مختارات اقتصادية

ما التهديدات التي يواجهها الأمن الغذائي العالمي؟

– نستعرض في هذا التقرير أسباب حالة انعدام الأمن الغذائي، وما الذي يتعين فعله لمواجهة هذا الأمر.

– تمخضت الجائحة، إلى جانب عدة عوامل أخرى مثل الصراعات وأنماط الطقس المرتبطة بأزمة المناخ، عن تعطّل تحقيق هدف القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030.

– يسلط تقرير جديد للأمم المتحدة الضوء على زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع في السنوات الأخيرة.

– على الرغم من أن أرقام الجوع العالمية قد استقرت بين عامي 2021 و2022، فإنه لا تزال هناك العديد من المناطق التي تواجه أزمات غذائية متفاقمة، مما يستلزم بالضرورة بذل جهود عالمية لمعالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي.

تراجع التقدم المُحرز: أسبابه والدعوات إلى العمل

– في العام الماضي، حُرم ما يقرب من 30 % من سكان العالم – أي ما يعادل 2.4 مليار شخص – من الحصول على الغذاء بشكل مستمر، وبعضهم كان على شفا المجاعة.

– الأمر الذي يُعرِّض هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة – (الهدف رقم 2) – المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030 للخطر.

– وبالتالي، هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتحديد القضايا الإقليمية وتسليط الضوء عليها، ومحاولة تخفيض مستويات الجوع العالمية إلى مستويات ما قبل الجائحة.

– ومن الجدير بالذكر أن مستويات الجوع في العالم عام 2019 ارتفعت من 7.9 % من السكان، أي 613 مليون شخص، إلى 9.2 % في عام 2022.

– ورغم إحراز آسيا وأمريكا اللاتينية تقدمًا في الحد من الجوع، شهدت غرب آسيا ومنطقة البحر الكاريبي وجميع المناطق المهمشة في أفريقيا تزايدًا مطردًا في نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع ونقص التغذية.

– لا تزال أفريقيا المنطقة الأكثر تضرراً، حيث يواجه واحد من كل خمسة أشخاص الجوع، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي.

– واستجابةً لنتائج التقرير، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بذل جهود عالمية مكثفة وفورية لمعالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي.

– مع التأكيد على الحاجة إلى تضافر الجهود لمواجهة الأزمات والصدمات، مثل النزاعات وأزمة المناخ.

حالة الأمن الغذائي في عام 2022

– يسلط تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم (SOFI) الضوء على تحديات الأمن الغذائي والتغذية في عام 2022.

– من بين 2.4 مليار شخص يواجهون نقصًا مستمرًا في الحصول على الغذاء، يواجه حوالي 900 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.

– علاوة على ذلك، تدهورت قدرة الأشخاص على الوصول إلى الوجبات الغذائية الصحية منذ الجائحة، حيث أصبح 3.1 مليار شخص غير قادرين على تحمل تكلفة نظام غذائي مغذٍ في عام 2021، بزيادة قدرها 134 مليون شخص مقارنة بعام 2019.

– يتجلى تأثير هذه الظروف بشكل خاص على الأطفال؛ حيث إن هناك 148 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، و45 مليون طفل يعانون من الهزال، و37 مليون طفل يعانون من زيادة الوزن في عام 2022.

– ورغم أن معدلات الرضاعة الطبيعية شهدت بعض التقدم، من خلال تعزيز تغذية المرأة، فإن هناك حاجة مُلحة إلى بذل مزيد من الجهود لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للقضاء على الجوع بحلول عام 2030.

التحضر: تغيير أنظمة الأغذية الزراعية

– كما يسلط التقرير الضوء أيضًا على التوازن المعقد لزيادة التحضر في أنظمة الأغذية الزراعية. حيث تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من سبعة من كل عشرة أشخاص سيعيشون في المدن بحلول عام 2050.

– لا يكفي توافر الفواكه والخضراوات لتلبية المتطلبات اليومية لنظام غذائي صحي في كل منطقة من مناطق العالم تقريبًا.

– بشكل عام، يصبح الوصول إلى الطعام المغذي بأسعار معقولة أكبر في المدن منه في المناطق الريفية، ولكن هناك “تفاوتات صارخة” بين سكان الحضر.

– مع تطور سلاسل القيمة الغذائية الزراعية، يجب على صانعي السياسات التأكد من أن مبادرات التغذية الغذائية والأمن الغذائي أكثر إنصافًا وألا تخلق عن غير قصد المزيد من المناطق المحرومة من وصول الأطعمة المغذية.

– حيث تُعرف هذه المناطق باسم مستنقعات الطعام، وهي مناطق بها وفرة مفرطة من الأطعمة الكثيفة الطاقة ذات القيمة الغذائية القليلة.

معالجة مشكلة الأمن الغذائي

– يُعد تقرير الأمم المتحدة بمثابة دعوة للاستيقاظ لمعالجة أزمة الجوع المتفاقمة، من خلال اتخاذ تدابير شاملة، موضحة أدناه، يمكننا العمل على تحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.

توصيات التغلب على مخاطر الأمن الغذائي

1 إحداث ثورة في أنظمة الأغذية الزراعية

– يعتمد تحقيق التنمية الزراعية المستدامة 2 على طريقة ومكان زراعة الأغذية وتسليمها.

– يمكن أن يؤدي ضخّ الاستثمارات لصغار المزارعين، والتكيف مع أزمة المناخ، وتيسير الوصول إلى التكنولوجيا والتمويل إلى تعزيز إنتاج الغذاء، وتوفير الغذاء المغذي لكل من المناطق الريفية والحضرية.

2 إعطاء الأولوية لتغذية الأطفال

– يسلط التقرير الضوء على أهمية إعطاء الأولوية لتغذية الأطفال من خلال ضمان الوصول إلى الوجبات الغذائية المغذية بأسعار معقولة وخدمات التغذية الأساسية.

– كما يشدد التقرير على الحاجة إلى حماية الأطفال والمراهقين من الأطعمة المعالجة التي تفتقر إلى المغذيات.

3 تعزيز سلاسل الإمداد الغذائي

– يجب أن تشمل الجهود المبذولة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي تعزيز سلاسل الإمداد الغذائي، لا سيما للأغذية المدعمة والعلاجية للأطفال.

– الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والمنظمات الدولية وأصحاب المصلحة المعنيين.

4- مواجهة تحديات التحضر

– يُعد بناء أنظمة غذائية زراعية مرنة تلبي احتياجات المجتمعات الحضرية والريفية أمرًا بالغ الأهمية.

– يحتاج واضعو السياسات إلى فهم آثار التحضر على الأمن الغذائي والتغذية.

– ويشمل ذلك معالجة أوجه عدم المساواة المكانية وضمان الوصول العادل إلى الموارد الغذائية.

– تسعى مبادرة النظم الغذائية للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى تعزيز الرؤى والسياسات التي تسرِّع عملية تحول النظام الغذائي العالمي بطريقة تلبي احتياجات الكوكب وسكانه.

– في السنوات الخمس عشرة الماضية، جمعت المبادرة أكثر من 1000 منظمة لتشكيل شراكات تعزز المعرفة والبصيرة والسياسة المستقبلية.

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى