أخبار عاجلةاقتصاد دولي

الصين تشعل خلافاً على ضفتي الأطلسي.. هل تقحم أوروبا في الحرب التجارية؟

صعّدت الولايات المتحدة من لهجتها الشديدة ضد الصين، وتريد من أوروبا أن تحذو حذوها، إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يبدو أنه يستطيع الاستجابة للمطلب الأميركي، ولا التشدد تجاه الصين بنفس القدر الذي تنتهجه واشنطن.
وتصاعدت التعليقات والإجراءات في الأشهر الأخيرة من جانب الولايات المتحدة تجاه الصين، فيما جاءت أحدث التصريحات الأميركية على لسان وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو التي قالت يوم الأربعاء الماضي، إن بكين أصبحت تشكل تهديداً متزايداً للشركات الأميركية. قال تقرير نشرته شبكة «سي إن بي سي» الأميركية، إن المسؤولين الأميركيين طلبوا من نظرائهم الأوروبيين التفكير في استخدام قيود مراقبة الصادرات على الصين.
وفرضت الولايات المتحدة في أكتوبر قيوداً على وصول الصين إلى بعض التقنيات التي طورتها الولايات المتحدة. لكن بينما وصف الاتحاد الأوروبي الصين بأنها «منافس استراتيجي» في مناسبات مختلفة، فإنه يتبع نهجاً مختلفاً عن الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة الجغرافيا السياسية في Amundi Asset Management، آنا روزنبرغ، إن «الاتحاد الأوروبي يحاول وضع استراتيجيته الخاصة بالصين والتي تختلف عن الولايات المتحدة. هذه الاستراتيجية تدور حول إزالة المخاطر عن العلاقة بدلاً من فك الاقتران».
ويشير مفهوم «فك الاقتران» إلى فصل الروابط الاقتصادية بين القوتين العظميين، لكن بالنسبة للاتحاد الأوروبي هذا ليس في مصلحته، بحسب ما نقلت شبكة «سي إن بي سي» عن روزنبرغ. وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي أن الصين كانت ثالث أكبر مشتر للسلع الأوروبية ومن أهم أسواق منتجات الاتحاد الأوروبي المستوردة في العام 2021. وأصبحت أهمية الصين كسوق لأوروبا أكبر في وقت يعاني اقتصادها من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبينما تحاول الولايات المتحدة إبعاد الاتحاد الأوروبي عن الصين، فإن التكتل حريص على الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الصين. وتزايدت هذه الرغبة بفعل التداعيات الاقتصادية للحرب التي ستؤثر بشكل أكثر حدة على الاقتصادات الأوروبية العام المقبل، بحسب ما يؤكده تقرير «سي إن بي سي».
قال هوسوك لي ماكياما، مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي، إن «هناك الكثير من الطلب المعلق» في الصين بسبب سياستها الصارمة بشأن فيروس كورونا، و»أوروبا ليس لديها العديد من الأسواق لكي تتعامل معها». وأضاف أن رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، زار الصين قبل أيام في محاولة على الأرجح للتفاوض ليكون «الأول في قائمة الانتظار» عندما تخفف بكين إجراءاتها بشأن كورونا. كما سافر المستشار الألماني أولاف شولتز إلى الصين في أوائل نوفمبر الماضي.
وقالت روزنبرغ: «نرى العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين تتحسن فعلياً على المدى القصير، ورحلة ميشيل بعد زيارة شولز للصين، دليل على ذلك».
يأتي هذا في وقت تشهد العلاقة توتراً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث قال لي ماكياما: «العلاقة عبر الأطلسي في أسوأ حالاتها منذ 20 عاماً».
واشتكى المسؤولون الأوروبيون من الدعم الحكومي الذي تقدمه الإدارة الأميركية لتبني السيارات الكهربائية. وقال الاتحاد الأوروبي إن هذا يتحدى قواعد التجارة الدولية ويشكل تهديداً للشركات الأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى