اقتصاد دولي

أسعار النفط قد تقفز إلى 100 دولار

في الوقت الذي توقع فيه بنك غولدمان ساكس، بقفزة أسعار النفط بمقدار 20 دولاراً للبرميل، خلال العام المقبل، إذا تعرضت الحقول النفطية في إيران لضربة من قبل كيان الاحتلال، قال عضو لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى السعودي سابقا فهد بن جمعة، إن هذه التوقعات ليست دقيقة، بل إن تصاعد أسعار النفط سيحدث فور الضربة المفترضة.

وبين بن جمعة في مقابلة مع «العربية» أن الأسعار قد تصل إلى 90، وربما إلى 100 دولار للبرميل، حسب قوة الضربة، وكمية تعطل الإنتاج الإيراني.

واضاف: مثل هذا النوع من الأحداث الجيوسياسية يكون له تأثير مؤقت لأسابيع أو شهر، ولكن ليس لعدة أشهر، لأنه بعد فترة ستكون هناك زيادة إنتاج من أوبك، ومن غيرها.

وكان بنك غولدمان ساكس، توقع أن تقفز أسعار النفط بمقدار 20 دولاراً للبرميل، إذا تعرضت الحقول النفطية في إيران لضربة من قبل كيان الاحتلال، موضحا ان انخفاضاً مستداماً بمقدار مليون برميل يومياً في إنتاج إيران، قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط بنحو 20 دولاراً للبرميل في 2025.

وأشار «غولدمان ساكس» إلى أن هذا السيناريو يفترض أن تحالف «أوبك+» لن يستجيب بزيادة الإنتاج، مضيفا أن استجابة دول رئيسية في «أوبك+»، مثل السعودية والإمارات، قد تؤثر في هذه التوقعات.

أكبر مكاسب أسبوعية

وسجلت أسعار النفط أكبر مكاسب أسبوعية لها في أكثر من عام، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

وحقق خام برنت مكاسب تجاوزت %8، وهو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ يناير 2023، بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط بنسبة %9.1، وهو أعلى مستوى له منذ مارس 2023.

وتتوقع شركة الوساطة «StoneX» أن ترتفع أسعار النفط ما بين 3 إلى 5 دولارات للبرميل في حال استهداف البنية التحتية النفطية في إيران من قبل كيان الاحتلال.

يُذكر أن إيران، العضو في تحالف «أوبك+»، تنتج نحو 3.2 ملايين برميل يومياً، ما يمثل نحو %3 من الإنتاج العالمي.

توقعات سيتي غروب

وفي سياق متصل، قالت مجموعة سيتي غروب الأمريكية في تحليل لها بشأن احتمالية رد كيان الاحتلال على الضربة الإيرانية، عبر قيامها بضرب منشآت النفط الإيرانية إنها ستزيل نحو 1.5 مليون برميل نفط يوميا من الأسواق.

وقال محللون في بنك «إيه.إن.زد» في مذكرة إن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 ملايين برميل يوميا في أغسطس. وأضافت المجموعة أن هذا الاحتمال في حال كانت ضربة الكيان المحتل لإيران كانت قوية، وشملت قدرات طهران التصديرية.

أما في حال كانت الضربة أقل حدة، وشملت منشآت وعمليات التكرير فقط، فإنها ستزيل نحو 300 إلى 400 ألف برميل يوميا من الأسواق.

تعطيل التدفقات

في حين لم يؤد هجوم إيران على كيان الاحتلال حتى الآن إلى أي تعطيل لتدفقات النفط، إلا أن سعر النفط الخام ارتفع بنحو %8 الأسبوع الماضي، وهو أكبر ارتفاع منذ أوائل العام الماضي.

كتب محللون لدى «كلاركسونز سيكيوريتيز»، بينهم فروود موروكيدال، في مذكرة بحثية أن «المالكين (لناقلات النفط) يضغطون على الأسعار وسط تزايد التوترات الجيوسياسية». وأضافوا: «الزيادة تتماشى مع الارتفاع الموسمي المعتاد مع اقتراب فصل الشتاء، مدعوماً بسوق قوية تتميز بنمو محدود في العرض وازدياد المخاطر الجيوسياسية».

إنهاء خفض إنتاج «أوبك+» قد يزيد تكاليف نقل النفط

تسود توقعات أن ترتفع تكلفة تأجير ناقلات النفط، إذا نفذ تحالف «أوبك+» تعهده بإنهاء خفض الإنتاج، بعدما شهدت تكاليف شحن النفط وأسهم شركات الناقلات ارتفاعاً كبيراً، في ظل تصاعد الصراع بين كيان الاحتلال وإيران. ومن شأن تصاعد وتيرة الصراع أن يدفع بعض التجار في بعض أنحاء العالم إلى تأمين احتياجاتهم من الخام بشكل عاجل.

في يوم 5 سبتمبر الماضي، اتفقت 8 دول أعضاء في «أوبك+» وهي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عُمان، على تمديد تخفيضاتها الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً لمدة شهرين حتى نهاية نوفمبر، وفق بيان أصدره التحالف حينذاك. بعد ذلك سيتم إنهاء هذه التخفيضات تدريجياً على أساس شهري بدءاً من 1 ديسمبر 2024. وأعاد البيان التأكيد على «المرونة في تعليق التعديلات مؤقتاً أو عكسها حسب الضرورة».

قفزة مرتقبة العام المقبل

قد ترتفع نسبة تشغيل ناقلات النفط إلى %90 العام المقبل إذا نفذ «أوبك+» تعهده بإلغاء تخفيضات الإنتاج، حسب مذكرة بحثية كبتها محللون لدى شركة «جيفريز»، وفق «بلومبيرغ».

وستكون نسبة تشغيل ناقلات النفط أعلى من أي وقت مضى في تلك الفترة، ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات الناقلات الكبيرة إلى حوالي 100 ألف دولار يومياً، بسبب زيادة الطلب على نقل النفط.

كما تتوقع «جيفريز» أنه بحلول عام 2027، سيحدث استخدام كميات كبيرة من مخزونات النفط، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في تكاليف نقل النفط.

خلال الأسبوع الماضي، قفزت عائدات السفن من فئة «أفراماكس»، التي تُستخدم لنقل شحنات النفط الأمريكية بحجم 700 ألف برميل إلى أوروبا، بنسبة %249 لتصل إلى نحو 58 ألف دولار في اليوم، وفقاً لبورصة البلطيق في لندن، حسبما أفادت «بلومبيرغ».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى