إنفيديا .. مستقبل الذكاء الاصطناعي ومحرك رئيسي للأسواق العالمية
أصبحت «إنفيديا» إحدى القوى الرئيسية المحركة للأسواق العالمية بفضل هيمنتها على القطاع التكنولوجي والمسار المستقبلي لتطور قدرات الذكاء الاصطناعي، وباتت نتائج أعمالها على نفس الدرجة من الأهمية بقدر البيانات الاقتصادية لدول كبرى مثل الولايات المتحدة.
أعلنت صانعة الرقائق الأمريكية نتائج أعمال الربع الثالث بعد انتهاء جلسة وول ستريت الأربعاء، لكن سهمها عانى ردة فعل سلبية من قبل المستثمرين في تعاملات ما بعد الإغلاق، وكذلك الأسواق الأوروبية والآسيوية.
جاءت ردة الفعل السلبية تلك رغم تحقيق أكبر شركة على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية أداءً مالياً قوياً شهد زيادة الإيرادات بنحو الضعف على أساس سنوي متجاوزة توقعات المحللين، واستمرار نمو الطلب على رقائقها المخصصة للذكاء الاصطناعي.
وذلك نتيجة لما أثارته توقعات «إنفيديا» بشأن أداء الشركة في الربع الرابع من مخاوف تجاه تباطؤ نمو الطلب على منتجات الشركة التي ينسب إليها جزء كبير من تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نتائج الأعمال
أظهر التقرير نمو الإيرادات بنسبة 94% إلى 35.08 مليار دولار في الربع الثالث من 18.12 مليار دولار في الفترة المناظرة من العام الماضي، ومقارنة بتوقعات المحللين عند 33.17 مليار دولار. لكن هذه تعد أدنى وتيرة لنمو الإيرادات منذ 7 أرباع سنوية، إذ زادت بنسبة 122% و262% و265% على مدار الأرباع الثلاثة الماضية على الترتيب. وعلاوة على ذلك، قالت «إنفيديا» في تقريرها إنها تتوقع تحقيق 37.5 مليار دولار من الإيرادات في الربع الجاري الذي ينتهي في يناير، وهذا يعادل نمواً سنوياً بنسبة 70% فقط.
المستفيد الأكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي
يُنظر لـ «إنفيديا» على أنها المستفيد الأكبر من ثورة الذكاء الاصطناعي، وتعتبر في الوقت نفسه أبرز المساهمين في تطور هذه التكنولوجيا الرائدة بفضل رقائق معالجة الرسوميات المتطورة التي تنتجها، ومراكز البيانات والخوادم القوية التي تدخل هذه الرقائق في صناعتها.
كان الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأكبر لنتائج أعمال «إنفيديا» في الربع الثالث، إذ ساهم في توليد 30.8 مليار دولار من إجمالي إيرادات الشركة بزيادة سنوية 112%.
وفي واقع الأمر، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أحد القطاعات التكنولوجية، بل ساحة المنافسة الجديدة والأولى بالنسبة للشركات العاملة في هذا المجال، ونظراً لهيمنة «إنفيديا» على السوق، بات يعتبر أداؤها المالي مؤشراً رئيسياً على اتجاهات الاستثمار وتبني هذه التقنية من قبل الشركات والقطاعات المختلفة.
وعلاوة على ذلك، ظل القطاع التكنولوجي بقيادة شركات الذكاء الاصطناعي أحد الأسباب الرئيسية لانتعاش الأسواق المالية العالمية في حقبة ما بعد الوباء، لذا بات المستثمرون يراقبون عن كثب اتجاهات الطلب على منتجاته، وما إذا كان سيستمر زخمه في المستقبل.
أكثر الرقائق تقدمًا
يعتمد نجاح «إنفيديا» في تحقيق الإيرادات المتوقعة بنهاية الربع الجاري إلى حد كبير على إطلاق رقائقها الأكثر تقدما «بلاكويل» التي أعلنت عنها في مارس الماضي، وقالت إنها سوف تصدر في الربع الثاني، لكنها إطلاقها تأخر مرات عدة منذ ذلك الحين.
تعد هذه الرقائق الجديدة بتعزيز مكانة «إنفيديا» الرائدة في سوق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، نظراً لقدراتها العالية، والقيود الأمريكية على الصين التي تسعى جاهدة للهيمنة على القطاع.
من بين العوامل الأخرى التي جعلت نتائج «إنفيديا» المالية محط أنظار المستثمرين باستمرار، وزادت من تأثير الشركة على حركة الأسواق المالية العالمية، هو ارتفاع سقف توقعات المحللين لأدائها.
إذ أصبح فشل الشركة في تلبية هذه التوقعات ولو بفارق ضئيل نذيراً بحدوث اضطرابات واسعة النطاق في الأسواق العالمية، حيث أشار «جونزالو أسيس» محلل سوق المشتقات في «بنك أوف أمريكا» قبل صدور نتائج أعمال «إنفيديا»، إلى أن سلوك سوق المشتقات يشير إلى احتمال تحرك مؤشر «S&P 500» بنسبة 1.05% صعوداً أو هبوطاً بعد الكشف عن التقرير المالي.
وقال في مذكرة نقلها موقع «بينزينغا»، إن نطاق الحركة المتوقع للمؤشر بسبب نتائج أعمال «إنفيديا» يفوق الآثار المقدرة لتقرير الوظائف الأمريكية وقراءة تضخم أسعار المستهلكين المقرر صدورها الشهر القادم.
المصادر: رويترز – أسوشيتد برس – سي إن بي سي – بينزينغا – جلوبال فاينانشيال ماركت ريفيو