اقتصاد دولي

تصريحات بايدن في مسألة النفط تثير جدلا حول إنتاج الطاقة

أثار الرئيس جو #بايدن عاصفة نارية في دوائر #الطاقة حين قال في خطاب الثلاثاء عن #حالة_الاتحاد إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى النفط «لعقد آخر في الأقل».
وضحك الجمهوريون في قاعة مجلس النواب ساخرين من ملاحظة بايدن المرتجلة، التي لم ترد في خطابه المكتوب. واتهم المشرعون الجمهوريون الرئيس الديمقراطي برفض قبول الواقع و»العيش في هلوسة خضراء»، على حد تعبير عضو مجلس الشيوخ عن مونتانا ستيف داينز. وقال عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، الجمهوري من ساوث كارولينا، في تغريدة: «ألمح الرئيس بايدن الليلة إلى أن أميركا لن تنتج النفط بعد العقد المقبل. إذا كنت تعتقد بذلك، فقد فاتك الكثير وتعيش في عالم الأحلام. ساعد الله أميركا».
لكن ناشطين ديمقراطيين وبعض الديمقراطيين أيدوا بايدن، قائلين إن الولايات المتحدة بحاجة إلى خطة لوقف الاعتماد على النفط وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى – وكلما كان ذلك أسرع، كان أفضل. قال كولين ريس، أحد كبار النشطاء في مجموعة «أويل تشاينج إنترناشيونال» البيئية: «أعتقد بأن الرئيس على حق. لا يمكننا الاستمرار في التظاهر بأننا نخفض انبعاثات (غازات الدفيئة) من دون معالجة إنتاج النفط، وهذا يعني التخلص التدرجي من الوقود الأحفوري».
وأضاف عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ماساتشوستس، إد ماركي: «إذا أردنا إنقاذ مستقبلنا، نحن بحاجة إلى التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري القذر والمكلف والقاتل، ونحتاج إلى الإسراع – وليس الإبطاء في ذلك».
يذكر أن بايدن أدلى بهذا التعليق أثناء ترويجه لقانون مفصلي يستهدف إبطاء تغير المناخ. ويجيز القانون الذي وقعه العام الماضي – بدعم من الديمقراطيين فقط – ضخ مئات المليارات من الدولارات لتعزيز الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومساعدة المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية والأجهزة الموفرة للطاقة. ويعد القانون جزءاً أساسياً من محاولة بايدن الطموحة خفض انبعاثات غازات الدفيئة، المسببة لارتفاع درجات حرارة الكوكب، إلى النصف بحلول عام 2030 وتحقيق انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050. ويستبعد معظم الخبراء أن يتحقق هدف الصفر الصافي بالكامل حتى في ظل أكثر السيناريوهات تفاؤلاً.
وقال محلل الطاقة كيفن بوك إن التخلص التدرجي من النفط في غضون عقد يكاد يكون مستحيلاً.
وقال بوك مازحاً الأربعاء: «أعتقد أن البيت الأبيض قد يرغب في عقد ورشة عمل» قبل أن يتحدث بايدن، مضيفاً ألا محلل جاداً يعتقد بإمكانية التخلص التدرجي تماماً من النفط في غضون سنوات.
وأضاف: «نحن نعتمد على النفط والغاز في 85 إلى 90 في المئة من طاقة النقل». ومع أن المركبات الكهربائية تزداد شعبية، فهي لا تزال تمثل أقل من ستة في المئة من مبيعات السيارات في الولايات المتحدة.
حتى الحكومة الأميركية توافق على أن الحاجة إلى النفط والغاز من المرجح أن تستمر لعقود مقبلة. ذلك أن إدارة معلومات الطاقة، وهي ذراع إحصائية وبحثية تابعة لوزارة الطاقة، تتوقع أن يزداد استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ30 المقبلة مع تجاوز وتيرة النمو السكاني والاقتصادي معدل المكاسب من كفاءة الطاقة.
ومن المرجح أن يظل النفط والغاز الطبيعي أكبر مصادر الطاقة في البلاد حتى عام 2050، حسبما أكدت إدارة معلومات الطاقة في تقرير العام الماضي، حتى مع كون الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية هي الأسرع نمواً. ولفت البيت الأبيض إلى أن تعليقات بايدن تتماشى مع التصريحات التي أدلى بها هو ومسؤولون آخرون في الإدارة من قبل – ومفادها بأن الولايات المتحدة في خضم تحول على صعيد الطاقة وستظل بحاجة إلى النفط.
وقالت وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم عام 2022 في تصريح استشهد به البيت الأبيض: «لنكن واضحين جداً حول أن الوقود الأحفوري سيبقى في مزيج نظام الطاقة في العالم لسنوات مقبلة».
وللمفارقة، تزامنت ملاحظة بايدن مع محاولته طمأنة منتقديه إلى اعترافه بالحاجة إلى مواصلة إنتاج النفط. وقال بايدن: «لا نزال بحاجة إلى النفط والغاز لفترة من الوقت»، قبل أن يضيف الإطار الزمني البالغ 10 سنوات في ملاحظة لاحقة. وبعدما ضحك مشرعو الحزب الجمهوري، رد بايدن بسرعة: «وأبعد من ذلك. سنحتاج إليهما». وقال بوك إن رسالة بايدن إلى قطاع النفط – «واصلوا العمل، نحن بحاجة إليكم اليوم» – كانت الرسالة الصحيحة، «لكن وحداته كانت خاطئة. لقد حدد بـ10 سنوات متوسط العمر المتوقع لأصول عمرها 50 سنة».
وقال مايك سومرز، رئيس معهد البترول الأميركي، إن بايدن «كان بإمكانه استخدام خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه لتوحيد أميركا. بدلاً من ذلك، انتقد مرة أخرى الشركات الأميركية التي توظف ملايين الأميركيين، وتدفع الضرائب، وتوفر الطاقة للعالم. تستحق شركات إنتاج النفط والغاز الطبيعي ونقلهما وتكريرهما في الولايات المتحدة ما هو أفضل».
وقال بن جالوس، المدير التنفيذي لمنظمة «نادي سييرا» البيئية، إن توسيع إنتاج النفط والغاز وإطالة عمر البنية التحتية للوقود الأحفوري مثل المصافي «لن يؤديا إلا إلى تفاقم أزمة المناخ مع زيادة أرباح الشركات نفسها التي شجبها الرئيس بايدن بحق» في خطاب حالة الاتحاد.

وأضاف جالوس: «ما نحتاج إليه هو مضاعفة استثماراتنا للتحول في شكل عادل من وقود الماضي إلى الطاقة النظيفة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى