أخبار عاجلةمنوعات اقتصادية

بالمقارنة مع عام 2008 .. هل يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا في 2022؟

كان الركود الاقتصادي خلال عام 2008 بالطبع هو الأكبر في التاريخ الحديث، ولكن في هذا الصيف، التقى التباطؤ الاقتصادي بتعريف مشترك للركود عندما انكمش الاقتصاد الأمريكي على مدار ربعين سنويين متتاليين.
وبطبيعة الحال، يميل المستثمرون والاقتصاديون إلى مقارنة ما يحدث اليوم مع ذلك الوقت، وعندها تظهر العديد من الاختلافات في المحركات الاقتصادية الرئيسية بين العامين، ولكن ما هذه المحركات وما الذي تعنيه للمستثمرين؟
التضخم:- في عام 2008، كان معدل التضخم في الولايات المتحدة 3.84%، وخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة من 5.25% في سبتمبر 2007 إلى 2% في أبريل 2008 على أمل تجنب الركود.
– أما الآن، تأمل الأسواق أن يكون التضخم قد بلغ ذروته عند المستوى 9.1% في يونيو، والنتيجة كانت استنزاف القوة الشرائية للأمريكيين، ودفع تكاليف المعيشة للارتفاع.
– ولسوء الحظ، قد يكون العلاج أسوأ من المرض، حيث يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم، مما قد يؤدي إلى انكماش الاقتصاد الكلي.
التوظيف:- بلغ معدل البطالة 10% في عام 2009 ثم تراجع ببطء، وظل عند النسبة 8% في يناير 2013. – ولكن إحدى النقاط المضيئة اليوم هو معدل البطالة المنخفض، الذي تراجع من أعلى مستوياته خلال الوباء عام 2020 ليتأرجح بين 3%-4%. – ورغم أنه يمكن للأشخاص الذين يريدون وظيفة بشكل عام العثور عليها في سوق العمل الأمريكي المرن، إلا أنه لا يزال نقص العمالة يمثل تحديًا للعديد من الشركات، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة التضخم.
ثقة المستهلك:- وصلت ثقة المستهلك إلى مستويات منخفضة للغاية في فبراير 2009 عندما انخفض المؤشر إلى 27.5- نقطة، وهو أدنى مستوى على الإطلاق منذ بدء جمع بيانات المؤشر. – أما الآن، بينما تراجعت ثقة المستهلك منذ انتعاشها من أدنى مستويات الوباء، إلا أنها لا تزال أعلى مما كانت عليه في فترة 2008-2009. – كما أن حالات التخلف عن سداد الائتمان الاستهلاكي عند مستويات منخفضة، ولا تزال الميزانيات العمومية للأسر قوية، إذ يشكل الإنفاق الاستهلاكي ما يقرب من ثلثي الاقتصاد، وتعد الثقة عنصرًا مهمًا يمكن أن يساعد في دعم الإنفاق.
سوق الإسكان:- أدى التوافر الواسع للقروض والزيادات الكبيرة في أسعار المساكن إلى أزمة الرهن العقاري عام 2008. – وعندما انفجرت فقاعة الإسكان، كان 23% من مالكي المنازل في الولايات المتحدة غارقين في قروضهم العقارية.
– على الجانب الآخر، ارتفعت أسعار المساكن بسرعة في الوقت الراهن، لكن السبب وراء الارتفاع يتعلق بجانب العرض، حيث كانت أعداد المنازل التي بنيت في الولايات المتحدة خلال الفترة بين 2010 و2020 أقل من نظيرتها في العقد الذي أدى إلى انفجار فقاعة الإسكان. ما الآثار المترتبة على المستثمرين؟:- كما هو موضح في النقاط السابقة، يختلف التباطؤ الحالي بشكل كبير عن الركود العظيم، كذلك فإن جميع فترات الانكماش فريدة من نوعها من حيث يمكن أن يكون لها أسباب ومدد مختلفة. – ومع ذلك فإن أداء سوق الأوراق المالية لا يعكس الوضع الاقتصادي بالضرورة، إذ يمكن للأسواق أن تنهار دون ركود، والركود أيضًا لا يضمن سوق هابطة.
– والخبر السار هو أن العوائد التي يجنيها المستثمرون تميل إلى أن تكون قوية بعد الركود، حيث وجد تحليل أجرته شركة «بوتنام إنفستمنتس» أنه بعد عامين من الركود، تعود سوق الأسهم إلى مستويات تاريخية.
– وبالطبع لا أحد يستطيع أن يتوقع بالضبط كيف سيستمر الوضع الحالي، حيث تساهم العديد من العوامل في بداية أي انكماش اقتصادي والتعافي منه، ولكن يمكن تعلم الدروس من خلال مقارنة الحاضر بالماضي، واستخلاص حقائق بسيطة مطمئنة، مثل أن «فترات الركود لا تدوم إلى الأبد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى