مختارات اقتصادية

الطموح والمغامرة .. من مقدم بودكاست في عمر 18 عاماً إلى مليونير قبل الثلاثين

الثراء، حلم راود الإنسان على مر العصور، لكن التطور التكنولوجي في القرن الحادي والعشرين عزز فرص الكثيرين في تحقيقه، بل وخلال فترة زمنية وجيزة وبعمر الشباب.

 

أسس “هاري ستيبينجز” واحداً من أكبر صناديق رأس المال المخاطر –نوع من الصناديق يستثمر في الشركات الناشئة والمنتجات المبتكرة- قبل إتمام عامه الثلاثين، وكانت بداية المشوار  تقديم “بودكاست” في عمر الثامنة عشرة فقط.

 

استلهم “ستيبينجز” فكرة البودكاست حين شاهد فيلم ” The Social Network” الذي يروي قصة تأسيس موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وهو في عمر 13 عاماً، ثم عكف على دراسة قطاع تكنولوجيا التواصل لمدة 5 سنوات قبل أن يبدأ مشواره في ريادة الأعمال.

 

وفي عمر الثامنة عشر، أسس ” ستيبينجز” بودكاست ” The Twenty Minute VC”، وكانت فكرته هي حلقة أسبوعية يستضيف فيها أحد كبار المستثمرين المغامرين لمدة 20 دقيقة فقط.

 

 

أجرى ” ستيبينجز” في أول حلقات برنامجه مقابلة مع رجل الأعمال ” جي كاواساكي” في العاشر من يناير عام 2015، ولاقت الحلقة بعض النجاح، وبحلول نوفمبر من العام ذاته، أجرى لقاء مع ” مارك سوستر” مدير صناديق الاستثمار المغامرة، واجتذب أكثر من 100 ألف مستمع.

 

وفي الشهر التالي، تلقى مكالمة من المستثمرة ” أرييل زوكربيرج”، الشقيقة الصغرى لـ “مارك زوكربيرج” مؤسس “فيسبوك”، لعرض رعاية برنامجه، حينها أدرك ” ستيبينجز” أنه يرغب في مواصلة مسيرته بمجال الاستثمار المغامر.

 

كان “ستيبينجز” في ذلك الوقت قد بدأ للتو دراسته الجامعية بمجال القانون في “كينجز كوليدج” في لندن، لكنه قرر دخول عالم الاستثمار والعدول عن مسار الدراسة الجامعية.

 

لم يكتفي ” ستيبينجز” بالنجاح الذي حققه البودكاسب، فالاستثمار المغامر هو الهدف الذي وضعه نصب عينيه.

 

 

ارتكزت استراتيجية المستثمر الشاب على 3 محاور، الأول هو بناء علاقات قوية مع ضيوفه وبالتالي تحقيق الشهرة في أوساط المستثمرين، والثاني هو حصد أفكار للمشروعات، والثالث هو بناء شراكات لتنفيذ هذه الأفكار.

 

سارت جميع حلقات البودكاست على نفس النسق، إذ تستمر لمدة 20 دقيقة فقط، يتطرق ” ستيبينجز” في أول دقيقتين منها لخلفية الضيف، ثم مناقشة أعمال المستثمر لمدة 15 دقيقة، ثم اختتام اللقاء بسلسلة من الأسئلة الشخصية.

 

وبعد انتهاء اللقاء، يطلب “ستيبينجز” من ضيفه تقديمه إلى 3 مستثمرين آخرين، ومن هنا استطاع بناء شبكة علاقات واسعة حافظت على نجاح برنامجه، وجعلته ينخرط أكثر فأكثر بين أصحاب رؤوس الأموال.

 

بدأ ” ستيبينجز” – الذي صُنف كأصغر مستثمر مغامر في العالم عام 2016 –   في الاستفادة من علاقاته بالمستثمرين من خلال إرسال عروض وأفكار لهم حول مشروعات يمكن الاستثمار بها وبناء شراكات معهم، وهذه كانت بوابة دخوله لعالم الاستثمار المغامر أو المخاطر.

 

 

أسس بعد ذلك صندوقاً للاستثمار المخاطر تحت اسم ” 20VC” في لندن، ونجح خلال فترة ما بين عامي 2019 و2021 في جمع تمويلات بقيمة 148 مليون دولار، إلى أن بلغ حجم التمويل الإجمالي الذي جمعه حتى منتصف أكتوبر الجاري 400 مليون دولار.

 

استطاع الصندوق جذب مستثمرين كبار مثل معهد ” ماساتشوستس” للتكنولوجيا، ومؤسسة ” RIT Capital Partners” التابعة لعائلة “روتشيلد”، حتى بات يُصنف من أكبر صناديق رأس المال المخاطر في أوروبا.

 

قال ” ستيبينجز” – البالغ من العمر 28 عاماً في الوقت الراهن – في تصريح لمجلة “فوربس”، إن سبب نجاح البودكاست كان الفهم العميق للعوامل التي تجعل الحلقات جاذبة للمستمعين، والعنصر الأهم في الحلقة كان التركيز على أهمية الوقت، فإذا لم يستطع أن يصل إلى عبرة أو درس جديد خلال أول 3 دقائق من حديثه مع الضيف، يتم إلغاء التسجيل.

 

المصدر: فوربس – وايرد – فاينانشيال تايمز

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button