مختارات اقتصاديةمنوعات اقتصادية

تشويق وأكشن .. وول ستريت تشهد أخطر منعطف منذ سنوات

دخلت الأسهم الأمريكية إلى أكثر منطقة محفوفة بالخطر لهذا العام – وربما منذ أعوام – حيث تتبقى أيام قليلة على انتخابات الخامس من نوفمبر، والتي إما أن تتسبب في صحوة جديدة للسوق أو تعثر مؤلم بعد أداء قوي.

يرجع ذلك إلى حقيقة أن الأسبوع الجاري يشهد الكشف عن العديد من نتائج أعمال شركات التكنولوجيا الكبرى، إضافة إلى الكشف عن بيانات اقتصادية مهمة بما في ذلك عن التضخم وسوق العمل.

وبعد هذا “التشويق” يبدأ أسبوع “الأكشن” حيث تُعقد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء المقبل، وسط عدم يقين كبير بشأن النتيجة المحتملة لها، وفي الخميس الذي يليه، يصدر قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

كما يتابع المستثمرون عن كثب في الأيام القليلة المقبلة طروحات وزارة الخزانة الأمريكية للديون الحكومية وتقلبات العائد على هذه الأدوات، إلى جانب صدور المزيد من التفاصيل حول السياسة النقدية في اليابان، والاجتماعات الحكومية الصينية بشأن التحفيز الاقتصادي.

ورغم هذا المشهد المتداخل والمزدحم بالأفكار والاحتمالات، تبدو الأسواق متماسكة وتتجاهل الكثير من المخاوف وتتحلى بالكثير من الصبر والهدوء، لكن هل سيكون الهدوء الذي يسبق العاصفة؟

ماذا تراقب الأسواق؟

– في مثل هذه الفترة المليئة بالمعطيات التي ستؤثر في اتجاه الأسواق، “ربما تكون فكرة جيدة أن تجلس على مقعدك، وتراقب، حيث هناك مزيج قوي جدًا من التقلبات المحتملة”، وفقًا لـ “كاميرون كرايز” المحلل الاستراتيجي لدى “بلومبرج ماركتس”.

– تُصدر تقريبًا نصف الشركات المدرجة في مؤشر “إس آند بي 500” تقاريرها المالية الفصلية بين الأسبوعين الجاري والمقبل، بما في ذلك “آبل” و”مايكروسوفت” و”ألفابت” و”أمازون” و”ميتا”، بالإضافة إلى “إيلي ليلي” و”إكسون موبيل” و”فيزا” و”ماستركارد”.

– لا يُتوقع أن تعلن شركة “إنفيديا” أرباحها قبل شهر آخر من الآن، لكن ستصدر نتائج من أكبر عملائها والتي يمكن أن تؤثر على أداء سهم صانعة الرقائق، إذا عكست تغيرًا في الطلب على الشرائح الإلكترونية.

– قالت “لوري كالفاسينا” الاستراتيجية لدى “آر بي سي كابيتال”: “تشير إحصائيات مؤشر ’إس آند بي 500‘ المبكرة إلى أن موسم نتائج الأعمال الحالي مخيب للآمال إلى حد ما، ونظرًا لتفاؤل المستثمرين قبل بدايته، نظل على أهبة الاستعداد لتراجع قصير الأجل آخر للأسهم”.

نسبة الشركات التي سجلت نتائج أعمال أفضل من المتوقع

الربع/ العام

النسبة من إجمالي شركات “إس آند بي 500”

الأول/ 2022

77.3

الثاني/ 2022

75.8

الثالث/ 2022

69.6

الرابع/ 2022

69.0

الأول/ 2023

78.4

الثاني/ 2023

80.4

الثالث/ 2023

81.2

الرابع/ 2023

76.2

الأول/ 2024

79.8

الثاني/ 2024

80.4

الثالث/ 2024

74.7

* بيانات الربع الثالث من العام الجاري تشمل النتائج التي أعلن عنها حتى 25 أكتوبر.

– لدى شركات التكنولوجيا الكبرى ما تثبته أيضًا، ففي حين لا يزال من المتوقع أن يسجل القطاع نموًا أسرع في الأرباح من السوق الأوسع، فمن المحتمل أن يكون معدل التوسع هو الأبطأ في ستة أرباع، وفقًا لـ “بلومبرج إنتلجنس”.

– قال “إريك بيلي”، المدير التنفيذي لإدارة الثروات في “ستيوارد بارتنرز”: “إنه أسبوع كبير، حيث تعد تقارير الأرباح للشركات السبع الكبرى مهمة للغاية، وتحتاج الأسواق لأن ترى هذه الشركات تحقق نتائج قوية، لأن الأسهم تتداول بتقييمات عالية للغاية”.

– إذا لم تكن المخاطر مرتفعة بما يكفي، فإن نتائج الربع الثالث لشركتي “آبل” و”أمازون” ستصدر الخميس، ويتزامن ذلك مع عيد الهالوين، والذي يمكن أن يكون من بين الأيام الأكثر تقلبًا في العام لأنه يقع ضمن فترة إعادة التوازن النموذجية للمحافظ نهاية الشهر.

– “مات ستاكي” كبير مديري المحافظ الاستثمارية في شركة “نورث وسترن ميوتشوال ويلث مانجمنت” يصف مسار الأسهم المقبل بأنه سيكون “رهينة ما سيكشف عنه موسم الأرباح الجاري”.

ماذا ينتظر الأسواق؟

– من المتوقع أن تعلن وزارة الخزانة الأربعاء أنها ستحافظ على حجم طروحات الديون ثابتة في الربع القادم (لتجنب أي ضغوط على جانب العرض)، على الرغم من أن المتداولين سيولون أيضًا اهتمامًا وثيقًا لأي إشارات حول المسار المستقبلي.

– من المقرر أيضًا أن تصدر بيانات مؤشر التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي وتقرير الوظائف في الولايات المتحدة، وقد تكشف هذه التقارير عما إذا كان الاقتصاد يحقق الهبوط الناعم بالوتيرة الكافية لتبرير خفض أسعار الفائدة.

– لا يزال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يأملون في أن يتمكن سوق العمل من السير بخطى ثابتة ومتوازنة مع تجنب التباطؤ الحاد أو النشاط القوي، ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الأعاصير والإضرابات ربما شوهت بيانات الوظائف لشهر أكتوبر.

– ساعدت بيانات الوظائف القوية بشكل مفاجئ في سبتمبر في تهدئة المخاوف السابقة بشأن احتمال حدوث دوامة هبوطية حادة للاقتصاد، لكن هناك خوفًا من أن الأجور المرتفعة، قد تؤدي أيضًا إلى تأجيج التضخم وإجبار الفيدرالي على إبطاء خططه لخفض الفائدة.

– على جانب آخر، تشير بيانات سوق المقايضات إلى فرصة بنحو 80% لخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماعه في السابع من نوفمبر، والذي تأجل ليوم إضافي نظرًا لانعقاد الانتخابات الرئاسية.

– لكن المستثمرين ينتظرون إشارات من رئيس المجلس “جيروم باول” إلى استمرار خطة التخفيف النقدي دون تغير، وهو أمر ربما يتأثر بالبيانات التي ستصدر هذا الأسبوع، ومع ذلك، فهذا ليس مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لهم.

– قال “كيث ليرنر”، الرئيس المشارك للاستثمار في “تروسيت أدفيزوري سيرفسز”: “سيكون للبيانات بعض التأثير المحدود، ما لم تكن قراءة سلبية كبيرة أو إيجابية كبيرة، وأعتقد أن تقرير الوظائف سيكون الشيء الوحيد المهم- ليوم واحد، ثم يتعلق الأمر كله بالانتخابات”.

ماذا يقلق الأسواق؟

– وول ستريت مهووسة بنتيجة السباق الرئاسي وما قد يعنيه للأسواق بعد 5 نوفمبر، ويقول بعض الاستراتيجيين إن فوز الجمهوري “دونالد ترامب” من شأنه أن يرسل عائدات السندات إلى الأعلى بسبب خططه لزيادة التعريفات الجمركية وخفض الضرائب.

– يظهر استطلاع “بلومبرج بولس” الأخير أن المستثمرين يعتقدون أن سوق الأسهم من المرجح أن يكتسب زخمًا تحت قيادة “ترامب” أكثر من منافسته الديمقراطية “كامالا هاريس” والتي على العكس، تخطط لزيادة الضرائب.

– كتب الاستراتيجيان لدى “مورجان ستانلي”، “فيشواناث تيروباتور” و”جيمس لورد” في مذكرة: “نظرًا للتحركات الأخيرة عبر الأسواق والتوقعات التي تسعرها، فقد تكون الأسواق الآن في وضع غير آمن إلى حد ما إذا فازت ’هاريس‘ حيث سيتعين عليها عكس المسار”.

– مع ذلك، فحقيقة أن السباق الانتخابي متقارب للغاية، وفقًا لاستطلاعات الرأي ورهانات العقود الآجلة ذات الصلة بالأحداث السياسية، يزعج الأسواق، وكان ذلك سببًا في ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية جديدة، فيما لامست عوائد سندات الخزانة أعلى مستوياتها منذ أشهر.

– قال “ديك مولاركي” رئيس استراتيجية الاستثمار وتخصيص الأصول في “إس إل سي مانجمنت”: “إنها (الانتخابات) مسألة محيرة تزعج سوق سندات الخزانة، لقد ارتفعت أسعار الفائدة على الديون الحكومية لأجل 10 سنوات بشكل كبير في الشهر الماضي”.

– دق عدد من المستثمرين المليارديرات، بما في ذلك “بول تيودور جونز”، مؤخرًا ناقوس الخطر بشأن عبء الديون الأمريكية، والتأثير المحتمل للرسوم الجمركية على الواردات وتخفيضات الضرائب إذا استعاد “ترامب” البيت الأبيض.

– على هذه الجبهة، لا ترى وول ستريت سوى القليل من الأمل في أن تتمكن “كامالا هاريس” أو “دونالد ترامب” من معالجة العجز الكبير في الحكومة الأمريكية.

– يعكس سوق السندات الخوف الحقيقي للمستثمرين، فقد قفز مؤشر “آي سي إي بنك أوف أمريكا موف” الذي يتتبع تقلبات سوق الدخل الثابت من 100.15 نقطة في الرابع من أكتوبر إلى 124.23 نقطة في السابع من نفس الشهر الجاري، وهي أكبر زيادة بالنقاط منذ عام 1988.

– كانت قراءة المؤشر في السابع من أكتوبر، هي أول قراءة لعقود الخيارات التي تشمل يوم الخامس من نوفمبر المقبل في آجالها، والذي يشهد انعقاد الانتخابات الرئاسية.

– على أي حال، رغم المخاوف بشأن فوز “كامالا”، وتحذير محللي “مورجان ستانلي” من أن مستثمري الأسهم لا يسعرون بشكل كامل احتمال فوز “ترامب”، فإن ما يخشاه السوق لا يزال غير واضح كليًا.

– ربما يخشى المستثمرون فترة طويلة من عدم اليقين، لكن حتى مع إشارات القلق من سوق السندات، فإن سوق الأسهم في المقابل، نادرًا ما كان يعاني بسبب الانتخابات الرئاسية ودائمًا ما يرتفع بغض النظر عن الحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض.. فهل سيخالف السوق هذه القاعدة بعد الخامس من نوفمبر؟

المصادر: أرقام- بلومبرج- ماركت ووتش – بارونز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى