“السعودي الأول” : تمويل الشركات يمثل 75% من محفظة الإقراض
قال الرئيس التنفيذي للبنك السعودي الأول- ساب، توني كريبس، إن نمو القروض جاء نتيجة لنشاط الشركات، وهو ما كان متوقعاً نظراً للطلب الكبير على المشاريع الجارية حالياً، إضافة إلى تدفق الشركات القادمة إلى السعودية.
وأضاف توني كريبس، في مقابلة مع “العربية Business” على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، المنعقد في السعودية الأسبوع الماضي، أن هذه الشركات تدرك أنها تفضل التعامل مع “ساب” بفضل ارتباطه بمجموعة HSBC فهم يعرفون العلامة التجارية جيداً، وهذا ما جعل هذا الجانب من الأعمال قوياً للغاية.
“بالإضافة إلى ذلك، كان نمو قطاع الرهن العقاري لدينا قوياً للغاية، ما يعكس قوة كلا جانبي الأعمال”، وفقا لكريبس.
وتوقع أن يستمر هذا النمو حتى العام المقبل.
وبشأن نسبة توزيع محفظة القروض حالياً بين الشركات وقطاع الأفراد، قال إن نحو 75% للشركات و25% للأفراد.
وعن مدى تأثير الانخفاض المتوقع في أسعار الفائدة سلباً على هوامش الربحية، قال إن حساسية أسعار الفائدة كانت لدينا كمصرف تجاري نحو 10 نقاط أساس قبل عامين أو ثلاثة، وهو ما كان مناسباً لنا مع ارتفاع أسعار الفائدة، مما ساهم في زيادة الإيرادات.
وتابع: “في الوقت الحالي، قمنا بتخفيض هذه الحساسية إلى نحو نقطتين أساس. بشكل متعمد تحسباً لانخفاض أسعار الفائدة. نعتقد أننا قادرون على تعويض هذه الحساسية المنخفضة من خلال نمو الحجم، كما يتضح من قوة محفظة القروض لدينا، إلى جانب الحفاظ على انضباط صارم في التكاليف وإدارة فعالة للإنفاق”.
جاء تقليل الحساسية كجزء من التركيز الاستراتيجي للبنك على قطاع الرهن العقاري، الذي شهد نمواً قوياً. وهو منتج ثابت السعر لمدة 25 عاماً، وكان له تأثير إيجابي، وفقاً للرئيس التنفيذي لبنك السعودي الأول -ساب.
زيادة الاستثمارات
وأضاف: “قمنا بتوسيع محفظة الاستثمارات لدينا، حيث ضاعفنا حجمها من 50 مليار ريال إلى 100 مليار ريال، وهذه المحفظة أيضاً ذات سعر فائدة ثابت وتحقق عوائد قوية، ومع انخفاض أسعار الفائدة، تزداد الهوامش على هذه المحفظة”.
وتابع: “هاتان هما الاستراتيجيتان الرئيسيتان اللتان ساعدتانا في تقليل حساسيتنا تجاه أسعار الفائدة”.
عن سبب الفجوة بين النتائج الفصلية الفعلية وتوقعات المحللين، قال الرئيس التنفيذي للبنك السعودي الأول- ساب، إن تقرير الخسائر الائتمانية المتوقعة كان أعلى من توقعات المحللين، ولكنه يركز بشكل رئيسي على محفظة الشركات، وتختلف توقعات الخسائر الائتمانية بالبنك عن تلك الخاصة بالبنوك التي تركز على قطاع الأفراد.
وقال توني كريبس، إن توقعاتنا تعتمد على المحفظة بأكملها مع تعرضات ائتمانية محددة لعملاء معينين، وفي بعض الأحيان، تكون هذه التعرضات غير منتظمة، ولكن هذا لا يشير إلى اتجاه مستمر.
وأضاف أن توجيهاتنا بشأن تكلفة المخاطر تتراوح بين 27 و40 نقطة أساس، ونتوقع أن ننهي العام عند الحد الأدنى من هذا النطاق.
وقال كريبس، إن أرباح البنك السنوية ارتفعت بنسبة 16%، مع الرضا عن الأداء خلال التسعة أشهر الماضية مقارنة بنفس الفترة في عام 2023، وأيضاً نثق في أداء الربع الرابع.
بشأن ارتفاع مخصصات الخسائر إلى نحو 309 ملايين ريال في الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بـ 144 مليون ريال في الربع المقابل من العام الماضي، قال إن هذا الارتفاع حسب المحفظة، لكنه لا يشير بالضرورة إلى اتجاه مستمر في مخصصات الائتمان عبر المحفظة. وفي بعض الأحيان، يكون السبب وراء ذلك تعرضاً واحداً كبيراً.
وتابع: “في بعض الأوقات تكون الخسائر الائتمانية المتوقعة (ECL) لدينا صفراً، وأحياناً تصل إلى 300 مليون ريال، لكننا ندير هذا الأمر خلال العام ضمن النطاق الذي نبلغه سنوياً، ولم نتجاوز هذا النطاق في الأربع سنوات التي قضيتها هنا، ولا نتوقع أن نتجاوزه”.
عن الحاجة إلى مصادر تمويل وإصدار سندات، قال إننا سنكون مصدرين منتظمين في السوق، وهذا يعد علامة صحية للنظام المصرفي السعودي، وبالنظر إلى الأسواق المتقدمة، فالبنوك تصدر دائماً ديوناً، لأنها توفر تنويعاً للميزانية العمومية.
وتابع: “نعم، سنقوم بالإصدار، لكن لا أستطيع تحديد جدول زمني دقيق حالياً، إلا أنه ستكون هناك إصدارات منتظمة”.
وقال إن البنوك السعودية تعتمد بشكل متزايد على المستثمرين الدوليين من خلال هذه الإصدارات، ولكننا لا نرى ذلك كأمر سلبي، بل نعتبره خطوة إيجابية تعكس انفتاح السعودية على الأسواق العالمية.