة من التخلف عن سداد ديونها، لكن أسواق السندات شهدت اضطراباً نتيجة إقبال المستثمرين على الديون قصيرة الأجل، لكن تكلفة التأمين ضد مخاطر التعرض للديون ارتفعت لأعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية.
الخلاصة
تواجه الحكومة الأمريكية خطر التخلف عن سداد التزاماتها الداخلية بسبب استنفاذ موارد الخزانة، والقيود على الاستدانة، وخطط تمديد الإعفاءات الضريبية، وقد تستنفد حلول التمويل الطارئ في غضون أشهر قليلة، ما يهدد الأسواق المالية ويثير جدلاً حول أولويات الإنفاق والضرائب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى