“ريكس” : العقارات الاستثمارية في لندن لم تعد مجدية للإيجار

قال كبير الاقتصاديين في المعهد الملكي للمساحين القانونيين- «ريكس»، سيمون روبنسون، إن المعهد أجرى مسحاً لتحليل أداء الأسواق خلال فبراير، أظهر أن مستوى اهتمام المشترين تباطأ بشكل طفيف لأنه من الصعب إبرام أو إكمال صفقة عقارية خلال الأسابيع القليلة المتبقية.
وأضاف سيمون روبنسون، في مقابلة مع «العربية Business»، أن ذلك يأتي قبل نهاية التحفيز الضريبي آخر مارس، فيما شهدنا قبل نهاية فبراير الماضي تحسنا في اهتمام المشترين، في ظل التحفيزات الضريبية والآن هذا تبدد جزئيا حيث لا تتمتع السوق بأي محفزات.
وتوقع استمرار ضعف اهتمام المشترين مع تراجع متوقع لمؤشر «ريكس» إلى قراءة سالبة على مدار الأشهر القادمة لأن الآثار المنشطة للتحفيزات الضريبية تبددت في السوق ولذلك من المتوقع استقرار السوق بدون نمو في الفترة القادمة.
وتابع: «لا داعي للتسرع أو الفزع، ولكن بلا شك هناك نوع من التصحيح البسيط».
وأوضح سيمون روبنسون، أن فترة الربيع عادة ما تشهد تحسنا في النشاط وهي موسم مهم للسوق العقارية لأن المشترين عادة ما يقبلون على شراء المساكن في تلك الفترة أكثر من فترة الشتاء ويجب مراقبة مدى أثر التغيرات الموسمية في ظل غياب المحفزات الضريبية والعامل الأهم سيكون الوضع الاقتصادي.
وقال كبير الاقتصاديين في المعهد الملكي للمساحين القانونيين- «ريكس»، إن هناك أمرا مهما يوجد حالياً وهو عودة بعض المعروض للسوق، وذلك بعيداً عن مشروعات البناء الجديدة للمساكن رغم أنها أولوية بالنسبة للحكومة.
وأوضح سيمون روبنسون، أن ما حدث أنه لسنوات طويلة كان المعروض من المساكن ينكمش وعدد العقارات المتاحة للبيع يتراجع، بينما انعكس هذا التوجه حالياً، وهو ما يعود جزئيا إلى إقبال بعض أصحاب العقارات ممن اشتروا تلك الشقق والبيوت كاستثمارات للإيجار، على الخروج من السوق وبيع تلك العقارات المؤجرة والبعض أيضا يحاول تقليل محفظته الاستثمارية العقارية بسبب التغيرات الضريبية والرقابية التي فُرضت على أصحاب العقارات.
وأضاف أنه بالتالي لوحظ زيادة المعروض في السوق وهذا عامل إيجابي كونه يدعم نشاط السوق ويحسّن من الخيارات المتاحة للمشترين. «وعندما يتحسن المعروض ويتراجع الطلب تتأثر الأسعار وشهدنا ارتفاعا في الطلب مطلع السنة الحالية ونهاية السنة الماضية وهو ما بدأ يتبدد الآن وبالتالي عادت الأسعار للتراجع مجددا وفقدت الزخم». ولفت إلى أن هذا التوجه سوف يستمر خلال الشهور القادمة ولن تتراجع الأسعار بقوة لأن هذا عادة يحصل عندما يرتفع معدل البطالة وترتفع نسب الفائدة بشكل حاد، ولكن سنرى تحركات أفقية للأسعار بعد الارتفاع البسيط السنة الماضية.
عقارات لندن
وبشأن سوق العقارات في لندن، قال سيمون روبنسون، إن الوضع في سوق لندن دائما ما يكون استثنائيا مقارنة بباقي مناطق البلاد، حيث شهدت لندن ارتفاعات حادة للأسعار خلال العقد الماضي ما جعل المساكن خارج متناول العديد من الناس.
وأيضاً خارج لندن ارتفعت تكلفة المعيشة في كل مكان مما صعّب عملية امتلاك مسكن.
وأوضح كبير الاقتصاديين في المعهد الملكي للمساحين القانونيين- «ريكس»، أن لندن شهدت بشكل خاص وخلال فترة كوفيد صدمات في القطاع العقاري، وتأثرت لندن بشكل كبير وسلبي لأن سوق لندن كانت غالية جدا للكثيرين وأيضا كان هناك توجه بالانتقال إلى المناطق الريفية بحثا عن مساحات أكبر خلال الجائحة ومنذ ذلك الحين تعاني سوق لندن قليلا.
وأشار إلى أنه رغم ارتفاع أعداد المهاجرين فإن هذا لم يدعم الطلب بشكل كبير في لندن كما كان يحدث في السابق، حيث كانت الهجرة تدعم الأسعار فيها.
وقال إن لندن تشهد حالياً خروج بعض أصحاب العقارات من السوق لأن العقارات الاستثمارية للإيجار ليست مجدية كما كانت سابقا بسبب التغيرات الضريبية والمعادلة أصبحت أصعب في لندن مقارنة بمناطق أخرى وهذا أمر ليس بالجديد، ولكنه أدى إلى زيادة المعروض قليلا.
وأوضح سيمون روبنسون، أنه بشكل عام هناك دائما قلة في المعروض في لندن وهذه مشكلة هيكلية، لذلك يجب أن نوضح أن هناك أساسيات في السوق على رأسها قلة المعروض، ولكن هناك أيضا عوامل دورية تؤدي إلى بعض الزيادات في العقارات المتوفرة في فترة معينة.