اقتصاد دولي

مخاوف شركات الأغذية تتصاعد من “عصر الأوزيمبيك”!

تسود حالة من القلق في شركات قطاع الأغذية من انتشار جيل جديد من أدوية خسارة الوزن والتي أدت إلى تراجع الطلب على المأكولات والمشروبات.

مؤخرا بات مصطلح “عصر الأوزيمبيك”أو “the Ozempic Era” يطلق حاليا على الفترة التي تشهد انتعاشاً ضخماً في مبيعات أدوية خسارة الوزن، والمخصصة بالأصل لمرضى السكري.

وزادت شعبية هذه الأدوية في الآونة الأخيرة بعد أن استخدمها بعض المؤثرين وروجوا لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أميركا مثلاً كتب متخصصون بالرعاية الصحية أكثر من 9 ملايين وصفة طبية لأدوية مرضى السكري والسمنة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، مثل Ozempic وWegovy وأدوية أخرى.

وشكلت Ozempic أكثر من 65% من إجمالي الوصفات الطبية وفق “Trilliant Health”، وقفزت مبيعات عقار مونجارو من “إيلي ليلي – Eli Lilly” أكثر من 70% في الربع الثاني من العام على أساس فصلي لتبلغ 980 مليون دولار بزيادة 240 مليون دولار عن التوقعات.

وتبلغ تكلفة عبوة حقن كل من Ozempic، و Wegovy، وMounjaro، نحو 1000 دولار أو أكثر شهريًا.

وتحاول شركة فايزر وغيرها من مصنعي الأدوية الدخول إلى هذه السوق ولكن كون شركة “نوفو نورديسك” و”إيلي ليلي” تحتفظان بميزة المحرك الأقدم فمن المتوقع أن تحتفظ الشركتان بحصة 82% من سوق أدوية مكافحة السمنة على المدى الطويل.

ارتفعت أسهم شركة “نوفو نورديسك”بأكثر من 75% خلال 12 شهراً الماضية، ووصلت قيمتها السوقية إلى 325.5 مليار دولار، ويوصي كل من مورغان ستانلي وسيتي وHSBC بشراء السهم بينما يوصي سوسيتيه جنرال بالبيع وBNP يوصي بالاحتفاظ.

وارتفعت أسهم “إيلي ليلي” بأكثر من 57% خلال سنة ويوصي كل من مورغان ستانلي وسيتي وويلز فارغو بشراء السهم بينما يوصي سوسيتيه جنرال بالبيع وغولدمان ساكس يوصي بالاحتفاظ.

لكن ارتفاع الطلب على أدوية خسارة الوزن بات يقلق العاملين والمستثمرين في تجارة الأغذية والمشروبات لأنها تؤثر على شهية المستهلك وستؤدي إلى تراجع المبيعات.

ووفقا لتقديرات بنك مورغان ستانلي فإن عدد الأشخاص الذين يتناولون أدوية خسارة الوزن قد يصل إلى 24 مليونًا في أميركا فقط أي 7% من السكان بحلول عام 2035، وبما أن هذه الأدوية تؤثر على شهية المستهلك فإنها ستخفض الاستهلاك اليومي من السعرات الحرارية بنسبة تصل إلى 30%، ما يعني ذلك التخلص من كيس واحد من رقائق البطاطس المملحة، وزجاجة من الصودا كل يوم.

وكانت أسهم منتجي المواد الغذائية بما في ذلك كرافت هاينز، وبيبسيكو، ونستله قد انخفضت بعد أن حذر الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت بداية أكتوبر من تغيير طفيف في عادات شراء المواد الغذائية للأشخاص الذين يتناولون “أوزيمبيك” وأدوية أخرى تستخدم لإنقاص الوزن.

واستجابت شركات لهذه الظاهرة،و تخطط “نستله” لإطلاق منتجات خاصة لمتناولي أدوية إنقاص الوزن وسط مخاوف من تراجع الطلب على الوجبات الخفيفة، وعلى إثر ذلك ارتفع سهم الشركة 15% مباشرة.

أما شركة “كوكاكولا” فتأثرت بالمخاوف من أدوية إنقاص الوزن،لكن أسهمها سجلت قفزة كبيرة بعد استبعاد الشركة تأثرها بأدوية انقاص الوزن مع التعويل على تاريخها بإنتاج مشروبات منخفضة السعرات وارتفع إجمالي المبيعات 2%في الربع الثالث.

وقالت شركة “جيفريز فايننشال” إن شركة “يونايتد إيرلاينز – United Airlines” ستوفر 80 مليون دولار سنويا إذا انخفض متوسط وزن الراكب بنحو 5 كلغم،وهذا من شأنه أن يوفر نحو 28 مليون غالون من الوقود سنوياً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى