اقتصاد كويتي

الكويت تمضي قدماً في تنظيف التربة الملوثة

حقَّق برنامج الكويت لتأهيل البيئة KERP، أكبر مشروع لمعالجة البيئة في العالم، تقدماً كبيراً، ومن المتوقع أن يكتمل في الموعد المحدد، وفقاً لما ذكره مثنى المؤمن، رئيس فريق مشاريع معالجة البيئة في شركة نفط الكويت.

وأوضحت مجلة ميد أنه بعد أكثر من 30 عاماً من إنشاء لجنة التعويضات التابعة للأمم المتحدة، لضمان التعويضات للكويت في أعقاب الغزو العراقي عام 1990، أعلنت هيئة التعويضات في فبراير 2022 أنها عالجت مطالبتها النهائية، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 52.4 مليار دولار، علماً بأن برنامج الكويت لتأهيل البيئة يكلِّف حوالي 3.5 مليارات دولار من أموال التعويضات، لتنظيف الأضرار الناجمة عن الانسكابات النفطية المرتبطة بالحرب.

وقال المؤمن: «في إطار مشروع برنامج الكويت لتأهيل البيئة، فإن العقود تتقدم بشكل جيد، مع نسبة إنجاز تزيد على %54. وعلاوة على ذلك، تم تطهير ما يقرب من 55 كيلومتراً مربعاً من الذخائر غير المنفجرة، وتم تطهير أكثر من 25 كيلومتراً مربعاً من التلوث».

وأوضح المؤمن أن المشروع تجاوز في المجمل كميات المعالجة، التي بلغت أكثر من 8.5 ملايين طن من التربة الملوثة، إذ تجاوز إجمالي ما أنجزه المقاولون 1.44 مليون طن من معالجة التربة، ووصل أحدهم إلى مليوني طن.

وتستقبل ثلاثة مكبات نفايات الآن تربة ملوثة من عملية المعالجة، أو مواد غير قابلة للعلاج، تم فصلها قبل المعالجة، في وقت تم إنشاء اثنين من مكبات النفايات حديثاً في جنوب الكويت، بينما يعتبر الثالث امتداداً لمكب نفايات موجود بالفعل في شمال الكويت.

وأضاف المؤمن أن شركة نفط الكويت تنسق بشكل وثيق مع وزارة الدفاع، لضمان التعامل مع الذخائر غير المنفجرة بطريقة آمنة ومأمونة، حيث تمت الأعمال بسلاسة وكفاءة.

وبالإضافة إلى استخدام تقنيات المعالجة البيولوجية، بدأ المقاولون في استخدام أنظمة المعالجة الميكانيكية لمعالجة التربة ذات مستويات التلوث الأعلى. وبمجرد تشغيل هذه الأنظمة بكامل طاقتها، فمن المتوقع أن تعمل على تقليل الاعتماد على مكبات النفايات.

النظام البيئي التالف

وأشارت «ميد» إلى أن مساحة تقدر بنحو 114 كيلومتراً مربعاً من سطح الصحراء الكويتية، تعرضت للتلوث نتيجة حرق نحو 700 بئر نفطية، أُضرمت فيها النيران من قبل القوات، التي أجبرت على الانسحاب نتيجة لعملية عاصفة الصحراء، التي قادتها الولايات المتحدة في عام 1991.

واستمرت الحرائق لمدة عشرة أشهر تقريباً، وأظلمت سماء الخليج. وتسبب الكربون الأسود، الذي ارتفع إلى 22 ألف قدم، في أضرار بيئية واسعة النطاق، حيث تشكلت بحيرات وخنادق نفطية رطبة وجافة مليئة بالنفط الخام، نتيجة لتصريف النفط من رؤوس الآبار المتضررة.

وتشكل بعض هذه الألغام تحدياً أكثر تعقيداً لتنظيفها، لأنها تقع بالقرب من طبقات المياه الجوفية أو تحتوي على ذخائر غير منفجرة.

خبرة متنامية

وتم تقسيم المشروع إلى ثلاث مناطق رئيسية، وهي: معالجة نقل الحفريات شمال الكويت NKETR، معالجة نقل الحفريات جنوب الكويت SKETR، معالجة نقل الحفريات جنوب الكويت 2 SKETR-II.

وقال المؤمن: «فيما يتعلق بمشروع SKETR II، فإن جميع المقاولين يتقدمون بشكل جيد، ويركزون حالياً على الأعمال التمهيدية، مثل أعمال الذخائر غير المنفجرة، والتحقق من الأرض، والمسح الطبوغرافي، وتوصيف تربة الموقع، وتجارب المعالجة».

وأضاف: «نتوقع أن ننتقل إلى عملية المعالجة الكاملة قبل نهاية عام 2024، إذ قد نتلقى خلال الشهر المقبل كل البيانات المتعلقة بكمية وتركيز التلوث في مناطق برنامج الكويت، لتأهيل البيئة المخصصة للمقاولين، وقد بدأ بعض المقاولين في وضع أكوام من النفايات وإعداد التربة للعلاج».

ذخائر غير منفجرة

وقد قامت شركة نفط الكويت بتوظيف مقاولين متخصصين، لتنفيذ أعمال إزالة الذخائر غير المنفجرة، فضلاً عن موظفين متخصصين للإشراف على عمليات إزالة الذخائر غير المنفجرة، التي يقوم بها المقاولون. ولم ترد حتى الآن أية مشاكل كبيرة في ما يتعلق بأعمال إزالة الذخائر غير المنفجرة، بحسب المؤمن.

وقال المؤمن: «إن هذا يعود جزئياً إلى الإجراءات الراسخة، التي تتبعها شركة نفط الكويت، للتعامل مع هذه القضية، فضلاً عن الدعم الذي تقدمه وزارة الدفاع».

وتابع: «من الجدير بالذكر أنه منذ بدء تنفيذ برنامج الكويت للإصلاح الزراعي، كانت أعمال إزالة الذخائر غير المنفجرة جزءاً لا يتجزأ من عملياتنا. وعلاوة على ذلك، وبفضل الدروس المستفادة أثناء تنفيذ البرنامج، أصبحت عمليات إزالة الذخائر غير المنفجرة أكثر كفاءة، وتستغرق الآن وقتاً أقل لإكمالها».

ورغم أن الأمر استغرق عقوداً من الزمن، حتى بدأت الكويت في تنفيذ حزم برنامج الكويت لتأهيل البيئة الرئيسية، فإن المشروع يتحرك الآن بسرعة، ويعد بتحويل مساحات شاسعة من صحاري البلاد بشكل كامل، والتي كانت ملوثة للغاية منذ حرب الخليج.

تقديم عطاءات مشروع إعادة التشجير

كشفت «ميد» أنه تم تقديم عطاءات لمشروع إعادة التشجير الرئيسي في الكويت، علماً انه تم طرح العقد في الأصل في العام الماضي، كجزء من برنامج معالجة البيئة، الذي تبلغ تكلفته مليارات عدة من الدولارات، ومع ذلك، تمت إعادة طرحه في النهاية، بعد أن تجاوزت العطاءات الميزانية. وتمت إعادة طرح المشروع مع ثلاثة مجالات تركيز تسمى المنطقة 1 والمنطقة 2 والمنطقة 3.

وكان من المتوقع منح عقود إعادة التشجير الأربعة الأصلية، التي قدمتها شركة نفط الكويت لأربعة مقاولين منفصلين، وتشمل مجموعة واسعة من أنشطة العمل، حيث بلغ مجموع العطاءات المنخفضة للحزم الأربع للمشروع الأصلي 394.1 مليون دولار. وقد تم تقليص حجم النسخة الجديدة من المشروع في محاولة للحفاظ على الميزانية.

وتشمل أعمال التمكين المطلوبة: دراسات الصحة والسلامة والبيئة، والمسوحات الطبوغرافية، وإنشاء الطرق، وتركيب مكاتب مؤقتة للموقع، وتقييم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة، وإجراء مسوحات جيوفيزيائية للذخائر غير المنفجرة ثم إزالتها، وتركيب السياج، وتركيب بئر مراقبة المياه الجوفية، وتصميم وإنشاء وتشغيل وصيانة مشتل للبذور في الموقع، وتصميم وإنشاء مكاتب دائمة، وتصميم وإنشاء وتشغيل خط أنابيب المياه والخزان المرتبط به، وتصميم وإنشاء وتشغيل نظام معالجة المياه الدائم والملحقات، والبنية التحتية لآبار المياه والاتصال بها.

وتشمل أعمال إعادة التشجير المطلوبة: شراء النباتات وتسليمها، وإجراءات الزراعة والتخطيط، والري، والرعاية اللاحقة والصيانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى