اشار تقرير لموقع «أريبيان غلف بزنس انسايت»، ان المزارعين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يتمتعون الآن بحصاد زراعي وفير، فمن الولايات المتحدة الى فرنسا وكازاخستان والصين ازدادت المحاصيل الزراعية بشكل سخي بعد عامين سيئين في 2022 و2023.
وقال التقرير ان هذا الحصاد الزراعي الغني ساعد في تهدئة اسعار المواد الغذائية المتزايدة، بعدما تضررت أسعار الحبوب خصوصا بعد الحرب الروسية الاوكرانية في 2022.
وأوضح التقرير ان دولا اتبعت طرقاً ذكية لتخزين الواردات الغذائية لحمايتها من صدمات ارتفاع الاسعار، فعلى سبيل المثال زادت الصين من كمية تخزين الحبوب بـ %36 الى اكثر من 700 مليون طن بين 2014 و2023، لافتا الى ان الصين اشترت ايضا 400 مليون طن من الاسواق المحلية والدولية في عام 2023 وحده، وذلك لزيادة احتياطياتها الاستراتيجية فوق حدود مخزونات الاحتياطيات الامنة الدولية والتي تتراوح بين %17 و%18.
إستراتيجية ذكية
وأكد التقرير ان استراتيجية بكين الذكية هذه لا تحافظ على استقرار الاسعار المستقبلية للحبوب فحسب، بل انها تساعد ايضا في تعزيز الأمن الغذائي في بيئة تجارية عالمية متقلبة بشكل متزايد، مشيرا الى ان الصين تدرك جيداً انها قد تكون هدفا رئيسيا للعقوبات في حال إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. كما ان بكين تدرك خطورة تغير المناخ بحصاد محاصيلها الزراعية في اي وقت.
وأضاف: وبالانتقال الى منطقة الشرق الاوسط فان على حكومات المنطقة توخي الحذر في ادارة اسعار المواد الغذائية. ويمكن ان تخرج التكاليف عن السيطرة، ما يعرض اقتصادات المنطقة وامنها الاجتماعي للخطر.
واشار الى ان النهج الصيني في الأمن الغذائي قد يشكل هدفاً لدول الخليج تسعى لتحقيقه، علما ان دول المنطقة من اكثر دول العالم تقدما وغنىً، الا انها معرضة لمخاطر في ما يتعلق بواردات الغذاء.
وقال التقرير: رغم اطلاق العديد من المبادرات الزراعية الخليجية الجيدة الا ان اغلب دول المنطقة لا تزال تستورد معظم انواع الحبوب. وقد يكون شراء الحبوب مجديا اقتصاديا في الاوقات العادية، الا ان حالة عدم اليقين في السوق العالمية تجعل هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر.
تأثير التغير المناخي
أضاف تقرير «أريبيان غلف بزنس انسايت»: ولان تسارع تغير المناخ وزيادة وتيرة الكوارث الطبيعية والحروب في دول زراعية عدة يساهم في تقلب الدينامكيات العالمية للقطاع الزراعي، فمن المنطق ان تحذو دول الخليج حذو الصين وتستثمر بشكل اكبر في الامدادات الغذائية الاستراتيجية مثل مخزونات الحبوب.
وتابع: حتى ان النهج اللامركزي في انتاج الحبوب لبعض دول الخليج، مثل تخزين الحبوب في الخارج، من الممكن ان يوفر المزيد من الامن الغذائي الوطني والاقليمي. وتشكل هذه الاستراتيجية فعالية أكبر من شراء الاراضي الزراعية في الدول النامية لامداد الاسواق الخليجية بمحاصيلها. وختم التقرير: ان الاشهر الستة المقبلة توفر فرصة جيدة لحكومات الخليج لتقوية الامن الغذائي فيها، فالاسعار جيدة والامدادات قوية. ومع ذلك، فان هذه النقطة القوية قد تتلاشى قريبا في حال اندلاع أزمة جيوسياسية اخرى في 2025.
