اقتصاد دولي

هبوط ناعم في الأفق.. أم ركود مخيف؟!

بعد ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، تستعد البنوك المركزية – وأبرزها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي – لبدء خفض أسعار الفائدة، أو الاستمرار في خفضها، كما في حالة البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، من بين آخرين.

يلاحظ يون لي من CNBC Pro أن الشهر الجاري سيكون حافلاً بالأحداث. سيعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماعه السياسي يومي 17 و18 سبتمبر، حيث يتوقع مراقبو السوق أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. قبل ذلك، ستصدر بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أغسطس في 6 سبتمبر، ومؤشرات أسعار المستهلك والمنتج بعد بضعة أيام فقط.

وفيما واجه الاقتصاد بعض الاضطرابات في وقت سابق من الشهر الماضي، تبدو الأوضاع أكثر هدوءاً الآن، ما يزيد من احتمالات الهبوط الناعم، بحسب ما ذكرته “CNBC”، واطلعت عليه “العربية Business”.

لكن، لا يمكن إنكار أن تقرير الوظائف لشهر يوليو كان سيئاً. ونشر بعض الذعر. ورفعت غولدمان ساكس توقعاتها لدخول الولايات المتحدة في حالة ركود في الأشهر الاثني عشر المقبلة إلى 25% من 10%.

ومع الاستفادة من الإدراك المتأخر، يبدو أن هذا الذعر مبالغ فيه. جاء مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بالضبط كما كان متوقعاً، ما يعني أن التضخم يواصل هبوطه المنضبط. والأهم من ذلك، قال التقرير إن إنفاق المستهلكين ارتفع بنسبة 0.5%. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لم ينحرف عن التوقعات، إلا أنه يشير إلى أن الاقتصاد الأميركي – الذي يعتمد إلى حد كبير على المستهلك – قوي.

وينعكس ذلك في موسم الأرباح للربع الثاني. شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 معدل نمو في الأرباح بنسبة 13%، وفقاً لـ LSEG. وهذا يفوق التقديرات التي بلغت 10.6% وهو الأعلى منذ الربع الرابع من عام 2021.

وعلى خلفية هذه البيانات الإيجابية، قام غولدمان يوم الجمعة – الذي كان متشائماً بشأن الاقتصاد الأميركي – بمراجعة تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث للولايات المتحدة من 2.5% إلى 2.7%.

وعكست الأسواق هذا التحسن في التوقعات. ومع مكاسب يوم الجمعة، أنهت جميع المؤشرات الأميركية الرئيسية شهر أغسطس في المنطقة الخضراء. وخلال الشهر، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.3%، وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي 1.8%، وارتفع مؤشر ناسداك المركب 0.7%.

ويصبح هذا الأداء أكثر إثارة للإعجاب عندما نتذكر كيف انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 7.3% وناسداك 10.7% خلال عمليات البيع المكثفة في وقت سابق من الشهر.

ومع تأكيد بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بعد بضعة أسابيع، فإن “الاقتصاد الأميركي على استعداد للنمو عند أو أعلى من معدل 1.8% في الأمد البعيد”، وهو ما من شأنه أيضاً أن “يضع حداً أدنى للنمو والتوظيف”، كما كتب جوزيف بروسويلاس، كبير خبراء الاقتصاد في شركة RSM.

“تضخم أكثر هدوءاً، واقتصاد أكثر سخونة، وسوق عمل مستقرة”: قد تكون علامات على أن الاقتصاد أصبح مهيئاً للهبوط الناعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى