مختارات اقتصادية

هل يرتبط ثراء الدول بكسل الشعوب؟ وماذا عن دور التكنولوجيا؟

أصبح اتباع نمط حياة صحي في العصر الحديث أمراً يتسم بالصعوبة، وبات الكثير من البالغين لا يمارسون أنشطة بدنية ورياضية على نحو منتظم وكافٍ.

وتساءل العديد من المتخصصين حول أسباب هذه التطور السلبي، هل يتعلق الأمر بتحسن مستويات مداخيل الأسر؟، أم إن الاعتماد على التكنولوجيا هو السبب؟ وإذا كان الأمر يتعلق بالمداخيل، فهل أصبحت الشعوب الأكثر ثراءً أقل نشاطاً؟

أظهر تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية في يونيو 2024، أن أكثر من ثُلث البالغين على مستوى العالم، أو ما يقارب 1.8 مليار نسمة، لم يبذلوا النشاط البدني الموصى به في عام 2022.

وأوضحت المنظمة أن سكان العالم بصفة عامة أصبحوا أقل نشاطاً منذ مطلع الألفية الثالثة، إذ ارتفع معدل الخمول البدني بين البالغين إلى 31.3% في عام 2022، من 26.4% في 2010، ومقارنة بـ 23.4% عام 2000

وكانت الدول ذات الدخل المرتفع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ -كوريا واليابان وسنغافورة- هي الأعلى من حيث انتشار الخمول البدني -48% من السكان البالغين- حسبما ورد في التقرير.

لكن منطقة جنوب آسيا التي تضم أفغانستان، وبنغلاديش، وبوتان، والهند، ونيبال، وباكستان، وسريلانكا حلت في المرتبة الثانية كأعلى مناطق العالم من حيث الخمول البدني للبالغين، ما يعني أن مستوى ثراء المجتمع لا يعني بالضرورة انتشار الكسل بين أفراده.

وقالت “فيونا باول” رئيسة وحدة النشاط البدني بمنظمة الصحة العالمية، إنه لا يوجد سبب “أوحد” وراء كسل شعوب بعض مناطق العالم دون غيرها، إذ أظهر التقرير أن معدل ضعف النشاط البدني بين النساء على مستوى العالم كان 34% مقارنة بالرجال عند 29%، وأن هذه الفجوة أكثر وضوحاً في منطقة جنوب آسيا.

وذكرت أن عوامل مثل الدافع الشخصي، وتوافر الوقت، والعوامل الاجتماعية والبيئية من عادات، ودرجات الحرارة، والمناخ تتحكم في مستوى النشاط البدني للإنسان.

إذ تتحمل النساء عادة مهام متعددة، ويقع عليها النصيب الأكبر من أعباء رعاية الأسرة والمنزل، ما يعني أنه ليس لديهن متسع من الوقت لممارسة الأنشطة البدنية، خاصة إن كانت المرأة تعمل في وظيفة أيضاً.

وأشارت إلى أن بعض السكان، وخاصة النساء وكبار السن، قد يكونون مقيدين بالقيم الثقافية للمجتمع الذي يعيشون به، كما أن الأطفال والمراهقين في مختلف المجتمعات قد يتعرضون لضغوط من أجل التركيز على التعليم، ما يتيح لهم وقتًا أقل للمارسة الرياضة، وقد يصبح الأمر عادة تستمر معهم لما بعد مرحلة البلوغ.

وأردفت: إن تبني التكنولوجيا على نحو مكثف في العقود الأخيرة ربما ساهم في زيادة درجة الخمول لدى سكان العالم، لكن الأمر الأهم هو أن تسعى الحكومات لإنشاء مساحات عامة آمنة ونظيفة ومجهزة لتشجيع الجميع على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.

حيث بات الناس يعملون على الأجهزة الإلكترونية والحواسيب بشكل متزايد، وأصبحوا أكثر خمولاً لأنهم يعتمدون على المراسلات الرقمية بدلاً من الانتقال بين الاجتماعات أثناء الدوام.

المصدر: سي إن بي سي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى