مختارات اقتصادية

أهم 7 تطورات في الأسواق العالمية خلال النصف الأول من 2023

شهد الاقتصاد العالمي الكثير من التطورات المثيرة للقلق خلال أول ستة أشهر من العام الجاري، لكن ذلك لم يمنع الأسواق المالية من تحقيق مكاسب قوية.

وخلال النصف الأول من 2023، تصاعدت المخاوف الجيوسياسية حول العالم، واستمر تشديد السياسة النقدية للسيطرة على التضخم، كما شهدنا اضطرابات في القطاع المصرفي وحالة من الجدل حول سقف الدين الأمريكي.

لكن التفاؤل حيال الوصول لذروة التضخم، وتصاعد الاهتمام بطفرة الذكاء الاصطناعي ساهما في الارتفاع الملحوظ لأسواق الأسهم العالمية.

وبرزت العديد من السمات الملحوظة في الأسواق العالمية خلال النصف الأول من العام الحالي.

انتعاش أسواق الأسهم

ارتفعت أسواق الأسهم العالمية بنسبة 12% في أول ستة أشهر من العام الجاري، لتضيف حوالي 6 تريليونات دولار لقيمتها السوقية في نفس الفترة.

وقادت “وول ستريت” مكاسب الأسهم العالمية، حيث صعد مؤشرا “ستاندرد آند بورز” و”داو جونز” بنحو 15.9% و3.8% على الترتيب.

وفي أوروبا، ارتفع مؤشر “ستوكس 600” بنحو 8.8% في النصف الأول من العام الجاري.

واستفادت أسواق الأسهم من نبرة التفاؤل حيال الوصول لذروة التضخم واحتمالية اقتراب نهاية دورة التشديد النقدي، بالإضافة إلى تجنب الاقتصادات الكبرى الوقوع في براثن الركود.

شركات التكنولوجيا تقود الصعود

حققت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية مكاسب قوية في النصف الأول من العام الجاري، بدعم طفرة الذكاء الاصطناعي وقوة الميزانيات العمومية لبعض الشركات الكبرى، ما يجعلها بمثابة ملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية.

وحقق مؤشر “ناسداك” الذي يغلب عليه أسهم التكنولوجيا ارتفاعًا بنحو 31.7% في النصف الأول من 2023، ليسجل أفضل أداء نصف سنوي منذ عام 1983.

وقاد سهم “آبل” موجة صعود أسهم التكنولوجيا في “وول ستريت”، بعد أن ارتفع  49% في أول ستة أشهر من العام، لتغلق القيمة السوقية للشركة أعلى 3 تريليونات دولار بنهاية آخر أيام تداول في يونيو، وذلك لأول مرة على الإطلاق.

كما ارتفع سهم “مايكروسوفت” بنحو 42% منذ بداية العام الجاري، وصعد “تسلا” بحوالي 112%.

طفرة الذكاء الاصطناعي

شكلت طفرة الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الموضوعات الرئيسية التي سيطرت على اهتمام المستثمرين حول العالم في النصف الأول من 2023.

ودخلت العديد من شركات التكنولوجيا العالمية سباقًا محمومًا لتثبيت أقدامها في القطاع، مع ظهور فائزين في المرحلة الأولى من الصراع.

وأضافت طفرة الذكاء الاصطناعي نحو 5 تريليونات دولار إلى قيمة شركات مؤشر “ناسداك 100″، وسط مكاسب قوية لكثير من الشركات.

وتصدرت شركة “إنفيديا Nvidia” قائمة المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي، حيث صعد سهم الشركة المصنعة للرقائق بنحو 189% في أول ستة أشهر من العام، لتتجاوز قيمتها السوقية حاجز التريليون دولار.

البيتكوين تعود

تفوقت عملة البيتكوين المشفرة على أداء فئات الأصول الأخرى خلال النصف الأول من 2023.

وصعدت العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية بنسبة 83% في أول ستة أشهر من العام، لتُنهي شهر يونيو عند مستوى 30.4 ألف دولار مقابل 16.6 ألف دولار في بداية العام.

وتلقت البيتكوين الدعم من اهتمام مؤسسي ملحوظ بسوق العملات المشفرة، بالإضافة إلى التفاؤل حيال قرب نهاية دورة التشديد النقدي من جانب البنوك المركزية الكبرى.

وتسعى “بلاك روك” لتدشين صندوق استثمار متداول للتعاملات الفورية للبيتكوين، كما أعلنت شركات “فيديليتي” و”تشارلز شواب” و”سيتادل سيكيوريتيز” خطة لإطلاق منصة مشتركة للأصول الرقمية.

لكن لا يزال التضييق الذي تقوم به السلطات التنظيمية الأمريكية ضد بعض المنصات مثل “بينانس” و”كوين باس” يشكل نقطة ضعف محتملة لسوق العملات المشفرة.

أزمة المصارف

تعرض القطاع المصرفي على جانبي المحيط الأطلسي لاضطرابات قوية في أول ستة أشهر من عام 2023، في إطار تداعيات ارتفاع معدلات الفائدة.

وانهارت 4 مصارف أمريكية منذ بداية العام الحالي بإجمالي أصول بلغت 500 مليار دولار.

وفي أوروبا، تعرض بنك “كريدي سويس” لذعر مصرفي، مع تدافع العملاء لسحب أموالهم وسط مخاوف بشأن الوضع المالي للبنك، قبل أن يتدخل “يو بي إس” لشراء المصرف تحت إشراف حكومي.

وتدخلت السلطات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا لضمان ودائع العملاء ومنع انتشار العدوى لمصارف أخرى.

أسهم اليابان تتفوق

شهد سوق الأسهم في اليابان مكاسب غير مسبوقة منذ عقد من الزمن، بدعم ضعف الين واستمرار التضخم الضعيف وانخفاض التقييمات.

وارتفع مؤشر “نيكي 225” بنحو 27.2% في النصف الأول من العام، مسجلًا أكبر مكاسبه منذ عام 2013.

كما صعد “توبكس” الأوسع نطاقًا بنحو 21% في نفس الفترة، وهو أفضل أداء في النصف الأول منذ 10 سنوات.

وكان كلا المؤشرين قد ارتفعا في منتصف يونيو لأعلى مستوى في 33 عامًا، قبل أن يقلصا المكاسب نسبياً.

وكان المستثمر الأمريكي الشهير “وارن بافيت” قد أعلن في وقت سابق من هذا العام ضخ استثمارات في 5 شركات تجارية يابانية، مبدياً تفاؤله بشأن  سوق الأسهم في الدولة الآسيوية.

استمرار الحرب ضد التضخم

أقرت البنوك المركزية حول العالم نحو 90 زيادة لمعدلات الفائدة منذ بداية العام الجاري، مقابل 17 عملية خفض في نفس الفترة.

ورغم تباطؤ التضخم في معظم الاقتصادات الكبرى، فإنه لا يزال يدور أعلى مستهدف البنوك المركزية.

ورفع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة ثلاث مرات منذ بداية 2023، قبل أن يتحول للتثبيت في يونيو، لكنه ألمح إلى احتمالية تنفيذ زيادتين إضافيتين هذا العام.

كما رفع المركزي الأوروبي معدلات الفائدة 4 مرات في النصف الأول من العام، وزاد بنك إنجلترا تكاليف الاقتراض بنفس العدد هذا العام.

المصادر: أرقام – جيه بي مورجان – بلومبرج – رويترز – نيويورك تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى