اقتصاديون: زيارة رئيس الإمارات تفتح آفاقاً اقتصادية أرحب
أكدّ قياديون في القطاع الاقتصادي الكويتي أهمية زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الكويت أمس (الأحد)، لاسيما لناحية فتح آفاق أرحب أمام رجال الأعمال والشركات الكويتية والإماراتية، لبناء شراكات ومشاريع عملاقة تنعكس على البلدين الشقيقين خصوصاً، وعلى مجلس التعاون الخليجي عموماً.
وأجمع الاقتصاديون، في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، على المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية الواعدة جداً في كلا البلدين الشقيقين، وإمكاناتهما الكبيرة اقتصادياً وبشرياً، التي من شأنها الدفع بالتنمية بينهما قدماً إلى الأمام، سواء على المستوى الثنائي أو الخليجي، لافتين إلى التزام القطاع الاقتصادي بدوره الوطني والخليجي في المساهمة الفعالة بمشاريع التنمية الكبرى في كل من البلدين.
قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، عصام الصقر، إن زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى الكويت، تعد خطوة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، والتي ترتقي إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية على مختلف الأصعدة، حيث تعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للكويت حول العالم، كما أنها الأولى عربياً وخليجياً.
وأشار الى أن البلدين شهدا، خلال الفترة الماضية، توقيع عدد من الاتفاقيات، تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات وتسهيل حركة تدفق رؤوس الأموال بينهما.
واضاف الصقر أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت تتميز بالمتانة والرسوخ، وشهدت تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية، كما تبرهن على مستوى الشراكة الرفيعة بينهما، حيث يؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، وضرورة تفعيله عبر زيادة التبادل التجاري، وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية.
تعزيز الشراكة
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة بيت التمويل الكويتي (بيتك)، حمد المرزوق، أن زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى الكويت تمثل إضافة مهمة في مسيرة العلاقات الكويتية – الإماراتية، معرباً عن تفاؤله بمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بدعم ورعاية سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، الذي استطاع بحكمته وخبرته الواسعة أن يزيد من أواصر الترابط بين الكويت وجيرانها.
وأشاد المرزوق بالعلاقات الوثيقة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، التي تجمع الكويت والإمارات، والتي تعتبر نموذجا متميزا لعلاقة يسودها التعاون والود بين بلدين شقيقين.
وأكد أن مجموعة «بيتك»، بما تمتلكه من حضور قوي بحكم الملاءة الكبيرة والانتشار الواسع على صعيد الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وباعتبارها الشريك الاستراتيجي الأول في تمويل كل المشاريع التنموية الحيوية، تضطلع بدورها الوطني والتنموي، وتواصل جهودها في تمويل المشاريع التنموية الكبرى الكويتية – الإماراتية ودعمها، لتصبح نموذجا لنجاح التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص على مستوى منطقة الخليج العربي.
وأشار إلى التعاون المثمر، الذي يجمع «بيتك» مع المؤسسات المالية في الإمارات، وتنفيذ العديد من الصفقات الناجحة.
وأكد المرزوق أن «بيتك» على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم، للمساهمة في تعزيز أواصر التعاون بين القطاع الخاص الكويتي ونظيره الإماراتي، في ظل عقود من الشراكة والتكامل الاقتصادي تجمع البلدين.
وأضاف: «هناك آفاق رحبة جداً للمزيد من التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً أن الكويت لديها رؤية للتنمية الاقتصادية 2035، التي تعمل على تنشيط وتسهيل الاستثمار، وتحقيق نهضة تنموية كبيرة يقودها القطاع الخاص».
علاقات قوية
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة المباني، وليد الشريعان: «إن زيارة رئيس دولة الإمارات الشقيقة، سمو الشيخ محمد بن زايد، إلى الكويت، هي زيارة أخوية لأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، فالكويت هي بيت ومكان سموه».
وأضاف الشريعان أن الشعب الإماراتي العزيز تربطنا به علاقة قوية ووطيدة ومواقف طيبة عديدة لا تحصى. كما أن دولة الإمارات جبارة بتطوراتها، وسباقة في مجال المشاريع الرائدة والتطوير العقاري، وتعتبر مصدر فخر لنا وللخليج دائماً ومثالاً لتبادل الخبرات.
تعاون إستراتيجي
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للاستثمار، الدكتور يوسف العلي، إن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين متشعبة ومتطورة تاريخياً، وتتضمن محطات تعاون استراتيجية بارزة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والتجارية والثقافية والتعليمية.
وأضاف العلي أن زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد إلى الكويت، تدخل ضمن جهود تنمية العلاقات الأخوية، وفتح آفاق أوسع لتطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية دور القياديين الاقتصاديين في تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وذكر أن هناك آلاف الشركات الكويتية العاملة في السوق الإماراتي، الذي يشهد تقدماً ملموساً وتنوعاً اقتصادياً ونمواً للقطاعات غير النفطية في البلد الشقيق، وفي موازاة ذلك أبدت شركات إماراتية كبرى اهتماماً ملموساً بالتوسع في السوق الكويتي، والمشاركة في تنفيذ خطة التنمية.
وأوضح أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ مستوى قياسياً جديداً ناهز 13 مليار دولار العام الماضي، وقرابة 3.4 مليارات دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، مما يؤكد قوة ومتانة العلاقة الاقتصادية بين البلدين والمدعومة بتفعيل اتفاقيات استراتيجية عدة جمركيا وضريبيا.
وأضاف أن هذه الزيارة تقود إلى فتح آفاق اقتصادية لرجال الأعمال في البلدين، تماشياً مع سياسة ترسيخ العلاقات المتبعة اقتصادياً، والمضي بها قدماً إلى الأمامن سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون.