أخبار عاجلة

كوب 27.. يدفع لمكافحة الاحترار المناخي بعد عام من «كوارث قاسية»

انطلق، الأحد، مؤتمر الأطراف الـ27 للأمم المتحدة حول المناخ (كوب27) في منتجع شرم الشيخ السياحي بمصر، في محاولة لإعطاء دفع جديد، لمكافحة الاحترار المناخي وتداعياته التي تتوالى في عالم منقسم وقلق من أزمات أخرى متنوعة.
وتلتقي نحو 200 دولة في المؤتمر، بعد عام قاسٍ، شهد كوارث مرتبطة بتقلبات الطقس جعلت الحاجة ماسة إلى إجراءات ملموسة.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الوك شارما رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ في نسخته الـ26: «أتفهم ما واجهه الزعماء في جميع أنحاء العالم هذا العام من أولويات مختلفة، يجب أن نكون واضحين، إن التقاعس عن العمل يمكنه فقط إرجاء كارثة المناخ».
وأضاف: «كم يحتاج العالم وقادة العالم من نداءات للاستيقاظ بالفعل».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد، الأسبوع الماضي، على أن النضال من أجل المناخ «بات مسألة حياة أو موت لأمننا اليوم ولبقائنا غداً» مع فيضانات غير مسبوقة في باكستان، وموجات قيظ متكررة في أوروبا وأعاصير وحرائق غابات وجفاف.
الوفاء بالوعد – وأكد أن مؤتمر «كوب 27»، يجب أن يقوم بإرساء أسس تحرك مناخي أسرع وأكثر جرأة راهناً وخلال العقد الحالي الذي سيحدد خلاله ما إذا كان النضال من أجل المناخ سيكون رابحاً أو خاسراً. ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك دعوة زعماء العالم المجتمعين في قمة «كوب 27» إلى «عدم التراجع عن وعد» حصر الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
وقال سوناك في بيان نشره مكتبه السبت قبيل توجهه إلى مصر للمشاركة في كوب 27: «عندما اجتمع العالم في غلاسكو العام الماضي، اتفقت الدول على خريطة طريق تاريخية لمعالجة الاحترار المناخي الكارثي، من المهم أكثر من أي وقت مضى الوفاء بهذا الوعد».
وأضاف أن «مكافحة تغير المناخ ليست مجرد أمر صحيح أخلاقياً؛ بل هو أمر أساسي لازدهارنا وأمننا في المستقبل»، متحدثاً عن عواقب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا على إمدادات الطاقة والحاجة إلى «إنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري».
وينبغي خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 % بحلول عام 2030 في محاولة لحصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية، مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، وهو أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحاً. ارتفاع الحرارة – إلا أن التعهدات الحالية للدول الموقعة على الاتفاق في حال احترامها، ستؤدي إلى ارتفاع يراوح بين 5 و10% ما يضع العالم على مسار يفضي إلى ارتفاع الحرارة 2.4 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي. وهذا الأمر بعيد جداً عن الهدف الرئيسي لاتفاق باريس، مقارنة بالحقبة التي بدأ فيها الإنسان يستخدم على نطاق واسع مصادر الطاقة الأحفورية من فحم ونفط وغاز، المسؤولة عن الاحترار. ومع السياسات المعتمدة راهناً يتجه العالم إلى زيادة قدرها 2.8 درجة مئوية في الحرارة وهو مستوى كارثي. وأسف غوتيريش لأن المناخ تراجع إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات بسبب جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا والأزمات الاقتصادية وأزمات الطاقة والغذاء.
وقال ألدن ميير من مركز الأبحاث «إي3جي» والمتابع لمفاوضات المناخ منذ فترة طويلة «سبق أن عرفنا مراحل مشحونة جداً في السابق» مثل انسحاب الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب من اتفاق باريس للمناخ مضيفاً «لكن لم يسبق لي أن رأيت شيئاً من هذا القبيل» واصفاً ما يحصل بأنه «العاصفة المثلى».
في ظل هذه الأجواء وعلى الرغم من التعهدات التي قطعت في «كوب 26» في غلاسكو، فإن نحو 20 دولة رفعت أهدافها فيما تقول الأمم المتحدة إن «لا مسار موثوق» لتحقيق الهدف؛ المتمثل بحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية.
بعد افتتاح مؤتمر «كوب27» في مصر الأحد، يلتقي أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات يومي الاثنين والثلاثاء في قمة من شأنها إعطاء دفع لهذه المفاوضات التي تستمر أسبوعين.
ويغيب عن القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مؤتمر شرم الشيخ في محطة سريعة في 11 نوفمبر. ودول مجموعة العشرين مسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية إلا أن أغنى دول العالم متهمة بعدم تحمل مسؤولياتها على صعيد الأهداف والمساعدات إلى الدول النامية كذلك.
وسيكون استياء أفقر دول العالم غير المسؤولة عن الاحترار، لكنها أكثرها عرضة لتداعياته، في صلب مؤتمر كوب27.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى